عبدالعزيز المعتوق أجاد في فن السامري وتفوق في الأغنية الوطنية (2-2)

نشر في 14-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 14-07-2014 | 00:01
راح الفنان عبدالعزيز المعتوق المشهور بالبصري يتدرج في كتابة الشعر، وتنبأ له الشاعر علي الموسى بأن يكون شاعراً متميزاً. من الشعراء الذين كان يعرض عليهم قصائده مرشد البذال وزيد الحرب.
رثاء الشيخ عبدالله السالم بعد وفاته، إحدى القصائد التي كتبها البصري في بدايات حياته كشاعر. كانت القصيدة طويلة وحزينة، وأعاد تسجيلها ثلاث مرات في الإذاعة، لأنه لم يستطع السيطرة على نفسه والتوقف عن البكاء. وفي عام دخول الكويت هيئة الأمم المتحدة كتب عبدالعزيز البصري قصيدة وعرضها على الشيخ عبدالله السالم فأجازها له.

 أسلوب مميز

 للشاعر عبدالعزيز المعتوق أسلوب خاص في كتابه القصيدة، يقول في هذا السياق: {أكتب السامريات بطريقة تتواءم مع ذوقي ومزاجي الفني، الشعر مهم في حياتي كما أنني ملحن لم يدرس الموسيقى، وأتبع السليقة من خلال تأليف نغمة ما، فإذا أعجبتني أكملت وهكذا}.

في الإذاعة

بدأ البصري العمل في الإذاعة الكويتية كمحاسب، وكان معه: عبدالله فضالة، عبدالعزيز محمد، محمود الكويتي، حمد خليفة، محمد التتان، المذيع مبارك الميال، حمد المؤمن، يعقوب الرشيد ومحمد أمين.

في البداية كان العمل في الإذاعة من دون مقابل، وفي إحدى الليالي، بينما كان البصري يغني في الإذاعة بعض السامريات والأغاني الشعبية، سمعه الشيخ عبدالله المبارك، وبعد فترة دعاه إلى إحياء حفلة، رافقه فيها عبدالله فضالة، عواد سالم، وعودة المهنا.

 وبعد يومين، لدى وصوله إلى الإذاعة، قابله محمد أمين وقال له : {يا عبدالعزيز أنت وعبدالله فضالة سجلناكما بالإذاعة وخصصنا لكما راتباً شهرياً قدره 400 روبية بأمر من الشيخ عبدالله المبارك}، ومنذ ذلك اليوم أصبح عبدالعزيز البصري موظفاً رسمياً في الإذاعة واستمر في عمله حتى تقاعد.

فن السامري

«أنا البارحة يا سعود»، إحدى أبرز الأغنيات العاطفية الشعبية التي كتبها عبدالعزيز البصري ولحنها وغناها، وهي سامري نقازي حققت له نجاحاً جماهيرياً في تلك الفترة، يقول فيها:

أنا البارحة يا سعود عيني شقاويه/ أعد النجم سهران من فرقة الغالي

أنا أحب ذكر الزين وافرح في طاريه/ من حيث ذكر الزين بالبال لازالي

{سلمولي على اللي حبهم بالضمير}، سامرية ثانية كتبها البصري ولحنها وغناها الفنان عبدالله فضالة، كذلك غنى له الفنان محمود الكويتي والفنانة عايشة المرطة، ومن هذا اللحن صاغ الفنان العراقي منير بشير مقطوعة موسيقية.

 {سلمولي على اللي عن حبيبه نشد} سامرية من كلمات عبدالعزيز البصري وألحانه، ظهرت للمرة الأولى في الإذاعة الكويتية (1958)، من ثم غناها أكثر من فنان في الحفلات العامة والخاصة، وسجلها بعضهم في إذاعة الكويت، من بينهم: عبدالله فضالة، عايشة المرطة، عواطف محمد وفخرية البصري.

{رسالة إلى حبيب} إحدى الأغاني الشعبية الجميلة التي قدمها الشاعر عبدالعزيز البصري في مشواره الفني الطويل، وسجلها عام 1985.

