بكين تعتبر حادث «آنمين» إرهابياً وتوقف 5 متهمين
النظام الصيني تلقّى صفعة في أهم مراكزه... و«اللويغور» يخشون الانتقام
بعد يومين من الانفجار الذي استهدف حشداً من الصينيين في ساحة تيان آنمين المركز الحساس للحكم في بكين، وصفت الشرطة أمس الحادث، الذي وصف بأنه نكسة كبيرة للجهاز الأمني الضخم وصفعة للنظام في قلب أهم المواقع الرمزية له، بأنه "عمل إرهابي".وقالت الشرطة الصينية إن حادث اشتعال حريق في سيارة أمام بوابة في الميدان "هجوم إرهابي عنيف جرى التخطيط له مع سبق الإصرار"، مشيرة إلى أنها اعتقلت خمسة من المشتبه فيهم، وعثرت وسط حطام السيارة على أسلحة بيضاء وعبوات بنزين ولافتة بها "محتوى ديني متطرف".
واعترف المشتبه فيهم أنهم يعرفون عثمان حسن الذي لقي حتفه في السيارة وأنهم "تآمروا للتخطيط وتنفيذ الهجوم"، الذي أسفر يوم الاثنين الماضي عن مقتل 5 أشخاص بينهم ثلاثة كانوا داخل السيارة وهم حسن وزوجته وأمه، وجرح 38 آخرين.وأضاف بيان الشرطة أنهم عثروا على سكاكين وعلم "للجهاد" في مقر مؤقت كان يستخدمه المشتبه فيهم.وفي حين تشكل بكين "منطقة خاضعة للمراقبة الشديدة"، أثار هذا الحدث "توتراً بالغاً لدى الحزب" الشيوعي الحاكم كما لفت ديفيد توبين برفسور السياسة الصينية في جامعة غلاسكو.وفي الواقع تحاط ساحة تيان آنمين بصورة دائمة بتدابير أمنية ضخمة مع انتشار عناصر الأمن باللباس العسكري والمدني متأهبين على الدوام لوقف أي بداية تظاهرة وقمع أي اضطرابات في مهدها. وترتدي تيان آنمين أهمية رمزية كبيرة وتعد بمنزلة القلب النابض للحكم، ففي هذه الساحة قمع النظام الشيوعي بالدم في ربيع 1989 الحركة التي كانت تصبو إلى الديمقراطية.وقال كام وونغ المسؤول السابق في شرطة هونغ كونغ ويدرس اليوم في جامعة كزافيير في الولايات المتحدة "ان عجزت وزارة الامن العام عن تأمين تيان انمين فذلك يظهر ان الصين برمتها ليست محمية، وذلك يفتح الباب أمام عمليات تحدٍّ جديدة" من النوع نفسه. وفي حين اعتبر المحلل السياسي تشانغ ليفان أن الهجوم يعكس فشل الحزب الشيوعي الحاكم في تهدئة الشقاق بين الأقليات العرقية بالصين، حثت منظمة "المؤتمر العالمي للويغور"، وهي منظمة لويغور في المنفى، أمس على توخي "الهدوء والحذر" بشأن الهجوم، وطالبت وسائل الإعلام الدولية بـ"التعامل مع مزاعم السلطات الصينية بتشكك".وقال رئيس المنظمة الواقعة في الولايات المتحدة ربيعة قدير، في بيان، إن "الحكومة الصينية لن تتردد في تلفيق رواية حول الحادث الذي وقع في بكين لفرض مزيد من الإجراءات القمعية على شعب اللويغور"، الذي يشكل نحو 40 في المئة من سكان إقليم شين جيانغ المقسم على أساس عرقي والبالغ تعداد سكانه 21.8 مليون نسمة.ويشكو اللويغور من القمع الثقافي والديني ويقولون إن المهاجرين الصينيين من عرقية الـ"هان" يستفيدون من المكاسب الأساسية للتنمية في الإقليم الغني بالنفط والمتخلف اقتصاديا. واتهمت الحكومة بعض اللويغور بأنه تربطه صلات بجماعات إرهابية في باكستان المجاورة وأفغانستان ووسط آسيا.(بكين، واشنطن - أ ف ب، د ب أ، رويترز)