سرطان الجلد يرتبط بتطور البشرة الداكنة لدى البشر الأوائل

نشر في 05-03-2014 | 00:02
آخر تحديث 05-03-2014 | 00:02
No Image Caption
كان سرطان الجلد على الأرجح الحافز وراء تطور البشرة الداكنة لدى البشر الأوائل قبل نحو مليون سنة، حسبما كشفت إحدى الدراسات.
أشار عالم بريطاني إلى أن تساقط الشعر الذي كان يكسو جسم الإنسان الأول عّرض بشرته الفاتحة اللون إلى مقدار كبير من الأشعة ما فوق البنفسجية المسببة للسرطان.

 يبدو الجلد تحت فرو الحيوان الرئيسي الأقرب إلينا، الشمبانزي، فاتح اللون، إلا أن الإنسان العاقل الباكر في أفريقيا كان أسود البشرة.

تذكر ميل غريفز، بروفسورة في معهد أبحاث السرطان في لندن، أن الموت نتيجة التعرض لسرطان الجلد أدى إلى ضغط انتقائي كبير حفّز تطور أصبغة البشرة الداكنة. توضح في تحليل نُشر في مجلة Proceedings of the Royal Society B أخيراً: {تحدّ البشرة الداكنة والسوداء، إلى حد كبير، من خطر سرطان الجلد الناتج عن التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية}. فيُعتبر البيض أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد بنحو 70 مرة، مقارنة بأصحاب البشرة السوداء.

استندت غريفز في نظريتها عن تطور البشرة الداكنة إلى نسبة الوفاة المرتفعة بين مرضى المهق بسبب سرطان الجلد غير الميلانيني.

أصبغة دفاعية

توضح غريفز أن العلماء سبق أن استبعدوا فكرة أن يكون سرطان الجلد الحافز وراء تطور البشرة الداكنة لأنهم اعتقدوا أنه نادراً ما يكون مميتاً في حالة الشبان ولا يؤثر على قدرتهم على التكاثر.

لكن دراسات أخيرة كشفت أن نحو 80% من السود الذين يعانون المهق في المناطق الأفريقية قرب خط الاستواء، حيث تكون الأشعة ما فوق البنفسجية عالية، يُصابون بسرطان جلد مميت قبل بلوغهم سن الثلاثين. وظهرت ميول مماثلة بين مرضى المهق خارج أفريقيا وبين الفئران التي تعاني هذا الاضطراب، وفق غريفز.

تتابع: {تؤكد هذه التجربة الطبيعية الطويلة والتجارب التي تُجرى على فئران تعاني المهق وتُعرَّض للأشعة ما فوق البنفسجية احتمال أن أصبغة البشرة السوداء  نشأت لدى أشباه البشر الأوائل الذين كانت بشرتهم فاتحة اللون، وذلك كدفاع ضد سرطان الجلد المميت}.

لكن جيريمي أوستن من المركز الأسترالي للحمض النووي القديم في أديلايد، أشار إلى توافر عدد من التوضيحات لكيفية تطور البشرة الداكنة في البيئات الأكثر عرضة لأشعة الشمس.

عُزي تطور البشرة الداكنة إلى طريقة تأثير الأشعة ما فوق البنفسجية في عمل غدد العرق وبالتالي في نفاذية البشرة، ما يؤثر بدوره في الجفاف وارتفاع درجة حرارة الجسم واستنفاد حمض الفوليك، الذي يُعتبر بالغ الأهمية خلال الحمل. يوضح أوستن: {المهق حالة خاصة».

صحيح أن من المنطقي أن يكون المهق من الخصائص الانتقائية  في البيئات حيث تكون الأشعة ما فوق البنفسجية عالية، إلا أن ذلك لا يعلل الانتقاء الإيجابي للبشرة الداكنة.

فاعلية الميلانين

تقول غريفز: «تتراوح البشرة الداكنة بين اللون الزيتوني والشديد السواد. لذلك لا بد من وجود ضغط انتقائي فاعل يوازن كمية الميلانين في البشرة».

يُحدّد لونَ البشرة عموماً صباغُ الميلانين، الذي يأتي بثلاثة أنواع، وطريقة توضيبه في خلايا خاصة تتوافر خصوصاً في البشرة وتُدعى الجسيمات الميلانينية.

في حالة مَن يملكون بشرة داكنة، يوضَّب النوعان البني الداكن والأسود من الميلانين بطريقة تمتص مقداراً كبيراً من الأشعة ما فوق البنفسجية التي تخترق البشرة، ما يُساهم في حماية الحمض النووي من التلف. أما في حالة مَن يملكون بشرة فاتحة اللون، لا تُعتبر أصبغة الميلانين الفاتحة بالفاعلية ذاتها في تصفية أشعة الشمس، مقارنة بالنوعين الداكنين منه، ولا تقضي على الجذور الحرة التي تؤدي دوراً بارزاً في الإصابة بالسرطان. ويعود مرض المهق إلى تغييرات جينية تحول دون إنتاج الميلانين.

تُبين الدراسات الجينية أن ظهور المتغير الجيني الذي عزز تشكّل الأصبغة الداكنة، في الفترة عينها تقريباً التي بدأ فيها الإنسان الأول يعيش في السافانا في شرق أفريقيا، أي قبل نحو مليون إلى مليوني سنة.

يعتقد معظم العلماء أن البشر الأوائل خسروا فروهم عندما أصبحوا ثنائيي الحركة يعتمدون على الصيد والجمع ويجوبون السافانا بحثاً عن طعام. فمن دون فرو، صاروا يعرقون، علماً أن هذه طريقة أفضل لضبط حرارة الجسم أثناء القيام بنشاطات مضنية، مثل مطاردة وجبة الطعام.

صحيح أن البروفسورة غريفز تقر بأن الاستناد إلى خطر الإصابة بسرطان الجلد في حالة مرضى المهق كدليل على تطور البشرة الداكنة {مجرد تخمين}، إلا أنها تضيف أن البشر الأوائل كانوا سيعانون بالتأكيد من مشاكل سرطان الجلد عينها، إن كانوا يملكون بشرة فاتحة اللون.

back to top