بلا سقف:كلام في الدوري (1-2)

نشر في 01-05-2014
آخر تحديث 01-05-2014 | 00:01
 محمد بورسلي لا جديد... حسم القادسية لقب الدوري لصالحه بذراعيه ودون مساعدة من أحد، لكونه الفريق الأفضل فنياً، الأطول نفساً في المسابقة، الأقدر على تطبيق سياسة التدوير بين اللاعبين، والأقل اعتماداً على المحترفين الأجانب بين فرق القمة، هذا ولا يمكن إغفال إجادة المدرب الكويتي القدير محمد إبراهيم فن إدارة الأزمات الفنية، إضافة إلى قدرته الفائقة في الحفاظ على توازن فريقه والسير به بخطى ثابتة نحو منصة التتويج على الرغم من تقاطع الاستحقاقات الخارجية الصعبة مع المسابقات المحلية.

ومع التأكيد على تمنياتي للنجم بدر المطوع بدوام الصحة والعافية، إلا أنني أعتقد أن الإصابة التي أبعدته عن المشاركة مع فريقه لفترة لسيت ببسيطة، كانت من أهم حسنات الدوري المختتم أخيراً، فلولا إصابة "بدران" لما شهدنا تألق الموهوب الرائع سيف الحشان، الذي أراه وفق منظوري الشخصي أفضل لاعبي الموسم، وأرى فيه أيضاً امتداداً لأجيال متعاقبة من نجوم الذهب الأصفر اللامع، فرُبّ ضارة نافعة، ومبروك للقادسية.

* لم يكن حامل اللقب الكويت منافساً سهلاً للبطل، بيد أنه أضاع نقاطاً سهلة كانت في متناول يديه أفقدته فرصة الحفاظ على لقبه، وبعيداً عن خسارة مباراة خيطان، دفع "الأبيض" ثمن قصر نظر الجهاز الفني بقيادة الروماني إيوان مارين الذي لم يزرع الثقة بشباب الصف الثاني واعتمد بشكل شبه كلي على مجموعة محددة من نجوم فريقه طوال الموسم، مما أدى إلى استنزاف نجوم الفريق فنياً وبدنياً مع انتصاف عمر المسابقة، وبالتالي فقدانهم للتركيز المطلوب في الجولات الأخيرة الحاسمة، وليس من المنطق إعفاء الجهاز الإداري لفريق الكويت من المسؤولية في هذا الجانب، حيث ان الانخفاض الواضح في المؤشر البياني للفريق كان يستدعي تدخلاً إدارياً مبكراً لتصحيح المسار، وهذا ما لم يحصل، وماكان القرار المتخذ مؤخراً بإقالة مارين سوى محاولة إدارية للإيحاء بأن الجهاز الفني يتحمل كل المسؤولية عن فقدان لقب الدوري، وهذا ما لا أتفق معه إطلاقاً، لأن مثلث النجاح في كرة القدم يقوم على ثلاثة أضلاع أساسية، وليس على مجرد ضلع واحد دون غيره، وينطبق الأمر كذلك قطعاً في حالة الفشل.

* حصد ثالث ترتيب الدوري الجهراء لقب "فارس الموسم" بعد تقديم لاعبيه موسماً استثنائياً أعاد لأذهان المتابعين صورة الجيل الذهبي لـ"عيال الجهراء" في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وقد أثبتت إدارة الجهراء صحة نظرية قدرة الفكر الإداري السليم على التفوق على معضلة شح الموارد المالية لدى فرق كرة القدم، بعد أن دخل الجهراء على خط المنافسة هذا الموسم مزيحاً عن نفسه أثقال تصنيف "الأندية الكبيرة - الأندية الصغيرة" وما يتضمنه من تكريس لمحدودية الأفق وقتل الطموح.

وبعد الإشادة والتهنئة، أشدد على إداريي الجهراء أن يتمسكوا بلاعبيهم، مع عدم الالتفات الى الإغراءات المادية والدخول في مساومات على مناصب ومكاسب، هنا أو هناك، مقابل التفريط بمستقبل الفريق.

back to top