كلينتون: أوباما رفض «التسليح» وفضّل بقاء سورية على حالها
● الأسد يعتبر التمديد «رسالة مصيرية» ● «حرب الأنفاق» تصل دمشق ● «داعش» يهزم «النصرة»
تلقى الرئيس الأميركي ضربة جديدة بسبب موقفه من الحرب الدائرة في سورية، بتأكيد وزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون أنه رفض على عكس رغبتها تسليح معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، الذي اعتبر بقاءه في منصبه لولاية ثالثة «رسالة قوية» للدول الغربية بأن «الشعب قرر مصيره بنفسه».
نأت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون بنفسها عن مواقف الرئيس باراك أوباما في كتابها "خيارات صعبة"، الذي نشرت شبكة "سي بي إس نيوز" مقتطفات عنه أمس الأول قبل إصداره رسمياً بعد غدٍ، وقالت إنها كانت تفضل تسليح المعارضة في سورية خلافاً للرئيس الأميركي.وقالت كلينتون في المذكرات، تتضمن تفاصيل عدة من الكواليس ودورها في وزارة الخارجية، إنها كانت مقتنعة منذ بدء النزاع في سورية بأن تسليح وتدريب المعارضة السورية هو الوسيلة الأفضل لمواجهة قوات بشار الأسد. وأضافت أن "التدخل أو عدمه ينطويان على مخاطر عالية لكن الرئيس كان يميل إلى إبقاء الأمور على حالها وعدم المضي قدماً في تسليح المعارضة".وأشارت كلينتون في مذكراتها أيضاً إلى الحرب في العراق والاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي في ليبيا في 2012 والربيع العربي وضم القرم إلى روسيا مؤخراً.رسالة الأسدوفي دمشق، وفي أول تعليق بعد إعلان بقائه في السلطة إلى عام 2021، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن "نسبة المشاركة العالية في الانتخابات تشكل رسالة قوية للغرب والدول المتورطة بالحرب على سورية بأن الشعب السوري حي ومصمم على تقرير مصيره بنفسه، وهو يتطلع دائما نحو المستقبل"، وذلك في تصريحات نقلها مساء أمس الأول التلفزيون الرسمي.وسيؤدي الأسد اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب في 17 يوليو، على أن يلقي خطاباً يضمنه برنامجه الجديد، بحسب مصدر مقرب من النظام، والذي أشار إلى أن حكومة وائل الحلقي ستقدم استقالتها لتعين حكومة جديدة بدلاً منها.مادورو يهنئوهنأ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس الأول الأسد على فوزه، مؤكداً أن هذه الانتخابات "تجدد التأكيد على زعامته على رأس الحكومة السورية الشرعية".وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية، في بيان إن مادورو "كرر ادانته لأعمال المرتزقة الهادفة الى زعزعة استقرار سورية"، مندداً بـ"أصوات الغرب المنتقدة لهذه الانتخابات وتطالب بمواصلة الحرب".تحت الأرضميدانياً، تشهد الأنفاق المحفورة في باطن الأرض على المدخل الشرقي لدمشق، على حرب من نوع آخر بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة تستعمل فيها إلى جانب الأسلحة التقليدية، تقنيات متعددة منها الانصات والمكر والتسلل.ولتفادي نيران القناصة، حفر الجيش النظامي أنفاقاً ضيقة تصل بين المباني التي يسيطر عليها، ووضع فيها مصابيح إضاءة. وفي باحة مبنى من ثماني طبقات يمكن رؤية حفرتين ظاهرتين تؤديان الى نفقين. وغالباً ما تكون الانفاق مؤلفة من مسارات عدة بعضها فوق بعض.ساحة العباسيين ويعد الحي الواقع في شرق العاصمة ويشهد معارك يومية بين طرفي النزاع اللذين يتقاسمان السيطرة عليه، محوراً استراتيجياً لقربه من ساحة العباسيين، التي يمثل وصول المقاتلين إليها تهديداً جدياً للعاصمة نقطة ارتكاز نظام الأسد.وفي حفرة عمقها سبعة أمتار في موقع القوات النظامية تقود إلى "غرفة مراقبة" وضعت أجهزة كومبيوتر وشاشات متصلة بكاميرات منصوبة في الانفاق التي حفرتها القوات النظامية.ويشرح أحد العسكريين أن المعارك في حي جوبر تقسم الى قسمين: أولهما "حرب ناعمة" تدور فوق الأرض وتشمل نشر كل طرف قناصين تابعين له في مبان يبعد بعضها عن بعض أمتارا قليلة أحياناً. وتترافق المعارك مع قصف من الطرفين واستخدام النظام للطيران الحربي.لكن "الحرب الفعلية" تدور تحت الارض. ويشرح الجندي وهو جالس قبالة جهاز كومبيوتر "هنا توجد مدينتان: واحدة فوق الأرض وأخرى سفلية حيث نتواجد، وهي أكثر واقعية من الاولى".تفجير الأنفاقفي المقابل، يستخدم مقاتلو المعارضة منذ أشهر عمليات تفجير الأنفاق في مناطق عدة تشهد معارك، وتكون هذه الانفاق مربوطة إجمالا بمواقع عسكرية أو مراكز تجمع للقوات النظامية، أو تهدف التفجيرات الى فتح طريق الى موقع آخر، وأبرز هذه التفجيرات حصلت في حلب في شمال البلاد وفي إدلب (شمال غرب).وفي دمشق، طلبت الفرق النظامية مساعدة خبراء في علم الجيولوجيا، مزودين بأجهزة استشعار قادرة على التقاط وجود تجويفات على عمق يراوح بين عشرة أمتار و15 متراً. إلا أن هذه الاجهزة تعطي اشارات مضللة في بعض الاحيان، اذ يتبين انها تعود لقنوات رومانية قديمة.تقدم للمعارضةإلى ذلك، صعّدت المعارضة عملياتها العسكرية في عدة جبهات، في حين واصلت القوات النظامية قصفها على حلب وفي مناطق عدة لاسيما في بلدة المليحة قرب دمشق، التي تحاول القوات النظامية وحزب الله اللبناني السيطرة عليها منذ أسابيع، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.وأفادت شبكة "شام" الإخبارية بأن كتائب الجيش الحر تمكنت من تحرير عدة نقاط لتمركز قوات النظام بالمنطقة في محيط بلدة المليحة بغوطة دمشق الشرقية.حلب ودير الزوروفي حلب، أشارت الشبكة إلى اشتباكات عنيفة على عدة محاور بمنطقة جمعية الزهراء تمكنت خلالها كتائب غرفة عمليات أهل الشام المعارضة من قتل وإصابة العديد من عناصر النظام. كما تمكنت هذه الكتائب من استهداف رتل لقوات النظام بين سجن حلب المركزي ومنطقة حيلان وقتلت وجرحت العديد من جنود النظام.وفي ريف حلب الجنوبي دارت اشتباكات عنيفة عند جبل عزان والمحاور المحيطة به تمكن خلالها الجيش الحر من استعادة السيطرة على عدة نقاط كانت قد تمركزت فيها قوات النظام في المنطقة.وفي شرق البلاد، تواصلت المعارك بين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة (ذراع القاعدة في سورية) في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق. وأشار المرصد الى انسحاب النصرة "من كامل الريف الغربي لدير الزور"، وسيطرة "داعش" عليه.(دمشق، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)