أسرار «السراج المنير»... و«الإخوان»!

تقاعدت في عام 2010 تقاعداً مبكراً وعمري خمسون عاماً، بعد أن عملت معلماً ورئيساً لقسم التربية الإسلامية في إحدى مدارس وزارة التربية.

بعد مضي عام على تقاعدي «اشتقت» كثيراً إلى التدريس، فقدمت أوراقي في نوفمبر 2011 إلى إدارة السراج المنير التابعة لوزارة الأوقاف للعمل معلماً في نادي السراج المنير، لكن للأسف لم يقبلوني.

في عام 2012م قدمت أوراقي للمرة الثانية والثالثة وأيضاً لم يقبلوني! في المرة الرابعة تدخل الوكيل المساعد في الأوقاف فريد عمادي وزميله الوكيل المساعد عبدالله مهدي البراك وطلبا من مدير السراج المنير أن يقابلني، وفي فبراير 2013م قابلت المدير وأخبرني أن العمل في السراج المنير يتطلب اجتياز اختبار شفوي قرآن كريم، واختبار تحريري، والمقابلة الشخصية.

في مارس 2013 اجتزت اختبار القرآن الكريم الشفوي بنجاح وفي يونيو 2013 اجتزت الاختبار التحريري بنجاح، وفي صباح يوم الثلاثاء الموافق 8/10/2013م ذهبت إلى إدارة السراج المنير حسب الموعد المحدد لإجراء المقابلة الشخصية، كانت اللجنة مكونة من 4 رجال و3 نساء!

في البداية عرفت اللجنة بنفسي، ثم قدمت تحضير ثلاثة دروس في الفقه والسيرة والسراج، إضافة إلى كتيب «رسالة المعلم داخل الفصل» من إعدادي إلى المدير الذي طلب مني أن أشرح درس صلاة العيدين للطلبة، شرحت الدرس، ثم سألني بعض الأسئلة أجبت عنها باقتدار.

في تمام الساعة الخامسة مساء جاءتني مكالمة هاتفية من موظف يعمل في إدارة السراج المنير عرفني بنفسه، وأخبرني بأني لم أجتز المقابلة الشخصية حسب رأي اللجنة الموقرة للأسباب التالية:

1 - شرحت الدرس جالساً.

2 - عدم التعريف بنفسي للطلاب.

3 - لم أستخدم نشاطاً استهلالياً (تمهيد).

4 - لم أستخدم وسيلة تعليمية.

5 - لم أحضر معي محفزات للطلبة (كاكاو).

قلت للموظف: لقد فهمت من كلام مدير اللجنة كيف أشرح الدرس للطلبة أثناء الحصة، ولم أفهم أنه يقصد أن أعمل مشهداً تمثيلياً، وأتخيل نفسي أنني أشرح الدرس أمام الطلاب في الفصل!

• ثم لماذا لم يطلب مني أن أشرح الدرس واقفاً؟

• ولماذا لم يطلب مني استخدام السبورة التي لم أشاهدها على الحائط لأنها كانت خلفي أثناء جلوسي!

• أما عن عدم استخدامي وسائل تعليمية في شرحي لدرس صلاة العيدين، لأن هذا الدرس يؤدى عملياً في مصلى المدرسة وهذه أفضل وسيلة لشرح الدرس.

• وعن عدم إحضاري محفزات للطلبة... بعد سؤالي الموظف عن المقصود بالمحفزات؟

أجابني: هي عبارة عن «كاكاو» وجوائز يجب إحضارها معك أثناء المقابلة الشخصية لتقديمها إلى الطلبة «وينهم»؟!

معالي الوزير الموقر لقد صدمت من قرار اللجنة «الجائر» لأني لم أتوقع منهم عدم قبولي خاصة بعد اجتيازي اختبار القرآن الكريم والاختبار التحريري بنجاح.

فهل يُعقل أن أنجح في الصعب وأرسب في السهل؟! فهموني يا لجنة؟

معلم مثلي صاحب خبرة طويلة 30 سنة منها 18 سنة رئيسا لقسم التربية الإسلامية في المرحلة المتوسطة، شرحت أثناء خدمتي (5250) حصة تقريباً! كل هذه الحصص التي شرحتها لا تؤهلني لأصبح معلماً مبدعاً؟

كما أني أشرفت على عدد كبير من المعلمين، سبعة منهم صاروا رؤساء أقسام، إضافة إلى معلمين اثنين يعملان حاليا في نادي السراج المنير، كنت أشرف عليهما عندما كانا يعملان معي في المدرسة.

إذا كنت لا أصلح للتدريس يا لجنة، فأين الموجهون ومديرو المدارس في وزارة التربية عني طوال الـ30 سنة التي عملت فيها؟

ولماذا عُيّنتُ رئيسا لقسم التربية الإسلامية؟ أفهم من كلام اللجنة أن معلمي وزارة التربية لا يصلحون للتدريس في نادي السراج المنير وإلا ما السر في عدم قبولي؟

قالوا في الأمثال: إذا عرف السبب بطل العجب... الكل يعرف القاصي والداني أن البعض في إدارة السراج المنير يتبع حزب الإخوان المسلمين! وبما أني «حر» لا أتبع أي حزب فمن الصعب جداً أن يقبلوني خوفاً مني على إفشاء أسرار السراج حسب ما ذكر في كتابهم كيف تصبح معلماً مبدعاً؟

لذا أناشدك يا معالي الوزير إجراء تحقيق فوري في شكواي، وعمل تدوير لقيادات السراج المنير كسراً للاحتكار.