بياريت قطريب: طريقي مضيئة بعد مسرحية «طريق الشمس»

نشر في 24-02-2014 | 00:02
آخر تحديث 24-02-2014 | 00:02
No Image Caption
ممثلة ومقدمة برامج، شاركت في أعمال سينمائية ودرامية آخرها مسلسل «روبي» حيث أدَّت دور «رشا»، ولا تزال منذ سنوات ضمن فريق تقديم برنامج «أخبار الصباح» عبر شاشة «المستقبل» اللبنانية، فضلا عن مشاركتها في تقديم برنامج «سوالفنا حلوة» الذي حقق جماهيرية عربية كبيرة.
تتفرّغ بياريت قطريب راهناً لأداء دورها في مسرحية «طريق الشمس» (تأليف روميو لحود وإخراجه) وهو محوري كُتِب أساساً للفنانة الكبيرة سلوى القطريب، لكنها رحلت قبل أن يبصر النور.
عن «طريق الشمس» وتجربتها في الدراما وتقديم البرامج، تحدثت قطريب إلى «الجريدة».
كيف حصل التعاون مع الفنان روميو لحود في مسرحية «طريق الشمس»؟

اتصل بي العام الماضي عارضاً دوراً يراه مناسباً لي في مسرحيته {طريق الشمس}، فبدأنا التحضير والتمارين، لكنني اضطررت إلى الانسحاب بعد الحمل. إلا أن تأجيل المسرحية إلى بداية هذا العام، دفعه إلى الاتصال بي مجدداً فقبلت المشاركة.

أخبرينا عن دورك.

دوري هو {ست بدور}، هذه الشخصية هي مزيج بين الحقيقة والأسطورة، تمرّ بقصر، في أحد الأيام، هو محطّ أنظار كثيرين وأطماعهم، وتكشف حقائق كثيرة.

دورك محوري إذَا.

بالتأكيد، لأن {ستّ بدور} ستفضح الأمور، لكنني لا أحب تصنيفه بدور البطولة أو بالشخصية الأساسية.

لماذا اختارك روميو لحود لدور كانت ستؤديه سلوى القطريب؟

ربما لأنه رأى أنني مؤهلة لأدائه.

يستنفد المسرح طاقة الممثل، خصوصاً أنه ممنوع الخطأ فيه ولا يمكن إعادة المشهد مباشرة أمام الجمهور، فكيف تحضّرت لدورك؟

خضعنا لتمارين مكثفة طيلة أربعة أشهر، وفي الشهر الأخير، قبل انطلاق العمل، تمرّنا يومياً، لذا أعتبر أن التمرين المكثف يريح الممثل لدى صعوده إلى خشبة المسرح.

بم شعرت في أول إطلالة أمام الجمهور؟

لم أكن خائفة لأنني كنت مستعدة جيّداً ومتمرّنة كما يجب لهذه اللحظة، إنما شعرت بمسؤولية كبيرة وتسارعت نبضات قلبي.

هل لأن دورك كُتِب للكبيرة سلوى القطريب وبالتالي يمكن المقارنة بينكما؟

في البداية، لا تجوز المقارنة لأنني لا أغني في المسرحية. ومن ثم أعتبر أن تقديمي دوراً كُتِب للكبيرة سلوى القطريب هو شرف كبير، خصوصاً أن القيمين على المسرحية ارتأوا أنني قادرة على أدائه كما كانت ستقدمه هي.

قال الفنان روميو لحود إن هذه المسرحية قد تكون الأخيرة، فهل تعتبرين أنك محظوظة بهذه المشاركة؟

أطال الله بعمره. نحن نقول له دائماً إن هذا العمل لن يكون الأخير، فلديه مسرحيات مكتوبة غير منفذّة. ثم الوقوف على خشبة مسرح روميو لحود مهم جداً ليس بالنسبة إليّ فحسب، وأنا ممثلة في الأساس، إنما بالنسبة إلى الوجوه الجديدة التي تقف أمام الجمهور للمرة الأولى. لذا اعتبره غامر معها، لكن سيكتشف الجمهور بعد مشاهدة المسرحية، أن هؤلاء يؤدون أدوارهم كأنهم محترفون في التمثيل والغناء والعمل المسرحي. فضلا عن أن كثيرين ممن حققوا نجومية وقفوا في بداياتهم على خشبة مسرح روميو لحود، لذا اعتبرها فرصة ذهبية لي ولكل الوجوه الجديدة التي غامر معها روميو لحود، ونجح.

