السيسي يضع قدماً في «الرئاسة» وحمدين رفض الانسحاب

نشر في 29-05-2014 | 00:01
آخر تحديث 29-05-2014 | 00:01
No Image Caption
• حملة صباحي تسحب مندوبيها
• العليا لـ الجريدة•: 21 مليوناً صوتوا • تقارير تنفي اتهامات بالتزوير
انتهى الماراثون الرئاسي في مصر مساء أمس، لتبدأ عمليات الفرز لتحديد هوية الرئيس القادم لأكبر دولة عربية، وسط تقديرات أولية بنجاح مضمون للمشير عبدالفتاح السيسي، الذي وضع قدماً في قصر «الاتحادية» الرئاسي، على حساب منافسه الوحيد حمدين صباحي في انتخابات لم تشهد مفاجآت باستثناء جدل حول تدني حضور الناخبين.

بعد ثلاثة أيام من التصويت، أغلقت لجان الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المصرية أبوابها أمس، بعد انتهاء يوم التمديد الذي أقرته اللجنة العليا للانتخابات، وبدأت منذ الساعات الأخيرة من يوم أمس، عمليات فرز الأصوات، حيث بات في حكم المؤكد، أن يحسم قائد الجيش السابق عبدالفتاح السيسي، النتيجة، بنسب فوز مريحة، تقوده باطمئنان إلى قصر الرئاسة.

وفي حين بدت حملة المشير غاضبة من نسبة الإقبال المحدودة في الأيام الثلاثة المخصصة للتصويت، قرر المنافس الوحيد له القطب الناصري حمدين صباحي، سحب مندوبيه من جميع اللجان، بعدما أصدرت اللجنة العليا قراراً مساء أمس الأول بمد أمد التصويت ليوم إضافي، لأسباب قالت الحملة إنها تتعلق بانتهاكات تعرض لها مندوبوه، من قبل أجهزة الأمن المصرية.

عزوف جماعي

«مرصد مراقبة الانتخابات الرئاسية» الذي يضم منظمات حقوقية مصرية ودولية قال إن «حالة من الاستياء سادت الشارع بسبب مد التصويت ليوم ثالث، ما تجلى على الأرض في صورة عزوف جماعي عن المقار الانتخابية»، والتي قال مراسلو «الجريدة» إنها كانت «خاوية على عروشها»، بينما زعمت مصادر باللجنة العليا للانتخابات، أن الإقبال على اللجان كان جيداً أمس.

تقارير متضاربة

ويترقب المصريون وفرقاء المشهد السياسي إعلان حصيلة المشاركة، بين تقارير متضاربة حول كثافة التصويت، حيث كشف عضو اللجنة العليا، المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، لـ«الجريدة» أن «عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، بلغ في أول يومين من الاقتراع، نحو 21 مليون ناخب، بنسبة %39 تقريباً»، إلا أنه لم يوضح الآلية التي اعتمد عليها لحصد الأصوات قبل بدء الفرز رسمياً، الذي لم يبدأ إلا في ساعة متأخرة من مساء أمس.

اتجاه السيسي إلى حسم السباق الرئاسي بسهولة، لم ينف حالة الغضب الواسعة داخل حملته الانتخابية التي تحولت إلى خلافات بين أعضائها أمس، بعدما جاءت نسب المشاركة أقل من توقعات الحملة، حيث اتهمت قيادات بالحملة المتحدث الرسمي باسمها، عبدالله المغازي، بعدم الظهور إعلامياً، ما أعطى صورة سلبية للسيسي وحملته في الشارع، وبين وسائل الإعلام المختلفة.

مصادر داخل الحملة قالت لـ«الجريدة» إن «لجنة الشباب وجَّهت اتهامات إلى قيادات الحملة المركزية، لفشلها في توصيل مطالب الشباب إلى المشير، ما انعكس على عزوف الشباب عن المشاركة في الاستحقاق، ما أصاب السيسي بالضيق من أداء حملته التي حملها مسؤولية الإقبال الضعيف».

وأضافت المصادر: «مد التصويت ليوم إضافي أثار مخاوف داخل الحملة وخلافات بين مؤيد ومعارض».