علاقة وطيدة

جمعت بين الفنانين عبدالعزيز البصري وعبدالله فضالة علاقة وثيقة، وكانت الإذاعة الكويتية المكان الذي تعرفا فيه على بعضهما البعض وعاشا سنوات حياتهما الجميلة، كانت أهم ثمراتها المعرفة والصداقة الوثيقة، فكان الواحد منهما بمثابة الصديق والأخ للآخر، وكانا سوياً دائماً حتى في الحفلات الغنائية.

عندما يكتب عبدالعزيز البصري قصائد غنائية ويطلبها منه عبدالله فضالة لم يكن يمانع، وكان يعرض عليه الشعر الذي يكتبه لينقحه بدلاً منه، واشترك الصديقان في إحياء مجموعة حفلات غنائية في البحرين في مطلع الستينيات.

 كان عبدالله فضالة الأب الروحي لعبدالعزيز البصري. وعندما مرض فضالة سافر البصري إلى مملكة البحرين للاطمئنان على صحته وحزن حزناً شديداً على وفاته.

عبدالعزيز البصري أحد الفنانين الكويتيين الذين غنوا من ألحان الفنان عبدالله فضالة، وكذلك غنى عبدالله فضالة ثلاث سامريات من كلمات عبدالعزيز البصري وألحانه، من بينها «أنا ودي ولكن ما حصلي» (1950)، وهي «سامري نقازي» سجلها على أسطوانة بإيقاع السامري العادي المعروف. في هذا السياق اعتبر البصري أن الأغنية الكويتية لم تعد رائعة كما كانت وأن عبدالله فضالة أفضل من غنى قصائده.

ومن الأغنيات المميزة التي قدمها عبدالعزيز البصري سامرية {لحاج الله يا نفسي} من كلمات شاعر الكويت الشعبي الكبير فهد بورسلي.

غنوا له

من القصائد الغنائية التي كتبها عبدالعزيز البصري وغناها مطربون كويتيون وعرب أغنية لحنها الفنان عثمان السيد وغناها فنان لبنان الكبير وديع الصافي، كذلك غنت له الفنانة هيام يونس، والمطربة العراقية خالدة.

آخر الأعمال

عام 1985 سجل ثلاث أغنيات من تأليفه وتلحينه: {سنين وأنا أتحلم فيه}، {الهوى فرني}، {اللي فارق حبيبه}. في نهاية الثمانينيات وبعدما توقف عبدالعزيز البصري عن الغناء راح ينشر قصائده الوطنية في الصحف المحلية.

وفاته

يقول سعود نجل عبدالعزيز المعتوق عن وفاة والده: {نقل إلى المستشفى في الثاني من ديسمبر 2005 بسبب آلام في الرئة، لا سيما أنه كان يعاني من الربو، وانتقل إلى جوار ربه في الخامس من يناير 2006}.

قدّم أصدقاؤه شهادات شخصية عنه، قال عبدالعزيز المفرج: «استطاع المعتوق أن يترك بصمة واضحة في مسيرة الغناء الكويتي ونجح في إثراء الساحة الفنية، في وقت لم يكن يوجد من يملأ هذا الفراغ، ولا شك في أن الساحة الغنائية فقدت واحداً من الرواد الأوائل».

واعتبر الملحن إبراهيم الصولة رحيله خسارة، {لأنه كان فناناً وشاعراً يتمتع بالحس العالي المرهف، ويتميز باللون الشعبي على مستوى الشعر والغناء والتلحين}.

بدوره، قال الشاعر بدر بورسلي: {علاقتي بالراحل قوية، وأرى أنه جاء إلى الدنيا وغادرها من دون أن تكون له أي عداوة مع أحد، فكان حبيباً للجميع إضافة إلى أنه شاعر وملحن مميز، ويكفي الأعمال التي عملها لنفسه أو لباقي الفنانين، مثل عوض دوخي وغيره من المطربين، وهو شاعر وفنان بكل ما تعنيه الكلمة، فكان لساناً ناطقاً للشارع بقصائده}.

أما الملحن يوسف المهنا فقال: {فقدنا فناناً كبيراً يمتلك مواصفات متعددة سواء من ناحية الفن أو من خلال تعامله مع الآخرين، وأخلاقه عالية، وكان ذا بصمة في الأغنية الوطنية وحاضراً بقوة في المناسبات الوطنية، وقدم الكثير من الأعمال الغنائية المتميزة}.

back to top