52 مليار دولار لقطار ياباني طائر بسرعة 500 كم

نشر في 23-11-2013 | 00:04
آخر تحديث 23-11-2013 | 00:04
No Image Caption
يستخدم القطار المغناطيسي الياباني الطاقة المغناطيسية في الانطلاق مرتفعاً عن سطح الأرض بدلاً من السير على السكك الحديدية. وتسمح هذه التقنية للقطار بالسير بسرعة تصل إلى 500 كلم في الساعة، وهي سرعة مستحيلة من دون هذه الطريقة المبتكرة.
يواجه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي تحديات هائلة تمتد من احياء اقتصاد راكد الى مواجهة الخطر الصيني في بحر الصين الشرقي. وتتحدث تقارير راهنة عن هدف قد يكون أكثر صعوبة، وهو إقناع الأميركيين بإنفاق مبالغ طائلة على قطارات فائقة السرعة تستخدم تقنية الرفع المغناطيسي المصنوعة في اليابان.

وكانت مجموعة من الحزبين ضمت كبار السياسيين السابقين، بمن فيهم الحاكم السابق لنيويورك جورج باتاكي والحاكم السابق لبنسلفانيا إد رندل، قامت بزيارة الى اليابان خلال عطلة نهاية الأسبوع من أجل تجربة القطار المغناطيسي الياباني الذي يستخدم، بخلاف القطارات التقليدية، الطاقة المغناطيسية في الانطلاق مرتفعاً عن سطح الأرض بدلاً من السير على السكك الحديدية. وتسمح هذه التقنية للقطار بالسير بسرعة تصل الى 500 كلم (310 أميال) في الساعة وهذه سرعة مستحيلة من دون هذه الطريقة المبتكرة. وينطوي ذلك على ما يكفي لإلهام أي شخص تكبد عناء السفر على الخطوط الحديدية في الكوريدور الشمالي الشرقي. وأبلغ باتاكي صحيفة نيويورك تايمز إن "هذا مدهش – إنه المستقبل".

ربما كانت تلك حقيقة اذا قرر رجال السياسة في الولايات المتحدة وبصورة مفاجئة في المستقبل الابتعاد عن عقود من الزمن حول التمويل المتدني للنقل العام، وكرسوا بدلاً من ذلك تلك المبالغ الضخمة للقطارات العالية السرعة. أما في الوقت الراهن، فإن المسافرين من نيوجيرسي الى نيويورك لا يستطيعون دفع الحكومة حتى الى إنفاق أموال على نفق جديد عبر نهر هدسون. وكان كريس كريستي وهو حاكم "ولاية الغاردن" - وهو الاسم الذي تعرف به نيوجيرسي- والمنقذ المفترض للحزب الجمهوري في سنة 2016 اعترض على تلك الخطة في سنة 2010 وحصل على إعادة انتخابه بأغلبية كبيرة.

تجربة الصين

ويتعين على الأميركيين الذين يتملكهم الارتباك ازاء القطار المغناطيسي الياباني أن يفكروا في تجربة الدولة الآسيوية الأخرى التي راهنت على هذه التقنية أي الصين. ففي شنغهاي هناك خط للقطار المغناطيسي بطول 30 كم يمتد من أكبر المطارين في المدينة الى ضواحي المركز التجاري "بودونغ ". والقطار الذي أطلق في سنة 2002 كان نموذج إخفاق تام خلال عدة سنوات من إطلاقه.

ذلك القطار، من دون شك، سريع وقادر على السير بسرعة تصل الى 400 كم في الساعة – ولكنه لايصل الى مركز المدينة ولذلك يتعين على زوار مدينة شنغهاي التوجه الى النفق أو الوقوف في طابور لركوب سيارة أجرة. وفي حقيقة الأمر ازداد الوضع سوءاً في شنغهاي حيث لدى المدينة الآن خط مترو يمضي الى المطار وهو أرخص كثيراً من القطار المغناطيسي الذي يكلف 50 يوان (8.21 دولارات) وفقاً لتقرير في صحيفة ساوث تشاينا مورننغ بوست في هونغ كونغ. وتقول الصحيفة إن القطار المغناطيسي "يتحول بشكل متزايد الى فيل أبيض يجعل وجوه المسؤولين تحمر خجلاً".

وقررت الصين التخلي عن خطط  لصنع قطارات مغناطيسية للمسافات الطويلة، فيما خط القطار المغناطيسي المقترح في بكين والذي كان يفترض أن يكون أبطأ وبالتالي يسهل صنعه قد تأخر عن موعده لسنوات عديدة. وحتى وكالة الأنباء الوطنية الرسمية (شينخوا) نسبت الى بروفسور في بكين وصفه للقطار المغناطيسي بأنه "ليس أكثر من دمية مواصلات".

مستقبل اليابان

ذلك هو الحال في الصين. أما في اليابان فإن تقنية القطار المغناطيسي قد تكون أفضل كثيراً. ولكن هيئة الخطوط الحديدية المركزية اليابانية، التي تصنع خط القطار المغناطيسي من طوكيو الى ناغويا، ستنفق 52 مليار دولار على المشروع، ولن تنتهي منه حتى سنة 2027. وإنفاق مثل هذا المبلغ من المال خلال ذلك الوقت قد يمثل المستقبل في اليابان حيث يتمتع السفر بالقطارات منذ القديم بتأييد قوي. وبدلاً من محاولة بيع الأميركيين التقنية قد يكون من الأفضل حالاً بالنسبة الى رئيس الوزراء آبي التشبث بأعمال أكثر سهولة مثل اصلاح الاقتصاد الياباني أو تملق قادة الجيش الصيني.

* (بلومبرغ)

back to top