أي طريق ستفتح أمامك مسرحية {طريق الشمس}؟

أرى منذ الآن طريقاً مضيئة، خصوصاً أن هذا العمل سيثبتّني كممثلة على خشبة المسرح.

ألن يحول التزامك بهذه المسرحية دون مشاركتك في أعمال درامية لضيق الوقت؟

طبعاً، لكنني اتخذت، في السنوات الأخيرة، قراراً بعدم السير بمشروعين معاً، فأنا مررت بهذه التجربة وتعبت كثيراً. ما دمت ملتزمة بالمسرحية فلن ألتزم بعمل درامي إلى حين الانتهاء من فترة العرض، عندها أدرس المشاريع الأخرى.

لديك خبرة درامية وشاركت في ثلاثة أفلام، وبدأت راهناً العمل المسرحي، أين يحقق الفنان برأيك الانتشار الأكبر؟

يرتبط ذلك بنوعية العمل ومكان عرضه. فعرض المسرحية في كازينو لبنان يجذب الجمهور، والعمل التلفزيوني يحقق انتشاراً وفق هوية المحطة التلفزيونية. إنما في مطلق الأحوال، يؤدي الجمهور دوراً في تسويق أي عمل من خلال إبداء رأيه العفوي أمام الآخرين. فضلا عن دور الصحافة، رغم أن الصحافي يرى الأمور بمنظوره الخاص وهذا حقه الطبيعي.

 كيف تقيمين واقع المسرح اللبناني وتفاعل الجمهور معه؟

لكل نوع مسرحي أو نمط مسرحي جمهوره الخاص، فثمة من يحب الشانسونيه وآخر المسرح الملتزم، وثالث يفضل المسرح الاستعراضي. برأيي، لن يجذب مسرح روميو لحود محبي المسرح الاستعراضي فحسب، بل شريحة أكبر من الجمهور، كونه غاب أكثر من 12 سنة عن المسرح، ولأن جيل الشباب الذي سمع عن مسرحه وشاهده عبر التلفزيون، سيقتنص فرصة رؤيته مباشرة والتعرف إليه.

أنت متخصصة في المسرح، فهل تكفي الموهبة وحدها لخوض مجال التمثيل؟

طبعاً، ومثال على ذلك الفنانة ميكاييلا التي تشارك معنا في المسرحية. فهي لم تتخصص في المسرح، لكنها تقدّم أداءً جميلا، وقد لاحظنا تطورها منذ بداية التمارين ولفتنا أداؤها الجميل، رغم صعوبة دورها، وكانت على مقدار المسؤولية الملقاة على عاتقها. برأيي، التخصص الأكاديمي مهم، وإذا توافرت الموهبة وتم صقلها كما يجب عندها تساعد أيضاً.

ما رأيك بمستوى الأعمال الدرامية في ظل وفرة الإنتاج؟

لم تتسنَ لي متابعة ما يُعرض أخيراً، لأنني منهمكة بين تقديم البرنامج الصباحي وبين المسرحية ومهام الأمومة، فلا أجد وقتاً كافياً لمتابعة التلفزيون. لكنني أعرف كمية الأعمال التي تصوّر، واعتبرها نقطة إيجابية لذا أتمنى أن يأخذ الممثل حقه ويفكر المنتجون بالتصوير بشكل يتخطى مصالحهم التجارية والمادية ويعطي الممثل ما يستحقّ.

آخر أدوارك الدرامية العربية كان {رشا} في {روبي}، ألم تتلقي عروضاً عربية جديدة؟

عُرض عليّ مشروع يفرض استقراري في دبي خمسة أشهر، للتصوير بشكل شبه يومي. لكنني غير قادرة على التفرغ، بسبب ابنتي أولا، والتزامي بالمسرحية ثانياً، وحاجتي إلى وقت خاص بي ثالثاً. فلو كان تصوير العمل في بيروت، لدرست إمكانية المشاركة فيه، لكنني حددت أولوياتي الراهنة.

