لبنان: الاغتيالات تعود... وتودي بمحمد شطح

نشر في 28-12-2013 | 00:08
آخر تحديث 28-12-2013 | 00:08
No Image Caption
• الحريري يتهم «حزب الله» ضمناً و«14 آذار» تتهم الأسد

• الكويت تندد بالجريمة وتدعو إلى ضبط النفس والتكاتف

بينما يعيش لبنان مرحلة من الجمود السياسي مع اقتراب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية وتشهد البلاد نوعاً من الفراغ وسط العجز عن تشكيل حكومة جديدة بسبب الانقسام السياسي حول شكلها، وبينما كانت الأنظار تتجه إلى تفجير إرهابي على شاكلة تفجيري الضاحية أو طرابلس يستهدف منطقة مسيحية خلال موسم الأعياد، عاد لبنان أمس إلى مرحلة الاغتيالات التي بدأت في عام 2005 مع اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.  

وكما درجت العادة منذ 2005، كان الضحية شخصية تنتمي إلى "قوى 14 آذار" المناهضة لحزب الله ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.

هذه المرة كانت يد الإرهاب تتربص بوزير المال السابق محمد شطح مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

وقتل شطح صاحب الفكر الاقتصادي المميز، والدبلوماسي الرصين، وأحد رموز الاعتدال والعقلانية، وصاحب الشخصية الهادئة، بسيارة مفخخة استهدفته خلال توجهه إلى اجتماع لـ"قوى 14 آذار" في بيت الوسط (منزل آل الحريري) وسط بيروت.  

وإضافة إلى شطح، قُتل في التفجير الذي جرى بسيارة تحمل ما بين 50 و60 كيلوغراماً من المتفجرات مرافقه و4 من المارة كما جرح 71 شخصاً.

ونعت قوى "14 آذار" شطح في بيان تلاه رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة. واتهمت هذه القوى نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالجريمة قائلة: "القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني، القاتل هو نفسه من بيروت إلى طرابلس إلى صيدا إلى كل لبنان، القاتل نفسه من درعا إلى حمص إلى كل سورية".

أما رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فقال: "غصن كبير يسقط من شجرة رفيق الحريري والموقعون على الرسالة لا يخفون بصماتهم"، مشيراً إلى أنّ "الذين اغتالوا شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري وهم أنفسهم الذين يرفضون المثول أمام المحكمة الدولية"، في إشارة إلى حزب الله، لأن 4 من عناصر الحزب متهمون باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقد رفض الحزب تسليمهم للمحكمة الدولية.

 من جهته، أعرب "حزب الله" عن "إدانته الشديدة للجريمة"، معتبراً أن "هذه الجريمة البشعة تأتي في إطار سلسلة الجرائم والتفجيرات التي تهدف إلى تخريب البلد، وهي محاولة آثمة لاستهداف الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية، لا يستفيد منها إلا أعداء لبنان".

وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين لحادث التفجير الإرهابي الذي استهدف شطح.

وأوضح المصدر أن "هذه الجريمة النكراء التي تنبذها كل الأديان السماوية وتجرمها القوانين استهدفت أمن واستقرار لبنان ووحدته الوطنية وترويع الآمنين فيه".

وناشد المصدر "كل أطياف الشعب اللبناني الشقيق ضبط النفس واللحمة والتكاتف في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها بلدهم"، معبراً عن قناعته بـ"وعي الأشقاء وقدرتهم على تفويت الفرصة على من أراد بهم وبوطنهم السوء". وجدد المصدر تأكيده لموقف دولة الكويت الثابت في نبذ الإرهاب، ومشاركتها المجتمع الدولي في العمل على وأده.

واختتم المصدر تصريحه بالإعراب عن "تعازي دولة الكويت ومواساتها لأسر الضحايا مبتهلاً إلى الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم ذويهم الصبر وحسن العزاء، وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يحفظ للبنان الشقيق أمنه واستقراره ووحدته الوطنية".

back to top