اعتني بأسنانهم باكراً
لا شك في أن الاهتمام بأسنان الطفل منذ ظهور السن الأولى يساهم في حماية صحة الأولاد، وفق أطباء الأسنان. إليك بعض النصائح المهمة في هذا المجال.
تساعد الرعاية الجيدة بالأسنان التي تبدأ باكرًا الأولاد على اكتساب عادات تنظيف الأسنان الجيدة بالفرشاة والخيط، حسبما يوضح الدكتور تشاد هودج، طبيب أسنان في داكوتا الشمالية.كذلك تساهم هذه الرعاية في التخلص من الضرر الذي يسببه السكّر لأسنان الأولاد. يذكر هودج: {يبدأ الأولاد بتناول مأكولات ومشروبات تحتوي على كثير من السكر في مرحلة باكرة من حياتهم. ويُعتبر النظام الغذائي والنظافة في المنزل من العوامل الأهم}، لمنع أي مشاكل قد يعانيها الأولاد في أسنانهم في المستقبل.
يتوافر في الأسواق كثير من المنتجات الخاصة بالعناية بالأسنان المخصصة للأولاد، مثل {فرشاة رُسمت عليها شخصية {شريك} أو أي صورة أخرى تحبب الأولاد بها}، وفق هودج. ويضيف أن السن الأولى تظهر في الشهر السابع أو الثامن من حياة الطفل، {وتكون عادةً السن القاطعة الأمامية في الفك السفلي، مع أن أسنان الطفل قد تظهر في بعض الحالات في مرحلة أبكر أو متأخرة}. أما الأم التي تخشى وضع فرشاة أسنان في فم طفلها، فيمكنها الاستعانة بفرشاة صغيرة مطاطية توضع في رأس الإصبع لتنظيف الأسنان. يوضح هودج: {تتوافر خيارات كثيرة يستطيع الأهل انتقاء ما يناسبهم منها}.وبالاستناد إلى طريقة تفاعل الولد مع تنظيف الأسنان بالفرشاة، {تستطيع الأم في سن الثالثة أن تسمح له بتنظيف أسنانه قليلاً بمفرده}. لكن هودج يتابع: {عليها بعد ذلك إعادة تنظيف أسنان الولد} لتحرص على أنها باتت نظيفة. {في تلك السن، لا يتمتع الأولاد بالمهارة الكافية لينظفوا أسنانهم جيدًا، وخصوصًا الأسنان الخلفية}.يؤكد هودج أن الأولاد لا يتمكنون من تنظيف أسنانهم بالفرشاة جيدًا حتى بلوغهم سن التاسعة. كذلك لا ينصح باستخدامهم أي نوع من غسول الفم إلى أن يتجاوزوا السادسة من عمرهم. فحتى تلك السن، {قد لا يتقن الأولاد عملية التمضمض}.يعتمد تعليم الأولاد عادات جيدة للاعتناء بصحة أسنانهم على تصميم الأم على تحديد روتين على الأولاد اتباعه.يذكر هودج: {قد يكون ولدك في الثالثة من عمره. وهذا يشكّل تحديًّا كبيرًا. فقد يرفض في بعض الأمسيات تنظيف أسنانه}. لكن هذا الطبيب يشدد على أهمية اتباع روتين محدد بقوله: {نخبر الولد بما علينا فعله: ننهض في الصباح، نتناول الفطور، وننظف أسناننا. وفي المساء، ننظف أسناننا مجددًا قبل الخلود إلى النوم}.زيارة الطبيب باكرًاتنتظر الأم أحيانًا حتى يبلغ ولدها الثالثة أو الرابعة من عمره. لكن هودج يؤكد أن من الممكن أن {يعاني الولد مشكلة ما في سن مبكرة. ويكون الأوان قد فات لتفاديها في سن الثالثة... على الأهل أن يفهموا أن من الجيد إحضار طفل إلى عيادة طبيب الأسنان في مرحلة باكرة}.ينصح هودج بأن تكون زيارة الطفل الأولى إلى عيادة طبيب الأسنان في سن 12 شهرًا، بحسب الأكاديمية الأميركية لطب الأسنان والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال. يخبر: {نبدأ عادةً بفحص أسنان الأطفال مع بلوغهم عامهم الأول. في تلك المرحلة يملك الأهل كثيراً من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة}. فلا يعرف كثيرون {كم يجب أن ينظفوا أسنان أولادهم بالفرشاة ومتى يجب أن يبدأوا باستخدام الخيط}.تكون الزيارة الأولى {قصيرة وأشبه بزيارة تثقيفية}. فتحت سن الثالثة، {يكره الأولاد الجلوس في الكرسي مطوّلاً}.