رأي : Bitcoin تواجه تحديات خطيرة... لكنها ليست الوحيدة في هذا المجال

نشر في 13-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 13-02-2014 | 00:01
No Image Caption
عندما وصل تداول «بتكوين» إلى ما يقارب الألف دولار، أردت معاقبة نفسي! حيث كان يتعين علي توقع ذلك تبعاً للعرض المحدود والكم الهائل من الضجيج والطلب؛ يبدو جلياً إدراكي المتأخر لذلك أسوة بالعديد من الأشياء.

لا أستطيع تبرير نفسي من خلال الادعاء أني لم أكن مدركاً تماماً لبتكوين عندما تم تداولها تحت عتبة عشرة دولارات بكثير. حدت ميولي التحررية المعروفة بعدد من أصدقائي الذين يملكون تفكيراً مشابهاً لتشجيعي للانخراط في هذه التجربة الجديدة العشوائية والمحدودة، لكني لم أصغ لهم للأسف، أتمنى على الأقل أن يكونوا قد ربحوا الكثير من النقود.

يتلخص سببي الرئيسي في عدم المشاركة بالمخاوف طويلة الأجل المتعلقة بالجدوى الاقتصادية لبتكوين ولا تزال هذه المخاوف قائمة من وجهة نظري.

تم تناول موضوع بتكوين في نشرات الأخبار كثيراً في الآونة الأخيرة، وليست معظم هذه الأخبار جيدة كالخبر الذي يفيد باعتقال أحد متداولي بتكوين في نيويورك بتهمة غسيل أموال.

خطأ بتكوين

أعتقد أن بتكوين قد اقترفت خطأً من خلال الإبقاء على هوية ملاكها مجهولة على الرغم من وجود بعض المستخدمين - والذين يضمون بعض المستخدمين المنبوذين جداً. يمنح هذا للسلطات سبباً وجيهاً لحظرها متى أرادت وحيثما أرادات. وربما يكون ذلك الحظر جائراً ومبنياً على ذرائع مغلوطة بسبب أن السلطات لا تحب المنافسة ببساطة. أخشى ما أخشاه أن تكون الصين وروسيا أول من سيتحرك بهذا الخصوص.

إن حظر بتكوين لن يؤدي بالضرورة إلى القضاء عليها تبعاً لطبيعة هيكليتها القائمة على الاستخدام الافتراضي، لكن يتمثل في تأثير ذلك على جعل استخدامه بالنسبة للأفراد الذي يلتزمون بالقانون مستحيلاً وبالتالي، وفي كل الأحوال، تحويله إلى تداول عديم الفائدة بشكل خاص. وفي حال شهدنا حركة مشتركة لحجب سوق بتكوين، لن يكون التعويل كبيراً على الشبكة التي تخول استخدام بتكوين حيث يكون الاحساس بالأمان خاطئاً في شبكة لا يمكن حجبها كما هو معروف للجميع. وبذلك أعتقد أنه من الأفضل قبول درجة معينة من التنظيم، على الرغم من أنها لن تعجب عددا كبيرا من الناس، من أجل التخفيف من حدة الإجراءات الحكومية كون الحكومات لا ترغب بالطبع في رؤية احتكارها لطباعة النقود تحت التهديد.

انتعاش الأسعار

وبالطبع كان الانتعاش الكبير في الأسعار بالنسبة للمشترين الأوائل رائعاً على الرغم من انطوائه على العديد من العواقب الوخيمة. إن السعر المرتفع والتقلب الضخم من وجهة نظري -حيث انحدر السعر الأعلى في نوفمبر عند عتبة 1.242 دولار أميركي إلى ما يعادل 500 دولار خلال ساعات- سيزيد من صعوبة الحصول على قبول الشركات الكبيرة الجادة.

وبالتالي أعتقد أن «بتكوين» ستواجه تحديات خطيرة على المستوى البعيد على الرغم من قناعتي في قدرة العملات الإلكترونية على حجز مكان لها في الاقتصاد عبر هيكليات فكرية جيدة تربط القيمة بأصول حقيقية. مما لا ريب فيه أن العديد من البنوك المركزية قد سببت الفوضى باستخدام نقودها الورقية بعيداً عن الواقع، ومن البديهي بمكان أن أداء القطاع الخاص في مجال تداول العملات أفضل من أداء القطاع الحكومي في نفس المجال. وهو ما يتميز فيه القطاع الخاص في كل المجالات، فلم لا يتميز هنا أيضاً؟

يجب أن يتم تنظيم كل ما يمكن تنظيمه في الفضاء المالي. يجب أن نعتاد على ذلك! وهذا ما ينطبق بدوره على العملات الرقمية، لأن التنظيم هنا ربما يكون تذكرتها إلى القبول بها وبالتالي إلى النجاح ولا يجب النظر إليها بنظرة سلبية فقط.

لا تزال بتكوين عنصراً صغيراً في النظام الاقتصادي ولن تشكل تهديداً حقيقياً في وقت قريب للنماذج الأخرى المتأصلة، لكنها في حال عملت ليوم واحد متجاوزة المسائل التنظيمية، حينها سيتم تبنيها.

تستخدم «بتكوين» بشكل رئيسي العمال المهاجرين في تحويل الأموال إلى بلدانهم، وبالتالي فهي هنا تخدم أغراضاً نبيلة وليس فقط الأغراض الأيديولوجية وهو شيء واعد.

يشكل التقلب الهائل وهيكل الملكية الغامض خطراً على كل مستخدمي بتكوين بلا شك. وأعتقد بظهور نماذج جديدة أفضل تتطور مع مرور الوقت حيث من النادر أن يكون أول المتحركين هو الرابح الوحيد، وبالنظر إلى نقاط الضعف المذكورة ها هنا أعتقد بوجود فرص كبيرة للتحسن والتطور.  

توجد حالياً ما يقارب 80 مبادرة مشابهة معروفة وبالطبع سيفشل معظمها، لكني أعرف شخصياً حيال مشروعين برسم التصميم، وأعتقد أنهما مصممان بشكل أفضل مما يخولهما الحصول على توزيع سريع ما يؤدي بدوره إلى قدرتهما على منافسة بتكوين، لقد عاهدت نفسي أني سأكون عند اطلاقهما أقل قلقاً وبالتالي سيتعرف قراء هذه اليومية الإلكترونية عليهما أولاً بأول لذا تابعوا هذه اليومية دائماً!

لا يقدم بنك ساكسو خدمة التداول باستخدام بتكوين بسبب المخاوف التي ذكرت هنا، لكننا ندرس فضاء العملات الرقمية في قادم الأيام، لذلك ربما نقوم بتغيير هذا في مرحلة قادمة.

* الرئيس التنفيذي المشارك والمؤسس المساهم لبنك

ساكسو أي/ إس  

back to top