«وأسدل الستار»
أرقام التصويت بالخارج أثبتت نجاح المقاطعة، فعدد من صوتوا في الخارج 133 ألفاً من المسجلين في قوائم الانتخاب مقارنة بـ349 ألفاً في 2012 لأن هناك 180 ألفاً شاركوا من غير المسجلين (لم يسمح لهم بالمشاركة في 2012). هذا ما أعلنه رسميا أمين عام لجنة الانتخابات الرئاسية في بيانه الصحافي.
بعد أن انتهت مرحلة الانتخابات الرئاسية وتوقف القطار في محطته الأخيرة، ولم يعد متبقياً سوى إعلان اسم الفائز الذي يعرفه الجميع... لم تكن القضية الرئيسة للإعلام المصري من يفوز؟ ولكن كم عدد المشاركين؟ وهل تجاوزوا من شارك في 2012؟ وكم عدد الأصوات التي سينالها الفائز؟ وهل زادت عما ناله مرسي أم لا؟ وما عدد أصوات حمدين؟ وهل اختلفت عن 2012؟هكذا ببساطة شديدة أفرغ النظام وإعلامه العملية الديمقراطية من حقيقتها وجوهرها وحولها إلى مسألة حسابية تقارن بين 2012 و2014، وأخذت هذه المقارنات أكبر مساحة من الأحاديث والمناقشات والمقالات طوال الأسبوع الماضي، وسنترك لهم الغوص على شاطئ الديمقراطية ليقنعوا أنفسهم بقدرتهم الزائفة على السباحة، ونتحدث عن بعض الحقائق:• تأييد السيد حمدين لانقلاب 3-7 (عذراً لمن يصاب بالحساسية من الكلمة) وحديثه أن السيسي منقذ مصر وقائدها ثم ترشحه بعد ذلك، ورفضه للسيسي رئيسا، أفقده الكثير من المصداقية، وبدا كمن يحاول أن يقوم بانقلاب على الانقلاب.• الأحاديث المسجلة ورغم المونتاج للمرشح الرئاسي (لم يعلن رئيساً بعد) السيسي لم تنجح في إخفاء سرعة غضبه ونهره للمحاور أكثر من مرة؛ مما عكس طبيعته العسكرية التي لا تتفق كثيرا مع الحوار والنقاش، ومع الديمقراطية التي بشر بها بعد 25 عاما. • لأول مرة على مستوى العالم كله يفوز مرشح في انتخابات ديمقراطية تنافسية، بدون برنامج.• المقاطعة: في جولة الإعادة في 2012 (جولة عصير الليمون) كانت المقاطعة خيارا وطنيا، ومن يقاطع فهو شريف مخلص، واليوم المقاطعة خيانة، ومن يقاطع فهو عميل إرهابي... هكذا تدور الأيام.• أكدت الانتخابات ما سبق أن ذكرناه من أنها ستزيد الانقسام السياسي، ولن يقل ولم تنجح المجموعة الوسطى (من ترى 3-7 انقلابا تمت شرعنته بالانتخابات) في التوفيق بين من يراه انقلابا واغتصابا للسلطة، ومن يؤمن بأنه إرادة شعبية وعودة لصاحب السلطة.• لهواة الأرقام: أرقام التصويت بالخارج أثبتت- خلافا للادعاء الإعلامي الحكومي- نجاح المقاطعة، فعدد من صوتوا في الخارج 133 ألفاً من المسجلين في قوائم الانتخاب مقارنة بـ349 ألفاً في 2012 لأن هناك 180 ألفاً شاركوا من غير المسجلين (لم يسمح لهم بالمشاركة في 2012). هذا ما أعلنه رسميا أمين عام لجنة الانتخابات الرئاسية في بيانه الصحافي.وفي النهاية نطرح سؤالا في صورة أمنية: هل ستنجح الانتخابات ونتيجتها في منح الانقلابيين ولو القليل من الثقة ليغمدوا سيف العمالة والتخوين والإرهاب المشهر في وجه المعارضة، خاصة مع تزايد أعدادها بانضمام أنصار المرشح الخاسر أم لا؟سؤال نجيب عنه في المقال القادم إن شاء الله.