مناشدات

في المقابل، طالبت قوى شبابية وثورية، بينها حركة «الاشتراكيين الثوريين» صباحي أمس بالانسحاب مما سمته الحركة، في بيان لها أمس بـ«المسرحية الهزلية»، وقال القيادي بالحركة، هشام فؤاد: «على صباحي الانسحاب فوراً وتشكيل جبهة معارضة من مؤيديه ومقاطعي الانتخابات للتصدي لعودة الدولة العميقة الممثلة في نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ورجاله».

كان المرشح الثاني في الانتخابات المصرية، حمدين صباحي تعرض لموقف مصيري، بعدما اجتمع مع قيادات حملته في ساعة مبكرة من صباح أمس وقرر الاستمرار في السباق الرئاسي رافضاً الانسحاب، بينما وافقت الحملة على سحب جميع مندوبيها من اللجان كافة، على مستوى الجمهورية، بعدما اعترضت رسمياً على قرار مد التصويت، وقالت الحملة، في بيان رسمي حصلت «الجريدة» على نسخة منه، إن أعضاءها ومندوبيها «تعرضوا لحجم واسع من الانتهاكات والاعتداءات والتجاوزات».

بيان صباحي

من جهته، أكد صباحي، في بيان أذيع على الفضائيات أمس، أنه يحترم «كل وجهات النظر الداعية إلى الانسحاب من الانتخابات، إلا أن مسؤوليتي وواجبي يدفعانني لأطرح عليكم ضرورة استكمالنا ما بدأناه، إيماناً بحقنا في شق مجرى ديمقراطي ونثبت قدرتنا على المواجهة مع كل الساعين إلى استعادة السياسات القديمة»، مضيفاً: «لا بديل عن انتزاعنا بالمشاركة لحقوقنا ومواجهة وفضح وهزيمة مثل هذه الممارسات لا الاستسلام لها».

وشدد مؤسس «التيار الشعبي» على أن «اللحظات التي تمر بها مصر تشهد تهديداً حقيقياً من قوى التطرف والإرهاب»، مبيناً أنه لن يتخذ موقفاً يستغلونه لخدمة مصالحهم على حساب الوطن، متابعاً: «المؤكد بالنسبة لي أن وطننا يمر بظروف بالغة الدقة تفرض علينا جميعاً مواقف ربما تكون أثقل على قلوبنا من الجبال».

إشادة عربية وإفريقية

في الأثناء، ووسط حديث بين أنصار صباحي، على مواقع التواصل الاجتماعي، عن اتساع نطاق التزوير لمصلحة السيسي، حيث نقل «مرصد الانتخابات الرئاسية» عن أحد المواطنين في بورفؤاد التابعة لمدينة بورسعيد، إحدى مدن قناة السويس، إنه وجد اسم والده المتوفى منذ أربع سنوات في كشوف الناخبين، جاءت تقارير الجهات العربية والإفريقية والدولية لتؤكد نزاهة الانتخابات.

ووصفت رئيسة بعثة جامعة الدول العربية لمتابعة الانتخابات السفيرة هيفاء أبوغزالة، المشهد الانتخابي في مصر بـ«الجيد»، مؤكدة خلال مؤتمر في مقر جامعة الدول العربية أن فريق الجامعة مستمر في عمله لمتابعة الفرز، وهو الموقف نفسه الذي اتخذه فريق تجمع «الساحل والصحراء» الإفريقي لمتابعة الانتخابات.

مقتل مجند

ميدانياً، قتل مجند على أيدي مسلحين مجهولين شمال منفذ «رفح» البري، وقال مصدر أمني لـ«الجريدة» إن «مسلحين استهدفوا المجند التابع لقوات حرس الحدود، عبر أسلحة سريعة الطلقات، ما أدى إلى إصابته بطلقتين في الصدر، ليلقى حتفه على الفور، بينما لاذ مرتكبو الحادث بالفرار».

إلى ذلك، قررت نيابة كرداسة حبس 10 عناصر إخوانية، بعد فض مسيرة لمؤيدي الجماعة حاولوا عرقلة العملية الانتخابية في قرية بني مجدول جنوب الجيزة، لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات، بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية.

back to top