يدّعون البكاء زوراً
يستخدم الأطفال، بدءًا من الشهر السابع، البكاء للحصول على الاهتمام وفق بحث جديد. راقب باحثون يابانيون أنماط بكاء فتاتين، الأولى في الشهر السابع والثانية في التاسع خلال فترة ستة أشهر. تذكر الدكتورة هيروكا ناكاياما من جامعة {القلب الأقدس} في طوكيو أن الفتاة الأصغر سنًّا استخدمت نوبات من البكاء الزائف، فحصلت على اهتمام أكبر من أمها.
صحيح أن معظم الناس قد ينظرون سلبيًّا إلى البكاء الزائف، إلا أن الدكتورة ناكاياما تعتبر أن من الممكن أن يترك ذلك تأثيرًا إيجابيًّا على علاقة الأم بالطفل. وتضيف أن البكاء الزائف شكل مفيد من التواصل {لا يساهم في نمو الطفل الاجتماعي فحسب، بل في نموه العاطفي أيضًا}.تقول الدكتورة ناكاياما: {قد يتمكن الطفل الذي يجيد البكاء الزائف من التواصل بنجاح مع مَن يعتني به بهذه الطريقة على أساس يومي، ما يضيف الكثير إلى علاقتهما}.
راقبت الدكتورة طفلتان مدة ساعة مرتين في الشهر وسًجلت تصرفاتهما عبر كاميرا فيديو. فلوحظت 68 نوبة بكاء في حالة الطفلة الأصغر سنًّا في حين أن الأكبر سنًّا بكت 34 مرة.ركّزت الدراسة، التي نُشرت في مجلة سلوك الطفل ونموه، على ظهور مشاعر سلبية أو إيجابية في اللحظات التي تسبق توقف الطفل عن البكاء وتليه مباشرة. حُددت المشاعر السلبية بالفترات التي يحس فيها الطفل «بالانزعاج»، في حين أن المشاعر الإيجابية تظهر «عندما لا يبدو الطفل منزعجًا أو عندما يكون في مزاج جيد». صحيح أن السلوك السلبي تجلى في معظم الحالات قُبيل نوبة البكاء وبعيدها، ولكن لاحظ الباحثون حالات استثنائية.حدد الباحثون سلوكًا إيجابيًّا حتى قبيل بدء البكاء وبعيد توقفه. وتعتبر الأم أنماط البكاء هذه «بكاء زائفًا» أو «ظهور البكاء الزائف».في إحدى المناسبات، كانت الطفلة الأصغر سنًّا تلعب مع أمها، عندما ابتعدت عنها (إلا أنها لم تختفِ عن نظرها) لفترة قصيرة. بدا أن الطفلة تعمدت البكاء لتحظى باهتمام أمها. وعندما اتضح لها أنها تحقق النجاح وأن أمها عادت إليها، ابتسمت الطفلة.يشير فريق الباحثين إلى أن تحديد البكاء الزائف كان أكثر سهولة، عندما ابتسمت الطفلة بعد توقفها عن البكاء في الحال. كذلك يذكر الباحثون أن الطفلة الأصغر سنًّا التي كانت أكثر ميلاً إلى البكاء الزائف لها إخوة، في حين أن العائلة الأخرى لا أولاد لديها غير الطفلة الأخرى.نتيجة لذلك، اضطرت الفتاة الأصغر سنًّا إلى بذل مجهود أكبر لنيل الاهتمام، حسبما يؤكد الباحثون. ويتابعون موضحين: {يمكن للإخوة والأخوات أن يغنوا التفاعل الاجتماعي في المنزل ويعززوا تنوعه. ومن المعروف أن هذه العوامل البيئية تحفز نمو مهارات التواصل لدى الطفل}.