واشنطن تتجسس على الجميع
مدريد تستدعي السفير... وباريس وبرلين تقترحان أرضية للتفاهم
لا تزال فضيحة تجسس الولايات المتحدة على حلفائها الأوروبيين تتكشف وتتسع مع توارد معلومات جديدة، أكد آخرها أن وكالة الأمن القومي الأميركية (إن إس إيه) الضالعة في عمليات التنصت على الاتصالات في فرنسا وألمانيا والبرازيل والمكسيك تراقب اتصالات 35 من قادة العالم.ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن وثائق سرية سرّبها المستشار السابق في الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن، أن مسؤولاً في الإدارة الأميركية سلّم وكالة الأمن القومي "200 رقم هاتفي، بينها 35 رقماً لزعماء في العالم"، للتنصت عليها.
في السياق، أكد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد) الأسبق داني ياتوم أمس أن الاستخبارات الأميركية تنصتت ومازالت على محادثات هاتفية لكبار المسؤولين الإسرائيليين، وبينهم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو. وفي خضم الغضب الأوروبي من عمليات التجسس، التي شملت أقوى شخصية في أوروبا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قررت مدريد أمس استدعاء السفير الأميركي لديها، لتطلب توضيحات عن عمليات تجسس على السلطات الإسبانية أيضاً.وجاء قرار مدريد بعد إعلان فرنسا وألمانيا لدى افتتاح القمة الأوروبية في بروكسل مساء أمس الأول تحركاً مشتركاً مدعوماً من دول أوروبية أخرى، لإيجاد أرضية تفاهم مع الولايات المتحدة قبل نهاية العام لإيقاف نشاطات التجسس.ووسط تضامن أوروبي واسع ضد التجسس، وحده رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون شذَّ عن القاعدة مدافعاً بطريقة ضمنية عن سلوك واشنطن. واتهم كاميرون في بروكسل أمس سنودن وصحفاً لم يذكرها بالاسم بـ"خدمة أعداء بريطانيا" بمساعدتهم على تفادي مراقبة أجهزة المخابرات، مضيفاً: "هذا لن يجعل عالمنا أكثر أمناً وإنما سيجعله أشد خطراً. هذا يفيد أعداءنا". وامتنع عن الإجابة عن أسئلة تتعلق باحتمال ضلوع بريطانيا في الأمر.(واشنطن، بروكسل - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)