خارج السرب: سأسرق تنميتي!

نشر في 22-02-2014
آخر تحديث 22-02-2014 | 00:01
 فالح بن حجري سرقة الجثث وبيعها لطلاب الطب تجارة رائجة في البلاد العربية، وحتماً ككل تجارة أصبح يتحكم فيها العرض والطلب، فإن زادت الجثث قل السعر وإن قلت زاد، وطبعاً خيار الزيادة هو السائد عربياً، فالحياة عند آل يعرب رفاهية زائدة لا يقدرون على تكاليف "أوكسجينها"، والعربي إن لم يمت بالفقر مات بقهره، وإن لم تدهسه سيارة مسرعة رمته سيارة مفخخة، والمكتوب على شريط الأخبار العاجلة "لازم تشوفه العين"، وإن لم يمت العربي لا بهذا ولا بذاك مات من الضحك على آخر نكتة ربما كمحاولة أخيرة لزيادة الدخل "فالكوارث ما تكفي الحاجة" خصوصاً حاجة قنوات الأخبار!

طبعاً تبقى سرقة الجثث وسيلة غير أخلاقية حتى إن كانت الغاية نبيلة، فإكرام الميت دفنه أملاً في الدرجات العلا لا تشريحه أملا في الحصول على درجة الـ"A"!، ولكن عملاً بما جاء في كتاب التربية الوطنية للصف السادس صفحة (27) بأن المواطن يجب أن يكون عضواً فعالاً في الركب الحضاري، وبما أنني ساهمت ولله الحمد في ترسيخ هذا المبدأ في عقول أولادي فحصلوا من بعد الترسيخ والذي منه على نجمتين في الدفتر و"حبتين على الخد"، وحصلت أنا على ألف نجمة رأيتها في عز الظهر وعشر حبات بنادول! فلهذا قررت تغيير معادلة سرقة الجثث بصياغتها بوسيلة شريفة وغاية "أشرف من الشرف".

هاكم يا طلاب طب التنمية "جثة تنميتي" حلالاً بلالاً قد سرقتها لكم من دولاب أحلامي! فأعملوا فيها مشارطكم وأخبروني لمَ "عين الصواب" فيها لم تعد تعلو كعادتها فوق "حاجب" أبواب السادة المسؤولين؟ ولمَ هي رمداء؟! هل يا ترى بسبب "غبار التطلع" السياسي؟! أم بسبب ركلة فيروس نفوذ ما "خرمت شبكية" أهدافها؟! قولوا لي لِمَ صار أنفها أو "خشمها" المطار المفضل لقبلات الواسطة الطائرة؟! ولِمَ كلما عطس عطسة دستورية صاح به بعض الخلائق: قل الحمد لله "ماكل شارب وتموينك ببلاش"؟! ولِمَ شفاهها ترتجف كلما تهجأت حروف التنميات من حولها؟! ولِمَ قلبها الأريش لم يعد يغرد من داخل قفصها الصدري فيشجينا؟! ولِمَ أذنها صماء وهي التي كان صدى الإنجازات المتردد عبر جنبات صوانها يُسمِع من به صمم؟!

أفهموني من أين أتت كل هذه المستعمرات البكتيرية المصلحية الرابضة فوق كبد حقيقتها وما سبب تكاثرها، وما سبب عشق "إقدامها" الشجاع المفاجئ للشلل؟ وهل سبب هذا العشق يا ترى هو حب "الكراسي" التي تتحرك بعجلات التنمية وشهوة الجلوس عليها؟!

شرحوا و"شرشحوا" واشرحوا لي لِمَ ما عادت كفوفها تصفق إنجازات وصارت تجيد فقط "صفق الأبواب" في وجه أحلامنا؟!!

هاكم يا طلاب طب التنميات جثة تنميتي المسجاة، أسلمها لكم وأنا مرتاح الضمير فالبعض سرقها حية لتموت وأنا أسرقها ميتة لتحيا!

back to top