ماذا يحصل لجسدك بعد موتك؟

نشر في 09-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 09-11-2013 | 00:01
No Image Caption
نصرّ على «الموت بكرامة». لكن الحقيقة تُظهر أن الموت بعيد كل البعد عن أن يكون عملية وقورة، وخصوصًا إذا سمحنا للطبيعة بأن تأخذ مسارها من دون أي عائق.
عندما ينهي الإنسان دورة حياته الفانية، يمر الجسم بسلسلة من التغييرات الجذرية، تكون كل مرحلة منها أفظع من سابقاتها.

بعد الموت مباشرة، ترتخي العضلات. لذلك قد يتبول الإنسان ويتبرز. وبعد ثلاث ساعات، تمر العضلات بمرحلة التخشب الموتي فتيبس. وبعد 72 ساعة، يزول التخشب، إلا أن الأنسجة تبدأ بالتفكك. فيما تعمل البكتيريا على تفكيك الجسم، تطلق غازات لها رائحة مريعة تؤدي إلى الانتفاخ، ما يؤدي إلى خروج سوائل خضراء مقززة من الجسم. وإن كان الإنسان محظوظًا جدًّا، تجذب الجثة المتحللة الذباب، مقدمة مواد تقتات بها أجيال عدة من اليرقات.

لفتت مرحلة الانتفاخ انتباه الباحثين في تكساس. فقد أرادوا تفحص البكتيريا الموجودة في الجسم خلال هذه المرحلة من التحلل.

وضع العلماء جثتين على ظهرهما في الخارج. كان الرجل الأول (رقم 016) يعاني الداء السكري ومات نتيجة الإصابة بنوبة قلبية. أما الرجل الثاني (رقم 006)، فمات نتيجة التسمم بأحادي أكسيد الكربون. كانت الجثتان محفوظتين في البراد فترة طويلة من الزمن قبل نقلهما إلى منشأة في الهواء الطلق لإجراء التجربة الأكثر إثارة للاهتمام، في رأي هؤلاء العلماء.

أخذ الباحثون عينات من أجزاء مختلفة من الجثتين بحثًا عن ميكروبات مع بداية مرحلة الانتفاخ وانتهائها. وضعت الجثة رقم 006 في الخارج في شهر سبتمبر 2011. ودامت فترة انتفاخها سبعة أيام. أما الجثة رقم 016 فوضعت في الخارج في نوفمبر 2011، ودامت فترة انتفاخها 14 يومًا. ثم عمل العلماء على تحديد تسلسل الجينات 16S rRNA بغية تحديد الميكروبات الموجودة. فإلامَ توصلوا؟ من الصعب التوصل إلى خلاصة حاسمة لأن الدراسة لم تُصمَّم بدقة.

تبدّل جذري

أخذت عينات الفم وحدها قبل الانتفاخ وعند انتهائه. وفي حالة الجثة رقم 006، أظهرت عينة ما قبل الانتفاخ وجود متقلبات (Proteobacteria) فحسب (خصوصًا الزائفة Pseudomonas، بكتيريا هوائية). ولكن بعد مرور سبعة أيام أظهرت عينات الفم مع انتهاء مرحلة الانتفاخ تبدّلا جذريًّا: فقد اختفت المتقلبات لتحل محلها متينات الجدار (Firmicutes )، وخصوصًا Peptoniphilus وClostridium، وكلتاهما بكتيريا لاهوائية. ويدعم هذا الاكتشاف الأبحاث الأخرى التي تؤكد التبدلات البكتيرية من هوائية إلى لاهوائية خلال عملية التحلل.

لكن الوضع مختلف مع الجثة الثانية، التي لن تظهر فيها تبدلات واضحة من بكتيريا هوائية إلى لاهوائية في عينات الفم.

نعذر العلماء لأنهم لم يستخدموا سوى جثتين، فلا يمكن الحصول بسهولة على جثث بشرية. لكن المحير امتناع العلماء عن أخذهم المزيد من العينات في مراحل التحلل المختلفة. كذلك لم يأخذوا عينات من البكتيريا في الطبيعة، التي أثرت بالتأكيد في عملية التحلل. والأهم من ذلك أنهم لم يحاولوا التحكم في أي ظروف. فقد عُرضت إحدى الجثث في طقس سبتمبر، في حين وُضعت الجثة الثانية خارجًا في نوفمبر. ولا شك في أن النتائج كانت ستُعتبر أكثر أهمية لو أن الجثتين وُضعتا جنبًا إلى جنب أو لو أن إحداهما وُضعت في بيئة معقمة أو مضبوطة مناخيًّا.

نتيجة لذلك، هدرت هذه التجربة جثتين جيدتين. تؤدي الدراسات {الاستكشافية} هذه إلى بيانات دقيقة مثيرة للاهتمام، شرط أن تُصمم بعناية. لذلك من الصعب أن نحدد ما المساهمة المهمة التي تقدّمها هذه الدراسة في هذا المجال. وكان حريًّا بمجلة PLoS ONE أن ترفضها.

back to top