«بومبي» تُلهم عدداً كبيراً من المخرجين

نشر في 25-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 25-02-2014 | 00:01
No Image Caption
لا يجيد بعض المخرجين التمييز بين القصة الجيدة وحفرة في الأرض. لكن وجد عدد كبير من صانعي الأفلام سيناريو جيداً داخل حفرة في الأرض. نعني تحديداً فوهة البركان المحمومة على جبل فيزوف، فقد انفجر البركان في سنة 79 ميلادية وأحرق مدينة بومبي الرومانية ومنح المنطقة شكلاً من الخلود الفوري، ولا شك في أن آلاف الأشخاص كانوا يفضلون عدم وقوع تلك الحادثة.
يُضاف عملان إلى اللائحة الطويلة التي تشمل أفلاماً عن بومبي: فيلم المغامرة المتطور تقنياً Pompeii للمخرج بول أندرسون، يُعرض بتقنية ثلاثية الأبعاد من بطولة كيت هارينغتون وإيميلي براونينغ وأديوال أكينوي أجباج وكيفر ساذرلاند. كذلك، أصدر الأشخاص الذين أنتجوا فيلم Sharknado فيلم Apocalypse Pompeii على أقراص مدمجة وفيديوهات على الطلب، وهو يعرض نسخة معاصرة من كارثة انفجار بركان غير خامد. اركضوا لإنقاذ حياتكم!

هذه النزعة لافتة بالنسبة إلى كارثة حصلت منذ ألفي سنة تقريباً وتركت وراءها مدينة مجمّدة في لحظة الموت، فقد اشتعل السكان خلال حريق سريع وقوي لدرجة أن الناس لم يملكوا الوقت للتحرك ولم يفكروا أصلاً بضرورة التحرك (رغم الهزات الأرضية، وغيوم الدخان المنبثقة من الأرض، ورائحة الكبريت في الماء، والأغنام النافقة على التلال قبل أيام من الانفجار). في فيلم Apocalypse Pompeii، يحذر الممثل المخضرم جون ريس ديفيس من أن {بومبي ستغرق تحت حمم على عمق 60 قدماً خلال أربع ساعات}، لكن لم تغرق بومبي القديمة مطلقاً في الحمم البركانية. كان تدفق الحمم البركانية هو الذي سبّب الدمار التام (صخور مفتتة وغازات حارقة على نحو لا يتصوره عقل).

قالت جانيت سكوت باتشلر التي كتبت مع زوجها {لي} ومايكل روبرت جونسون وجوليان فيلوز (Downton Abbey) سيناريو فيلم Pompeii: {بات الناس يعرفون معنى تدفق الحمم البركانية منذ اعتداءات 11 سبتمبر. حين شاهدنا انهيار البرجين وغيوم الدخان العملاقة وهي تطارد الناس في الشوارع، كان المشهد أشبه بتدفق الحمم البركانية (لكن بنسخة باردة). بلغت حرارة التدفق في بومبي ألف درجة، فتجمّد الناس في تلك اللحظة وتابعوا ما يفعلونه مثل معانقة أولادهم».

في الفيلم، يكون ميلو (هارينغتون من فيلم Game of Thrones) عضواً في قبيلة سلتيك ويصبح عبداً رومانياً وملاكماً. كان قد شاهد عائلته تُقتَل على يد الروماني الشرير كورفوس (ساذرلاند). بعد جلب ميلو إلى بومبي، تبدو المعركة مع المحارب الجبار أتيكوس (أكينوي أجباج) حتمية. قد لا يتمتع ميلو بنفوذ سياسي لكنّ عضلاته رائعة وهي كفيلة بجذب انتباه الجميلة كاسيا (براونينغ)، ابنة الثنائي الأول في بومبي (جاريد هاريس وكاري آن موس)، وسيدة شابة يريد كورفوس الزواج بها. الساحة معدّة للسيوف والصنادل والقتال!

نهاية مبهرة

تماماً مثل فيلم Titanic، لا يمكن أن تكون نهاية قصة {بومبي} مفاجئة. لكن يمكن اعتبار النهاية مبهرة.

قال المخرج أندرسون الذي نشأ في شمال إنكلترا، بالقرب من سور هادريان، وجعل دراسة الثقافة الرومانية جزءاً كبيراً من طفولته: {فكرنا بأهمية الدقة التاريخية لأن التاريخ مذهل فعلاً في هذه الحالة. كلما فكرتُ بصنع هذا الفيلم وبما حدث حين انفجر البركان، كنت أدرك أن التفاصيل الحقيقية تبدو استثنائية لدرجة أننا لا نحتاج إلى المبالغة في الأحداث}.

سُجّل تدمير بومبي على يد المؤرخ الروماني بليني الأصغر الذي كان في خليج نابولي حين حصل الانفجار. (توفي عمه بليني الأكبر على الأرجح بسبب تنشق الدخان حين كان يحاول إنقاذ أصدقائه بالمركب في بومبي). لكن لطالما حصل المخرجون على مساحة لابتكار الأحداث في الفترة التي سبقت الانفجار.

قالت جانيت سكوت باتشلر: {قررنا تنفيذ العمل بطريقتنا الخاصة، لذا غصنا في عدد من الوثائق القديمة المترجَمة. ثمة سجلات عما كانت بومبي عليه (كانت تشمل ثاني أكبر مدرج وأهم ساحة ملاكمة بعد روما). كانت مدينة ذهبية وأشبه بخليط بين لاس فيغاس وبيفرلي هيلز}.

حين اجتمعوا لكتابة مشهد الحفلة، اضطروا إلى القيام بأبحاث طوال أيام لمعرفة الأطباق التي كانوا يقدمونها. تضيف باتشلر: {اكتشفنا أن حيوان الزغبة المغطّس بالعسل كان طعاماً شهياً في تلك الحقبة. حين قرأتُ المعلومة، اندهشت وقلت في نفسي: { إنه أمر مقزز...}.

أكد لي باتشلر على أنهم كانوا يبحثون عن {تاريخ من دون درس تاريخي}: {كتب بليني أن جميع المياه سُحبت إلى خارج الميناء بسبب النشاط الزلزالي تحت البحر، وهذا ما حصل في أندونيسيا وخلال التسونامي في تايلاند. فقد سُحبت المياه ثم عادت على شكل موجة عملاقة. رُصدت أيضاً موجة من الرماد الساخن والسام على طول الجبل وبلغت سرعتها 450 ميلاً في الساعة. كانت الجسيمات سميكة لدرجة أننا لا نستطيع رؤية شيء من خلالها. لقد كان ذلك البركان كارثياً لدرجة أن التسونامي يبدو ضئيلاً مقارنةً به}.

ولماذا لم يهرب أحد؟

أجابت جانيت سكوت باتشلر: {لم يعلم أحد بأن البركان سينفجر. لم يعلموا أنهم أمام مؤشرات تحذيرية. الأمر يشبه ما يحصل هنا في جنوب كاليفورنيا. الهزات الأرضية تحدث دوماً. لكننا لا نظن أنها هزة مدمرة. ولا نظن أنها {نهاية العالم}!

back to top