اعتبرت أن {روبي} فتح الباب أمامك للدخول إلى الأعمال العربية رغم مشاركتك قبله في مسلسل {الشحرورة}، لماذا؟

عندما عرض مسلسل {الشحرورة} في شهر رمضان، توافر كم هائل من الأعمال الدرامية في التوقيت نفسه، فانقسمت الأضواء عليها جميعها، ولم تقتصر على {الشحرورة}. بينما تزامن عرض {روبي} في توقيت سرق فيه الأضواء، لا سيما أنه لم يتوافر أي عمل منافس في وجهه.

هل من مشاريع سينمائية جديدة في ظل وفرة الإنتاج السينمائي راهناً؟

لم أتلقّ مشاريع جديدة بعد. أعتبر أن السينما تجربة مهمة إلا أنني أرى تفاوتاً في مستوى الأعمال السينمائية اللبنانية الراهنة. فثمة أفلام سينمائية بامتياز تحترم المعايير، وأخرى توصف بأفلام {سينما} لكنها ليست سوى حلقة تلفزيونية طويلة، تحقق جماهيرية واسعة رغم أنها تصبّ في إطار الأفلام التجارية. في المقابل ثمة أفلام سينمائية حقيقية مظلومة بسبب طريقة تسويقها السيئة، فلا تأخذ حقها، إنما تُعرض في مهرجانات عالمية، بينما الأفلام الناجحة هنا لا نراها في تلك المهرجانات.

ما التغيير الذي أحدثته الأمومة لديك؟

صرت أنظّم وقتي بشكل يفسح في المجال أمامي لتمضية وقت أكثر مع ابنتي في المنزل. فمنذ أصبحت اًماً، تغيّر جزء من شخصيتي، لا بد من ظهور نتيجته في أدائي التمثيلي.

تقديم

هل من موسم جديد من برنامج {سوالفنا حلوة}؟

عُرض الموسم الأخير منذ عام تقريباً، لا أعرف مصير هذا البرنامج، وما إذا كان ثمة موسم جديد له أم لا.

كيف تقيمين تجربتك فيه خصوصاً أنه حقق جماهيرية عربية واسعة؟

كانت تجربة جميلة، إذ كنا سبعة مقدمين من دول عربية مختلفة، لكل منا آراؤه وثقافته، ما شكّل غنى ثقافياً وحضارياً. ساهم هذا البرنامج في تعريف كثيرين إليّ كمقدمة برامج، لأنهم لم يدركوا سابقاً أنني أشارك في تقديم {أخبار الصباح}.

هل من جانب مشترك بين التقديم والتمثيل؟

طبعاً، الوقوف أمام الكاميرا، إلا أن الفارق بينهما أنني أكون في شخصيتي الحقيقية في التقديم بينما أتقمّص شخصيات بعيدة عنّي لا تشبهني في التمثيل.

في حال عرض عليك تقديم برنامج عربي هل توافقين؟

طبعاً، ما دامت الفكرة جميلة ومقنعة.

كيف تقارنين بين برنامج لبناني وآخر عربي، إن لجهة المضمون أو مستوى الإنتاج؟

صحيح أن {سوالفنا حلوة} عرض عبر تلفزيون دبي، لكنه من إنتاج بيري كوشان وباسم كريستو، وهما يعملان ضمن معايير محددة ومعلومة، وهي نفسها في أعمالهما الناجحة كافة مثل {حديث البلد} وغيره، لذا لا يمكن المقارنة على صعيدي المضمون أو النوعية، إنما على صعيد الإنتاج الذي يتفاوت وفق هوية المحطة التي تعرض البرنامج.

ألا تطمحين إلى تقديم برنامج محلي على شاشة أخرى غير {المستقبل}؟

يفسح توقيت {أخبار الصباح} في المجال أمامي لممارسة نشاطاتي المعتادة، فنحن ننهي تصوير الحلقة مباشرة عبر الهواء عند التاسعة صباحاً، لذا أستطيع التفرغ لمنزلي وابنتي وأمور أخرى. أما إذا أردت تقديم برنامج آخر، فسيكون معنياً بالسفر والسياحة، لأنني أحب السفر، ولا يهمني تقديم أي برنامج آخر.

ما سر التعلق {بأخبار الصباح} وهذا ما نلمسه عند مقدميه الآخرين أيضاً؟

إيقاع هذا البرنامج سريع ومباشر وتوقيته محدد، وهو منوع نطلّع من خلاله على ما يحدث في البلد ثقافياً وسياسياً وفنياً ورياضياً.

back to top