لوبيتا نيونغ نجمة Years a Slave 12 بلا منازع

نشر في 03-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 03-11-2013 | 00:02
اجتاح حر شديد مواقع تصوير فيلم Years a Slave 12 في لويزيانا، وارتفعت حرارة الطقس لدرجة خانقة. في اللحظة التي انتهى فيها تصوير أحد المشاهد، لجأ الممثلون وطاقم العمل إلى سيارات مكيّفة كانت مركونة في الجوار. لكن بقي أحد أعضاء المجموعة في الخارج: إنها لوبيتا نيونغ، الممثلة المبتدئة التي تبلغ 30 عاماً وتؤدي دور باتسي، وهي العبدة المفضلة لدى صاحب مزرعة سادي.
كان تجسيد دور باتسي في فيلم 12 Years a Slave ليكون تحدياً هائلاً حتى بالنسبة إلى ممثلة مخضرمة، إذ تتعرض الشخصية للاغتصاب والجلد بالسوط والضرب والاعتداء. لكن وصلت لوبيتا نيونغ إلى لويزيانا في الصيف الماضي بعد أسابيع قليلة على تخرجّها في كلية الدراما في جامعة يال، وقد تفوقت على ألف ممثلة أخرى تقدمت للدور (أول دور لها على الإطلاق في فيلم طويل). استعداداً للدور، زارت الممثلة الكينية الأصل قسم «السود العظماء الوطنيين في بالتيمور» في متحف الشمع لتعلم المزيد عن العبودية، وقد خاضت نقاشات مكثفة عن الشخصية مع المخرج ستيف ماكوين.

أوضحت نيونغ: «لم تحصل باتسي على فرصة تحسين وضعها، لذا شعرت بأنني أدين لذكراها ببذل قصارى جهدي وأداء الدور على أكمل وجه. لم أتخلص مطلقاً من رواسب شخصية باتسي. منذ اللحظة التي اتصل بها ستيف ليعرض علي الدور حتى لحظة انتهاء التصوير، وربما بعد بضعة أسابيع على ذلك، لم أستطع النوم. كان فكري منشغلاً بأمور كثيرة، لا سيما العمق العاطفي الذي يجب أن أغوص فيه ورهبة العمل مع هؤلاء الممثلين».

نقد إيجابي

يبدو أن جهودها أعطت ثمارها. فقد أشاد النقاد بدورها في فيلم 12 Years a Slave واعتبروه أفضل أداء مبهر في العمل، فأصبح اسم نيونغ متداولاً في أروقة الأوسكار عن فئة أفضل دور مساعِد.

قال رون فان ليو، رئيس برنامج التمثيل في جامعة يال: «إنه أمر غير مسبوق أن يحقق أحد المتخرجين هذا القدر من النجاح بهذه السرعة. احتاجت ميريل (ستريب) نفسها إلى سنوات إضافية كثيرة. أظن أنه أمر مخيف».

لكن لا تظهر معالم الخوف على وجه نيونغ. في الأسبوع الذي سبق عرض الفيلم الأول، سافرت خلال سبعة أيام من نيويورك إلى نيو أورليانز ثم إلى لوس أنجلس، وحضرت عروضاً متعددة وشاركت في أكثر من ست جلسات للإجابة عن الأسئلة. رغم جدولها المزدحم، لم تظهر على وجهها معالم الإرهاق خلال الغداء في فندق «بيفرلي هيلز»، وقد بدت بمظهر عارضة خارج دوام عملها. حتى ملابسها (سترة بسيطة وسروال قصير) بدت بذلة متناسقة وكانت تكفي لتلفت نظر أي مصور في مجلة أزياء.

قال إيجيوفور، ممثل مخضرم كان إلى جانبها طوال فترة الحملة التسويقية، إنه تفاجأ بهدوء نيونغ وسط ضجة الشهرة والأضواء: «في المرة الأولى التي شاركتُ فيها بحملة تسويقية، كنت مرتبكاً بعض الشيء. أما هي، فتبدو وكأنها تقوم بذلك منذ ألف سنة».

تؤكد نيونغ أنها لم تنبهر يوماً بالشهرة. والدها بيتر أنيانغ نيونغ سياسي بارز في كينيا وغالباً ما يظهر في عناوين الأخبار الرئيسة. كان أستاذ علوم سياسية وحاز شهادة دكتوراه من جامعة شيكاغو وعمل كوزير الخدمات الطبية، وهو الآن عضو في البرلمان الكيني. لكن حين كانت نيونغ طفلة صغيرة، كان والدها لا يزال يحارب في سبيل الديمقراطية المحلية وكان يختفي أحياناً لأسابيع متواصلة (في عام 1989، اعتُقل طوال 26 يوماً في منشأة حكومية واحتُجز في غرفة تعذيب). أوضحت: «نشأتُ تحت الأضواء وكنت ابنة شخص مشهور. لذا لا تبهرني الشهرة».

