«عيَّاش».. سائق لم يرفع أجرة «الميكروباص»

نشر في 10-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 10-07-2014 | 00:01
لو أخبرتَ مصريّاً عن سائق سيارة أُجرة لم يرفَع تعريفة الركوب بعد قرار الحكومة زيادة أسعار المحروقات قبل يومين لاتهمك بالكذب، لكن حين يحالفه الحظ بالركوب مع السائق مجدي عيّاش (58 عاماً)، من حي فيصل الشهير بمحافظة الجيزة إلى ميدان التحرير وسط القاهرة، سيكتشف أمراً يندر أن يتكرر.

عيّاش، يعمل سائقاً منذ عشرين عاماً، يمتلك سيارة أجرة تتسع لـ 14 راكباً، فاجأ زبائنه، بالإبقاء على تعريفة الركوب كما هي دون زيادة، بواقع جنيه ونصف الجنيه، «أقل من ربع دولار»، بدلاً من جنيهين، كما فعل غالبية زملائه من السائقين.

يقول عيّاش مفسّراً قراره عدم زيادة الأجرة: «الحكومة أقرَّت للسائقين زيادة تعريفة الركوب بعشرة قروش، والناس لا تتعامل بهذه العملات المعدنية منذ سنوات، لذلك رأيت عدم زيادة الأجرة من الأساس، والحمد لله، الأمور تسير بشكل جيّد، هناك بالطبع أناس جشعون ومستغلون، لكن حين تعمل بضمير فإن الله يبارك عملك».

وأضاف لـ«الجريدة»، التي رافقته في رحلة الذهاب من فيصل إلى التحرير ظهر أمس الأول :»زيادة سعر الوقود قرار جيد، لأن الاقتصاد في وضع سيئ، عشرة جنيهات بالنسبة لي لا تعني شيئا، لكنها تعني الملايين بالنسبة للحكومة، وأرجو أن تذهب حصيلة زيادة أسعار الوقود إلى دعم الصحة والتعليم وصيانة محطات توليد الكهرباء، حتى لا يتكرر انقطاع التيار الكهربائي كما يحدث حالياً بشكل يومي».

يضيف: «سيارتي تعمل بالسولار، وأسير في الشوارع ملتزماً بالقانون، ولا مشكلات لديّ في ما يتعلق بالمخالفات أو غير ذلك».

ابتسم عيّاش، رداً على سؤال بشأن مشاركته في الانتخابات الرئاسية الماضية، وقال :»انتخبت الرئيس عبدالفتاح السيسي طبعاً، وأنتظر منه توفير فرص عمل للشباب للقضاء على البطالة، وأن يتم إصلاح مشكلات البلد في الطرق والمواصلات»، وتابع: «من المهم أيضا محاربة الفساد والرشاوى، وأن يسود القانون على الجميع».

يعمل عيّاش، الذي ينتظر بلوغ عامه الستين بعد عامين اثنين، بين السادسة صباحاً والواحدة ظهراً كل يوم، ولديه ثلاثة أبناء، أماني حاصلة على ليسانس الحقوق، ونيرمين مُدرسة، وهاني حاصل على بكالوريوس نظم معلومات.

back to top