غارات ومساعدات أميركية جديدة في العراق

نشر في 09-08-2014 | 12:45
آخر تحديث 09-08-2014 | 12:45
No Image Caption
تدخلت الولايات المتحدة مباشرة في العراق للمرة الأولى منذ انسحاب قواتها في 2011 بقصفها مواقع للجهاديين الذين يهددون كردستان العراق وآلاف المسيحيين والايزيديين.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن مقاتلتين قصفتا حوالي الساعة 13,45 (10,45 تغ) من الجمعة قطعة مدفعية متحركة لتنظيم "الدولة الاسلامية" الذي استهدف قوات كردية في أربيل.

وبعد ساعات استهدفت غارات أخرى "ارهابيين" ثم قافلة ومدفعية هاون بالقرب من أربيل.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن قرار الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي كان من أشد المعارضين لغزو العراق في 2003، لا يمكن الطعن فيه قانونياً لأن الضربات جرت بطلب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف أن "الحكومة العراقية ومسؤولين عراقيين من مختلف التيارات ومن كل الأحزاب والمذاهب طلبوا منا هذا الدعم، أنه المبدأ المطبق في هذه الحالة".

وأوضح البيت الأبيض أنه ليس هناك أي موعد محدد لانتهاء هذه العملية لكنه أكد مجدداً على أن الولايات المتحدة تستبعد ارسال قوات برية والمشاركة في "نزاع عسكري طويل".

ورأى رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري أن هذا القصف سيسمح "بتغييرات كبيرة خلال الساعات القادمة" على الأرض.

وقال لوكالة فرانس برس أنه تم "تشكيل غرفة عمليات تجمع ضباطاً من الجيش العراقي والبشمركة (الكردية) وخبراء من القوات الأميركية، لتحديد الأهداف وتطهير المناطق بمشاركة (مروحيات) طيران الجيش" العراقي.

وأكد زيباري على أن "العملية ستشمل مدناً عراقية تخضع لسيطرة تنظيم داعش" وهي التسمية المختصرة للاسم السابق للتنظيم الذي كان يطلق على نفسه اسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام".

وتمكن تنظيم "الدولة الاسلامية" من تحقيق مكاسب اضافية الخميس بسيطرته على قره قوش أكبر مدينة مسيحية في العراق ثم على سد الموصل أكبر سدود البلاد والذي يغذي بالماء والكهرباء كل المناطق المجاورة له.

ومنذ الأحد الماضي غادر عشرات الآلاف من سكان هذه المناطق منازلهم أمام تقدم مسلحي الدولة الاسلامية الذين باتوا على بعد 40 كليومتراً من أربيل عاصمة منطقة كردستان العراق.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية ليل الجمعة السبت أن طائرات عسكرية أميركية ألقت حاويات تضم ماء وعشرات الآلاف من رزم المواد الغذائية للمدنيين الفارين من عنف الجهاديين، وقالت أن ثلاث طائرات شحن ترافقها مقاتلتان اف/ايه-18 ألقت هذه المؤن "لآلاف المواطنين العراقيين المهددين من قبل الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في جبل سنجار في العراق".

وأوضحت أن الطائرات الثلاث -- اثنتان من طراز سي-130 اس وواحدة من طراز سي-17 -- ألقت ما مجموعه 72 صندوقاً من المؤن تتضمن 28 ألفاً و224 من الوجبات الغذائية الفرنسية و16 صندوقاً آخر تحوي 1522 غالوناً من مياه الشرب.

لكن أحد اللاجئين في الجبال مع عائلته قال في اتصال هاتفي أنه لم يصل أي شىء إلى المنطقة التي تعاني من نقص حاد في المياه والمواد الغذائية، وأضاف "هناك الكثير من الأطفال هنا".

وكانت بريطانيا أعلنت عزمها على القاء مواد غذائية بالمظلات في هذه المناطق خلال الساعات الـ 48 المقبلة، بينما قالت الأمم المتحدة أنها تسعى إلى إقامة "ممر انساني" في شمال العراق لتسهيل إجلاء المدنيين المهددين بالموت.

وأعربت فرنسا من جهتها عن "الاستعداد للقيام بدورها كاملاً" في حماية المدنيين الذين اعتبرت أنهم "يتعرضون لفظاعات لا تحتمل" من قبل تنظيم الدولة الاسلامية.

وفي بغداد، غلب التشاؤم بشأن هذا التدخل الأميركي إذ أن المالكي يطالب منذ مطلع يونيو بهذه الضربات.

وقال الموظف المتقاعد رشاد خضر عباس أن "أوباما لم يفعل شيئا خلال ثلاثة أعوام لكن ما أن حدث شىء للأكراد والمسيحيين حتى بدأ يتحدث عن الارهاب".

من جهته حذر الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر من أن مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" باتوا مستعدين لمهاجمة العاصمة العراقية وتعهد تعبئة أنصاره للدفاع عن بغداد، وقال الصدر في بيان أن "معلومات استخباراتية وردت تفيد بأن القوى الظلامية وبعض التنظيمات الارهابية قد أتمت استعداداتها للدخول إلى العاصمة الحبيبة بغداد".

وأضاف "أننا على أتم الاستعداد لجمع العدد للدفاع عن المقدسات بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية لتجهيزها بالعدة الملائمة لذلك".

وبعد سيطرة المسلحين الاسلاميين المتطرفين على قره قوش ومناطق أخرى مجاورة حول الموصل أعلن بطريرك الكلدان لويس ساكو أن نحو 100 ألف مسيحي أجبروا على ترك منزلهم وباتوا مشردين، وغادر القسم الأكبر منهم إلى كردستان العراق.

وإثر دخول مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية إلى سنجار معقل الايزيديين أجبر نحو 200 ألف مدني على مغادرة منازلهم كما أعلنت الأمم المتحدة.

وفر بعضهم إلى كردستان أو تركيا إلا أن الآلاف علقوا في مناطق جبلية قاحلة مجاورة وباتوا مهددين بالموت جوعاً أو عطشاً في حال نجوا من مسلحي الدولة الاسلامية.

من جهة أخرى، أعلن الأمين العام لرئاسة اقليم كردستان فؤاد حسين الجمعة مقتل نحو 150 مقاتلاً كردياً واصابة أكثر من 500 آخرين في المعارك التي خاضوها مع مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية منذ بدء هجوم هؤلاء في يونيو.

وقال حسين في مؤتمر صحافي في أربيل عاصمة اقليم كردستان أن "قوات البشمركة فقدت 150 شهيداً إضافة إلى أكثر من 500 جريح"، وحتى الآن، تآكدت وكالة فرانس برس من مقتل 74 مقاتلاً كردياً منذ بدء هجوم المتمردين السنة في التاسع من يونيو.

وأوضح حسين أن الجبهة بين مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية والبشمركة باتت تمتد بطول حوالي 650 كلم من الحدود السورية في الشمال الغربي حتى المناطق الواقعة في شمال شرق بغداد.

وأخيراً، أعلنت وكالة فرات للأنباء الجمعة مقتل صحافية كردية تعمل لديها خلال معارك وقعت في شمال العراق، وقالت بأن الصحافية "دنيز فرات فقدت حياتها إثر اصابتها بشظايا قذائف الهاون بقلبها في ساحة الاشتباكات" في مخيم بالقرب من مدينة مخمور تعيش فيه عائلات أعضاء حزب العمال الكردستاني التركي المتمرد.

back to top