محترفة

طُلب من نيونغ في شبابها أن تمثل وكانت تؤدي في أغلب الأحيان مسرحيات هزلية مع أشقائها الخمسة خلال الاجتماعات العائلية. لكنها لم تفكر جدياً بالتحول إلى ممثلة محترفة. لم يكن الأشخاص الذين تشاهدهم على شاشة التلفزيون (ممثلون في البرامج الأميركية مثل Full House و The Fresh Prince  of Bel-Air و Beverly Hills, 90210) يشبهون أي شخص تعرفه في إفريقيا. قالت نيونغ: «كنا نشاهد الكثير عن الآخرين والقليل عن أنفسنا. لهذا السبب، لم يكن خيار التمثيل وارداً لأنني لم أجد مجالاً يسمح لي بتحقيق الأمر».

مع ذلك، حين ارتادت كلية هامبشاير في ماساتشوستس (حيث يصمم الطلاب اختصاصاتهم بأنفسهم)، قررت التركيز على الأفلام والدراسات الإفريقية. ثم في أحد مواسم الصيف، عادت إلى ديارها وراقبت تصوير فيلم في الحي الذي تقيم فيه. كان الفيلم بعنوان The Constant Gardener، فيلم التشويق الدرامي الذي صدر في عام 2005 وكان مقتبساً من رواية جون لو كاريه التي حققت أعلى الإيرادات. تولت نيونغ، عن طريق صديق لها، دور مساعدة الإنتاج وكانت تساعد الممثل رالف فانيس أحياناً.

تتذكر: «على الغداء في أحد الأيام، سألني عما أريد فعله وحين أخبرته، تنهد وقال: «لوبيتا، فكري بالتمثيل إذا لم تجدي شيئاً آخر تفعلينه. إنه مجال صعب». شعرتُ بالإحباط وأدركت أنني مضطرة إلى التفكير بسبب ما أريد فعله لأن هذه المهنة قد لا تكون مستقرة».

مجرد سراب

لكنها بقيت تنجذب إلى الأعمال المبتكرة. فحضّرت فيلماً وثائقياً بعنوان In My Genes عن أفارقة مصابين بالمهق، ومثلت في دراما إفريقية بعنوان Shuga وكانت تهدف إلى التوعية عن مرض الإيدز. في عام 2009، قُبلت في برنامج التمثيل المرموق في جامعة يال وأبهرت الأستاذ فان ليو فوراً: «هي ما نعتبره ممثلة طبيعية، ما يعني أن كل ما تقوم به يبدو صحيحاً بالفطرة».

كذلك، أذهلت نيونغ ماكوين، مخرج فيلم 12 Years a Slave. بعد أشهر من تجارب الأداء التي شملت مئات الشابات، أعلن المخرج أنه بدأ يشعر بالإحباط والقلق لأنه لن يجد مطلقاً باتسي التي يتصورها. حين جاءت نيونغ لمقابلته في نيو أورليانز، ظن أنها مجرد سراب.

يوضح المخرج: «قلتُ في نفسي: هل هي حقيقية فعلاً؟ هي مبتدئة. لكن هذا أفضل. لا يمكن شراء السذاجة. يستخف الجميع بهذا العامل مع أنه يجعل الشخص لا يخاف. هي تتسم بهذه الميزة ويجب أن تتمسك بتلك البراءة».

تقول نيونغ التي تعيش الآن في بروكلين إنها تحتفظ بيوميات عن رحلتها خلال موسم الجوائز. وكانت تستدعي شخصية باتسي دوماً لتذكّرها بضرورة أن ترافقها حين تتنقل من سجادة حمراء إلى أخرى.

توضح نيونغ: «كان يجب أن تبقى شخصية باتسي حاضرة دوماً، لأنها كانت تحت رحمة سيد متقلب يمكن أن تتغير نزواته في أي وقت. من خلال تجسيد دورها، اضطررتُ إلى استعمال هذا النوع من العقلية وكنت أقول في نفسي: يجب أن تكوني حاضرة معي الآن. أنا أقدّر هذا المبدأ منذ ذلك الحين».

back to top