د. غادة محمود خليل: رمضان شهر الوقاية

نشر في 29-06-2014 | 00:02
آخر تحديث 29-06-2014 | 00:02
ترى الدكتورة غادة محمود خليل أستاذ مساعد الصحة العامة والطب الوقائي أن الصيام يمنح أجهزة الجسم الوقت الكافي للراحة من العمل المتواصل حيث يتم خلال فترة الصوم تجديد الخلايا والأنسجة والتخلص من الفضلات المتراكمة في الجسم، ثم التخلص من السموم عن طريق الكبد والكلى.
نردد دائما «أن الوقاية خير من العلاج» كيف يكون ذلك؟

لا تكلفنا الوقاية سوى تجنب عوامل الخطورة ومسببات الأمراض. إنما تكلفة العلاج فمرتفعة. عندما يصيبنا المرض نتعرض للألم ونفقد قدرتنا على العمل والتواصل المجتمعي وقدرتنا على التفاعل. يمكن تجنب ذلك كله باتباع إرشادات بسيطة للابتعاد عن مسببات الأمراض.

هل رمضان شهر مثالي للوقاية من الأمراض؟

نعم فالصيام شهر وقاية للإنسان السليم إذا التزم بتناول السحور قبل الفجر، وشرب كمية كافية من السوائل  خلال الإفطار. أما من يعاني أمراضاً مزمنة مثل السكري والضغط فعليه الحذر عند الصيام لأنه سيغير من مواعيد تناوله الأدوية.    

كيف نقي أنفسنا من العادات الغذائية السيئة في رمضان؟

لا بد من أن يكون لدينا أولاً ما يسمى بالثقافة الصحية، فتغيير أي عادة خاطئة خصوصاً الغذائية منها يستلزم تغيير مفهوم الشخص أو المجتمع لعادات تناول الغذاء ويتم ذلك بالتثقيف الصحي حول الطرق السليمة والصحية للتغذية وأنواع الأكل الصحي وطرق تجنب الأغذية غير الصحية والضارة. وهنا نشدد على الدور المهم لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في نشر ثقافة الطعام الصحي والتغذية السليمة، فتأثير إعلان تلفزيوني واحد قد يفوق تأثير عشرات الآلاف من خبراء التغذية. ويجب الإشارة إلى أن غالبية العادات الغذائية الخاطئة تأني من الموروث الثقافي والمجتمعي وتتمثل في الإفراط في تناول الطعام على الإفطار ووجود نوعيات من الأغذية الخاصة بشهر رمضان تحتوي على كميات غير آمنة من الدهون والسكريات. كذلك يؤدي العامل النفسي دوراً مهماً في تحديد كمية الأكل، حيث يلجأ الصائم إلى تعويض فترات الصيام بالإكثار من الأكل، وهنا يجب أن نوضح أن تخزين الأكل في المعدة لا يفيد الصائم، بل على العكس يسبب عسر الهضم والغازات والانتفاخ.

كيف يمكن تحضير الأطعمة الرمضانية بطريقة صحية ووقائية؟

القاعدة العامة لتحضير الطعام في رمضان أن يكون خفيفاً وسهل الهضم (مسلوق أو مشويّ من دون دهون) وتذكر وأنت تحضر الطعام أن معدتك ستكون خاوية، لذا يستحب عموماً البدء بكوب من الماء أو اللبن مع ثلاث تمرات ثم الصلاة بعد ذلك الإفطار. ولنتذكر أن الصيام فرض لمجاهدة النفس والصبر على الجوع والعطش وترويض الرغبات والشهوات مما له أكبر الأثر من الناحية التربوية والنفسية، ما يمكن أن نسميه الفطام النفسي، حيث يعوّد الصيام النفس على ترويض رغباتها والتحكم فيها مما يثري الصحة النفسية والعقلية.

هل ثمة أطعمة تنهين عن تناولها في رمضان؟

الأطعمة شديدة الملوحة مثل الرنجة والفسيخ والسردين والأنشوجة والأطعمة شديدة الدسامة المستخدمة فيها كمية كبيرة من الدهون، والأطعمة كثيرة السكر.

يفضل البعض الوجبات السريعة والجاهزة، ما تأثيرها في رمضان؟

الوجبات السريعة لها سمعة سيئة لأنها تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون المشبعة، ما يضر المعدة والقلب والكبد، خصوصاً في رمضان. ولكن يمكن تناول وجبة سريعة إنما صحية في الوقت نفسه مثل اختيار السمك أو الدجاج المشوي بدلا من المقلي، والبطاطا المهروسة بدلا من المقلية، والعصير الطبيعي بدلا من المشروبات الغازية، مع الحرص على طبق السلطة الخضراء.

هل ثمة مشروبات مفضلة يتم تناولها في رمضان لتجنب الشعور بالعطش في أيام الصيام؟

الماء ثم الماء ثم الماء، وبعد ذلك المشروبات الطبيعية مثل العصائر والنعناع والشاي الأخضر والأحمر.

ما هو الغذاء المناسب لمرضى السمنة؟

مريض السمنة أكثر إنسان قادر على الاستفادة من شهر رمضان حيث يتعلم ترويض شهيته، وكي تعم الفائدة عليه تجنب الحلويات بأنواعها والدهون والتركيز على البروتينات الخفيفة والخضراوات والفاكهة وتجنب المشروبات الغذائية وتناول المياه بكثرة والعصائر غير المحلاة.

ما هي نصائحك للصائمين في رمضان؟

الابتعاد عن الشمس والحرارة والإكثار من شرب الماء، كلما كان الإفطار خفيفاً وقليل الطهو ومتنوعاًَ كان أفضل، لا يستفيد الجسم من كثرة الأكل يكفي القليل من كل طبق من دون الإفراط، استشر طبيبك لتحديد مواعيد جديدة لدوائك كي لا يتسبب الصيام في زيادة مرضك.

back to top