رأفت الميهي : أفلام الأبيض والأسود كانت صادقة

نشر في 14-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 14-07-2014 | 00:01
أفلام الأبيض والأسود ما زالت تعيش في أذهان المشاهدين لأنها تميزت بالصدق، هكذا بدأ المخرج الكبير رأفت الميهي حديثه عن أفلام الأربعينيات والخمسينيات التي فتحت ذهنه على السينما من خلال مخرجين كبار أمثال صلاح أبو سيف وعز الدين ذو الفقار وغيرهما.
عن تأثره بتلك الفترة ورأيه في هذه الأعمال كان اللقاء مع الميهي.
لماذا عاشت أفلام الأربعينيات والخمسينيات حتى الآن، في الوقت الذي تمر فيه أفلام كثيرة مرور الكرام؟

السبب الرئيس هو الصدق، فهذه الأفلام كانت حقيقية وغير مصطنعة، لأن صانعيها كانوا يحبون السينما. كذلك كان المخرج هو المسيطر على الأمور، وكانت الأفلام تنسب إليه لا الأبطال الذين يتدخلون اليوم في اختيار النص ومجمل فريق العمل. باختصار، كانت الأعمال محكمة وليست مفصّلة على مقاس البطل أو البطلة، على عكس أفلام اليوم.

من أهم المخرجين الذين تأثرت بهم في تلك الفترة؟

ثمة عدد كبير من المخرجين وعلى رأسهم أستاذي صلاح أبو سيف، الذي قدم مجموعة من أعظم أفلام السينما المصرية، من بينها {بداية ونهاية} و{القاهرة 30} وغيرهما، كذلك عز الدين ذو الفقار الذي تميز في النوع الرومنسي، إلا أنه قدم أيضاً أفلاماً مختلفة مثل {امرأة على الطريق} الذي خرج فيه عن عباءته المعتادة ليقدم فيلماً جريئاً ينتمي إلى {الواقعية الطبيعية} التي تختلف عن واقعية صلاح أبو سيف.

ماذا كان يميز كل مخرج في هذا الجيل؟  

تميَّز صلاح أبو سيف بالواقعية الشديدة، ونجح في تقديم أفلام تعبر عن الواقع بصدق وكان متأثراً بالواقعية الإيطالية. أما كمال الشيخ فتميَّز بتقديم النوع البوليسي والتشويقي مثل {المنزل رقم 13}، وشكَّل تجربة جديدة ومتفردة، كذلك كان {بين السما والأرض} لصلاح أبوسيف تجرية جديدة في وحدة المكان والزمان.

عز الدين ذو الفقار تميز بدوره بالنوع الرومنسي كما في {رد قلبي} الذي أدى بطولته كل من شكري سرحان ومريم فخر الدين، وكان متأثراً بالأفلام الإنكليزية والفرنسية ولكنه تميز بأسلوبه الخاص. أما فطين عبد الوهاب فقدم نوع الكوميديا الراقية في أفلام كثيرة أبرزها {الزوجة رقم 13}، و}مراتي مدير عام} من بطولة كل من شادية وصلاح ذو الفقار. ولم يكن الفيلم كوميدياً فحسب بل كان يناقش قضية خطيرة وهي حق المرأة في العمل والترقي، وناصرها بنعومة شديدة.

هل كان ذلك الجيل مواكباً للسينما العالمية؟

كانت السينما المصرية آنذاك مواكبة تماماً للسينما العالمية في المواضيع والتقنية، والدليل مشاركة صلاح أبو سيف وكمال الشيخ أكثر من مرة في مهرجان {كان} بأفلام مختلفة.

من أهم  كتاب السيناريو في تلك الفترة؟

كان علي الزرقاني أستاذ الجميع في كتابة السيناريو والحوار، بينما كان سيد بدير أفضل من كتب الحوار وليس السيناريو.

 

من الممثلين الذين تضعهم في صدارة تلك المرحلة؟

سعاد حسني ونادية لطفي من النساء ورشدي أباظة من الرجال، اعتبرهم ممثلين ومشخصاتية   بحق. أما الآخرون فكانوا نجوماً عاديين، وشكري سرحان هو القاسم المشترك في كثير من الأفلام المهمة، فقد كان محظوظاً بمشاركته في أعظم الأفلام.

ماذا عن {المومياء}، هل ما زلت تراه أعظم فيلم مصري؟

بالتأكيد هو أهم فيلم مصري لأنه مكتمل العناصر في التصوير والإخراج وتحريك الممثلين.

مع بدايات السينما الناطقة في مصر، ما هو أول فيلم ترك علامة في السينما المصرية؟

{فاطمة} لأم كلثوم أحد أهم أفلام البدايات في السينما المصرية، كذلك أفلام توفيق صالح الأولى مثل {درب المهابيل}، إضافة إلى {العزيمة} لكمال سليم الذي كان عظيماً بمقاييس زمنه سواء في التقنية أو الموضوع، إذ كان يتحدث عن البيئة المصرية، ويؤكد على قيمة العمل والأشخاص العصاميين.

ماذا عن الكوميديا في تلك الفترة؟

شهدت تلك الفترة أفلاماً كوميدية مهمة وراقية، أبرزها أفلام فطين عبدالوهاب.

تميزت تلك الفترة بالأفلام الغنائية لكبار المطربين المصريين، ما رأيك فيها؟

كانت الأفلام الغنائية ناجحة جداً في تلك الفترة، وكانت كالأسطورة فحققت لنا شهرة  في العالم العربي وفي أوروبا، وتمكن السينمائيون من استغلال نجاح مطربي تلك الفترة مثل عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم ومحمد فوزي، وتمكنوا من توظيفهم بشكل جيد وكان الجمهور في المغرب العربي يشتري التذكرة ويدخل السينما للاستماع إلى أغانٍ من مطربيه المفضلين كما في فيلمي {فاطمة} و«وداد} لأم كلثوم.

ما هي أهم الأفلام التي أثرت في وجدانك وتحرص على مشاهدتها؟

أشاهد أفلام الأبيض والأسود دائماً، مثل جميع أعمال صلاح أبو سيف ويوسف شاهين، حيث تجد التقنية المتميزة، خصوصاً في {أنت حبيبي} لشاهين.

{الفانتازيا} التي اخترت أن تكون العلامة المميزة لأفلامك، هل كانت موجودة في السينما المصرية القديمة؟

كانت قليلة جداً، وأعتبر فيلم {بابا آمين} للراحل يوسف شاهين بداية الفانتازيا التي لو استمر عليها شاهين لصنع أفلاماً عظيمة في هذا المجال.

ما الذي كان يميز الإنتاج السينمائي في تلك الفترة؟

أهم ما كان يميز تلك الفترة وجود منتجين عظام يحبون السينما بحق مثل رمسيس نجيب وآسيا وحلمي رفلة، وغيرهم من مخرجين كانوا ينتجون الأفلام التي يعشقونها ويحبون تقديمها.

هل كانت الأفلام المقتبسة من السينما العالمية ناجحة؟

كنت في البداية أنظر إلى هذه الأفلام على أنها نوع من أنواع السرقة، إلا أنني بعد ذلك أدركت قيمتها لأنها كانت مصنوعة بتقنية عالية وتم تمصيرها بشكل جيد مثل «نهر الحب» من إخراج عز الدين ذوالفقار وبطولة فاتن حمامة وعمر الشريف وزكي رستم، وهو مأخوذ عن القصة المعروفة «أنا كارنينا».

back to top