الأسد يستعيد أجزاء من «اللواء 88» المكلف أمن مطار حلب
«الائتلاف» يرفض المبادرة الروسية للقاء «غير رسمي» في موسكو ويحسم مشاركته في جنيف 2 اليوم
واصلت القوات الموالية لنظام بشار الأسد تقدمها الميداني على حساب المعارضة، التي تواجه مأزقاً عسكرياً إلى جانب مأزقها السياسي المتمثل بكيفية المشاركة في «جنيف 2» في ظل عدم وجود ضمانات دولية لرحيل الأسد ووسط دفع موسكو بقوى سورية «وسطية» إلى الواجهة للمشاركة في المؤتمر في صفوف المعارضة.
في إطار التقدم الميداني السريع الذي تحققه القوات السورية لموالية لنظام الرئيس بشار الأسد والذي يبدو كأنه سباق بين توسيع سيطرة الأسد على الأرض وانعقاد مؤتمر «جنيف 2»، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس أن الجيش الموالي للنظام استعاد «اجزاء واسعة» من «اللواء 80» المكلف امن مطار حلب الدولي (شمال) يسيطر عليها مقاتلون معارضون منذ فبراير الماضي.وأشار المرصد الى أن اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر أمس بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني من طرف ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والدولة الاسلامية من طرف آخر في اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي. وتحدث المرصد عن «تقدم القوات النظامية داخل اللواء وسيطرتها على اجزاء واسعة منه وسط استقدام الكتائب المقاتلة والدولة الاسلامية تعزيزات الى المنطقة». واشار المرصد الذي يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين على الارض والمصادر الطبية الى أن «معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين بالتزامن مع قصف عنيف جدا منذ اكثر من ساعتين» على احياء قريبة من هذه القاعدة.وكان مسلحو المعارضة شنوا «معركة المطارات» في منطقة حلب في فبراير الماضي وهاجموا قواعد جوية ومطارات. وقد تمكنوا من السيطرة على «اللواء 80» المكلف حماية مطار حلب الدولي وقاعدة النيرب الجوية. وهذا المطار والقاعدة الجوية تحت سيطرة النظام السوري.«الائتلاف» وفي وقت بدأ الائتلاف الوطني السوري المعارض منذ يوم أمس اجتماعات تمهيدية في إسطنبول للبت في موقفه من المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الائتلاف بعرقلة تحديد موعد للمؤتمر الذي يهدف الى التوصل الى حل سياسي للصراع السوري. وقال لافروف: «لم يتسن لنا الاتفاق على تحديد موعد للمؤتمر الدولي حول سورية بسبب رفض المعارضة المشاركة في المؤتمر بدون شروط مسبقة»، زاعماً أن المنحى الذي تتخذه المعارضة يتعارض مع المبادرة الروسية ـ الأميركية لمعالجة الازمة السورية واتفاقية جنيف 1 الموقعة في يونيو 2012.واوضح لافروف ان بلاده وجهت الدعوة لممثلي فصائل المعارضة السورية على اختلافها لاجراء مشاورات غير ملزمة في موسكو بهدف بلورة نهج لا يتعارض مع المبادرة الروسية الاميركية واتفاقية جنيف. واعرب لافروف عن امله في ان تحظى هذه المبادرة بالقبول مشيرا الى موافقة العديد من ممثلي المعارضة السورية عليها. وقال ان هدف هذه المبادرة يكمن في جمع المعارضين حول طاولة واحدة بهدف التشاور والبحث وتبادل الآراء وبلورة موقف موحد حيال المؤتمر الدولي.واوضح أن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يريد ان يكون ممثلا وحيدا للمعارضة السورية»، معتبرا في الوقت نفسه انه ليس بمقدور هذا الائتلاف ان يشكل اطارا موحدا لجميع فصائل المعارضة. ووجه لافروف الدعوة لواشنطن والمبعوث الاممي والعربي الاخضر الابراهيمي للمشاركة في هذه المشاورات.في السياق، اعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أمس أن الائتلاف الوطني رفض حضور اجتماع مع ممثلين عن الحكومة السورية في روسيا، مشيراً الى أن الاتهامات الأميركية لدمشق بأنها تخفي معلومات عن ترسانتها الكيماوية لا تستند إلى أسس.«نيمتز»الى ذلك، عبرت المجرى الملاحي لقناة السويس أمس حاملة الطائرات الأميركية النووية «نيمتز» ترافقها مدمرة قادمة من البحر المتوسط في طريقها الى البحر الأحمر. ونقلت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية الرسمية، عن مصدر مسؤول بهيئة قناة السويس، قوله إن «حاملة الطائرات الأميركية النووية نيمتز ترافقها مدمرة حربية، عبرتا القناة ضمن القافلة الشمالية، وسط حراسة وإجراءات أمنية مشددة شملت إغلاق المعابر بين ضفتي قناة السويس ومنع عبور المعديات ووقف حركة السيارات بالطرق البحرية والبرية المؤدية للمجري الملاحي للقناة خلال رحلة عبور حاملة الطائرات الأميركية التي استغرقت قرابة 14 ساعة متصلة»، وأضاف المصدر أن الطراد الروسي «فارياج» عبر قناة السويس قادماً من البحر الأحمر في طريقه إلى البحر المتوسط في زيارة لمرفأ «الاسكندرية»، مشيراً إلى أن روسيا كانت أعلنت عن توقف الطراد «فارياج» في الاسكندرية للتزود بالوقود قبيل بدء تدريبات بحرية في البحر المتوسط بمشاركة الطراد «بطرس الأكبر».(دمشق، موسكو، إسطنبول ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ،يو بي آي، كونا، الأناضول)