الخالد: مرتاحون للاتفاق النووي ونأمل أن يرسخ سلمية البرنامج الإيراني
القى رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد كلمة في مستهل اجتماع الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة بين دولة الكويت والجمهورية الإسلامية الإيرانية استعرض فيها مسيرة العلاقات بين البلدين الصديقين مشيدا بانعقاد الدورة الثانية للجنة المشتركة باعتبارها فرصة للتشاور وتبادل وجهات النظر حول أنجع السبل لإغناء مسيرة التعاون الثنائي بين الجانبين والتنسيق بشأن القضايا ذات الإهتمام المشترك.
ترسيخ الاستقرارواعرب الخالد في بداية كلمته عن صادق مشاعر الود والترحيب بالوزير ظريف في الكويت متمنيا له ولأعضاء الوفد المرافق «طيب الإقامة والتوفيق كضيوف أعزاء بين إخوانكم وذلك بمناسبة بدء أعمال الدورة الثانية للجنة الكويتية الإيرانية المشتركة موقنين وببالغ التفاؤل بأن الحرص المشترك للبلدين الصديقين على تفعيل أعمال هذه اللجنة وتحقيق تطلعاتها العليا سينعكس نجاحا على نتائج أعمالها وقراراتها الختامية».اضاف: تنعقد أعمال دورتنا هذه ومنطقتنا تشهد العديد من التطورات والمتغيرات السياسية والأمنية والاقتصادية تستدعي من جميع الأشقاء والأصدقاء التعاطي مع مستجداتها بروح المسؤولية المشتركة صونا لأمنها وترسيخا لاستقرارها وتعزيزا لرفاهية شعوبها.وقال الخالد: إن تأسيس اللجنة المشتركة بين البلدين وإن كان يشكل استجابة حقيقية لحرص الجانبين على الانطلاق بالعلاقات الوثيقة إلى شراكة إستراتيجية دائمة فهي تشكل أيضا امتدادا وتأطيرا نموذجيا لعلاقة طويلة وممتدة من التعاون السياسي والتبادل التجاري لقرون عديدة تواصلت عبر تجسيدها بعلاقات دبلوماسية راسخة جاوزت اليوم الخمسين عاما مرت خلالها بالعديد من المستويات المتفاوتة في سيرها وعمقها إلا أن في مجملها اتصفت بالثبات والاستقرار والحرص على ترسيخ أسس بنيانها. وقد مرت هذه العلاقة الوثيقة بين البلدين بالعديد من المحطات الهامة فالصلة الرسمية كانت على الدوام في أعلى سلم أولويات وتطلعات قادتي البلدين مستذكرين هنا وبكل فخر الزيارة التاريخية التي قام بها إلى العاصمة طهران سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عندما كان رئيسا للوزراء في عام 2003 والزيارة الرسمية التي قام بها رئيس مجلس الوزراء السابق سمو الشيخ ناصر المحمد في نوفمبر من عام 2009.كما نستذكر الزيارتين الرسميتين للرئيس السابق للجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود أحمدي نجاد إلى الكويت في عامي 2005 و2012 علاوة على تنوع الزيارات العديدة التي قام بها المسؤولون في البلدين حيث مثلت هذه الزيارات تميزا هاما ونوعيا لهذه المسيرة المباركة وتعبيرا حقيقيا عن مدى عمق وتميز العلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين.سلمية النووياضاف الخالد « لقد شرفني صاحب السمو بتمثيل سموه في حفل تنصيب الرئيس حسن روحاني في أغسطس الماضي وكان لي أثناء الزيارة شرف لقاء روحاني حيث نقلت إليه أطيب تمنيات أخيه سمو الأمير بالتوفيق والسداد لقيادة الجمهورية الإسلامية وشعبها العزيز نحو كل ما يحقق آماله وطموحاته بالعزة والرخاء متطلعين في هذا المقام المزيد من توثيق عرى التعاون والتواصل مع دول المنطقة والعالم من أجل صالح ورقي الجميع وفي إطار من حسن النوايا والاحترام المتبادل.ولا ريب أنكم تشاطروننا الرأي بأن سياسة تبادل المنافع والمصالح هي حجر الأساس في العلاقات الثنائية فما نشهده وللأسف الشديد من واقع اقتصادي واستثماري وتبادل سلعي وتجاري بين الجانبين لا يرقى إلى مستوى الطموحات ولا يعبر مطلقا عن هذه العلاقة التاريخية ولا ينسجم أيضا مع مستوى العلاقات السياسية لذا فنحن مدعوون في هذه اللجنة إلى حث الخطى لتعميق البحث من أجل تجاوز هذا الواقع للانطلاق بمضامين التعاون الاقتصادي ومجالاته نحو الطموحات.وقد تابعنا وبكل السرور والارتياح الاتفاق الذي أبرمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة الخمسة زائد واحد في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني آملين أن يرسخ هذا التطور الكبير الثقة بسلمية البرنامج النووي الإيراني وبما يعزز الاستقرار الإقليمي والدولي مؤكدين في هذا الصدد أهمية استمرار التعاون التام بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي من شأنه أن يطمئن دول المنطقة وشعوبها.