كذلك يوضح هذا الطبيب أن فحص الأسنان قد يزعج الأولاد. {لا بأس إن بكى الولد قليلاً في الكرسي. فنحن مجهزون للتعاطي مع وضع مماثل}. يتولى هودج أو طبيب أسنان آخر في العيادة تعليم الأهل كيفية تنظيف أسنان أولادهم، مستخدمين طريقة فحص خاصة يجعل فيها الطبيب والأم وجهًا لوجه والركبة على الركبة، فيما يقف الولد بينهما ووجهه نحو الأم، مرجعًا رأسه نحو الطبيب.من الممكن تكرار عملية الفحص هذه، مع وقوف الولد بين والديه أو تمديده على سطح مستوٍ.التعامل مع الطبيب براحةتزيد زيارات طبيب الأسنان في مرحلة باكرة من العمر من تعامل الولد مع الطبيب براحة وتخفف من انزعاجه في الزيارات المقبلة، وخصوصًا حين يصبح تعاون الولد وقدرته على الجلوس بهدوء ضروريين، وفق هودج.بالإضافة إلى ذلك، تمنح الزيارات المبكرة الطبيب فرصة {التحدث إلى الأهل عن التغييرات التي يجب القيام بها في العادات المتبعة في المنزل}، ومنها وضع الطفل في السرير وقت النوم وإعطاؤه قنينة حليب أو عصير.عندما يحين وقت النوم، يوصي هودج بأن {يكتفي الأولاد بالماء ويتفادوا أي وجبات خفيفة} بعد تنظيفهم أسنانهم. ويضيف: {نركّز على الأهل لأنهم هم العامل الأهم} في الحفاظ على سلامة أسنان أولادهم.يشجّع طبيب الأسنان هذا أيضًا على ألا يتخطى عدد الوجبات الخفيفة الثلاث يوميًّا وألا يسمح الأهل للأولاد {بشرب العصير طيلة النهار}. يقول: {لا تدعي ولدك يتجول في المنزل طيلة اليوم وهو حامل كوب العصير بيده. فإذا كان يجب تناول العصير، فقدميه له خلال الوجبات}.يوضح هودج أيضًا أن كثيراً من مرضاه الصغار السن {يتناولون كمية كبيرة من العصائر والمأكولات الدبقة، مثل الدببة المطاطية ولفافات الفاكهة}. إلا أن هذه الأطعمة {تحتوي على كثير من السكّر والأحماض التي تسبب التلف للأسنان}.{إذا لم يحرص الأهل على تنظيف أسنان أولادهم بعد تناول أطعمة مماثلة، تبقى في فمهم. فقد تظل عالقة في الأسنان طوال ست إلى سبع ساعات قبل تنظيف الأسنان ساعة النوم}. ولا شك في أن هذه العادة تؤدي إلى تسوس الأسنان. يوضح هودج: {يظهر التسوس على الجهة الأمامية أو الخلفية لأسنان الأولاد. ويرتبط هذا التسوس، إلى حد كبير، بالنظام الغذائي وطريقة تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط في المنزل}.يشجع هودج وزملاؤه {على تنظيف الأسنان بالخيط، وخصوصًا في حالة الأولاد التي تكون أسنانهم متلاصقة. إلا أننا ننصح به للجميع}.يؤكد هودج أن {حرص الأهل على تنظيف أسنان أولادهم بالخيط، يعود على الولد بفائدة كبيرة}. فإذا ترك التسوس من دون علاج، {يزداد ويسبب الانزعاج}. كذلك قد يؤدي إلى تغيب الولد عن المدرسة ويمنعه من النوم ليلاً، والأسوأ من ذلك {أنه قد يسبب له خراجًا أو عدوى}.يوضح هودج أن حشو التسوس في سن الولد {يعتمد على سنه. فإذا كان الولد في الثالثة من عمره ويعاني من تسوس في الجانب الخلفي من إحدى أضراس الحليب، فعلينا أن نأخذ في الاعتبار أنه سيحتاج إلى هذه الضرس لسبع أو تسع سنوات إضافية. فقد نقرر حشوها لأن الولد سيحتاج إليها فترة طويلة}.في حالات نادرة، يعاني الأولاد خللاً ما في أسنانهم، مثل عدّم تكوّن المينا بالشكل الطبيعي. ويكون التوقيت السبب في حالات مماثلة، وفق هودج. يقول: {قد يسبب مرض الولد أو تناوله المضادات الحيوية في الأوقات الخطأ (من نموه) أنواعًا معينة من الخلل}. لذلك يعالج هو وزملاؤه {حالة كل ولد على حدة. فكل ولد مختلف}.