تعلُّم الرياضيات يبدأ في الطفولة

نشر في 20-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-03-2014 | 00:01
No Image Caption
يبدأ فهم الرياضيات مع اكتشاف الولد العالم الحسي المحيط به، لأن الرياضيات لا تقتصر على الأرقام، بل تشمل أيضاً تمييز الأنماط، والإدراك المكاني، والقدرة على التخمين والتقسيم. وتشكل أسساً يبدأ الولد بتعلمها وهو لا يزال طفلاً.
يتعلم الطفل تمييز أنماط الوجه ومعرفة متى يكون كل من أمه وأبيه سعيدين. كذلك يطوّر القدرة على فهم الأنماط خلال الروتين اليومي، مثل تناول الطعام، النوم... ويكوّن الطفل فهماً للعلاقات المكانية بتعلم تحريك جسمه ومراقبة المحيطين به. بالاستعانة بطبيعة طفلك وميوله الحسية، يمكنك تشجيع نموه الرياضي إلى أن يدخل المدرسة.

بصر

يتفاعل الولد الذي يتمتع بحاسة بصر قوية على نحو جيد مع كتب العد، بطاقات الأرقام، وألعاب العدّ. كذلك يتمتع بميل طبيعي لمقارنة الأشياء بصرياً، مثل وضع السيارات الزرقاء كافة معاً في صف واحد. لذلك علميه أساليب التصنيف الحسية الأخرى، مثل الأشكال، أو الأصوات التي تصدر عن بعض الحيوانات أو الأشياء، أو الهدف من غرض ما. بالسماح له بمساعدتك في تحضير طاولة الطعام، تعلمينه القسمة (توزيع ستة أطباق على الطاولة) والإدراك المكاني. بالإضافة إلى ذلك، تستطيعين مساعدة هذا النوع من الأولاد على تطوير مهاراته في تمييز الأنماط برسم نمط أو تحديده والطلب منه تقليده. وهكذا تساعدينه على تعلّم أن ثمة طرقاً مختلفة لرؤية حتى أبسط الأنماط.

لمس

يتفاعل الولد الذي تكون حاسة اللمس لديه الأقوى بفاعلية أكبر مع ما يمكنه الإحساس به أو القيام به. لذلك تساعده لعب، مثل لعبة مربعات الأرقام التي تُرسم على الأرض، في حفظ الأرقام. كذلك أوكلي إلى ولدك مهمة توزيع الأغراض على أفراد العائلة وهو يعدّ. وهكذا تعلمينه مفهوم المشاطرة والقسمة أيضاً. على سبيل المثال، عليه توزيع ست برتقالات على ستة أشخاص أو برتقالتين مقسمتين إلى نصفين على أربعة أشخاص. وعند ترتيب غرفة اللعب، ساعديه على تمييز الأنماط بجمع الشاحنات كافة مثلاً في سلة واحدة أو وضع الأثواب الحمراء معاً. بالإضافة إلى ذلك، تساهم لعبة الليغو، المكعبات الخشبية، وإعادة ترتيب أثاث منزل الدمية في تعليم الولد مهارات رياضية مثل تمييز المساحة، الأنماط، والأشكال.

يتفاعل الولد الذي يملك حاسة ذوق أو شم قوية مع الطعام. فيتعلم المقاييس عندما يساعدك في إعداد الطعام. كذلك يستطيع تطوير الإدراك المكاني بتوزيع الكعك في صينية الخبز. ويمكنكما دراسة القسمة بتقطيع عدد من الأطعمة ومشاركته فيها. تشكّل المناسبات العائلية أيضاً وقتاً مميزاً يتيح له ممارسة مهاراته في عالم الأرقام. يمكنك أن تطلبي منه تحديد عدد الأشخاص الذين سيجلسون إلى الطاولة أو الذين يرتدون سترة بيضاء. ويكمن مفتاح النجاح في تنظيم النشاط بطريقة تعزز الروابط العائلية وتجعله ممتعاً لولدك الذي تكون حاسة الذوق أو الشم لديه الأقوى. قد تلاحظين أنه يواجه صعوبة في استخدام الأرقام بدل الأسماء لتحديد الأشخاص والأشياء. لكن هذا النوع من الأولاد يحتاج إلى أن ينمي قدرة بالغة الأهمية: القدرة على فصل المشاعر عن الأنماط.

سمع

يبحث الولد الذي يتمتع بحاسة سمع قوية عن الأنماط تلقائياً: الأنماط في السلوك، الأصوات، والعالم عموماً. وبما أنه يتميز بسرعة نبرة الصوت وعلوه، يستطيع الأهل استغلال هذا الميل لمساعدته في تعلم القسمة والدرجات. على سبيل المثال، “كان صوت فريد يبدو بعيداً بعض الشيء” أو “كان الكلب ينبح بصوت مرتفع”. يمكنك تدريجاً إضافة الأرقام لتحديد “بعض الشيء” أو “مرتفع”. كذلك تساعده العبارات المقفاة في تعلم الأعداد وطريقة العدّ الأساسية، وتسهّل عليه بعض النشاطات الجسدية، مثل لعبة مربعات الأرقام، في تطوير الإدراك المكاني للأرقام.

أطلقي العنان لمخيلتك وأنت تلعبين مع أولادك، واعتمدي على حواسهم الأقوى. وهكذا تحرصين على تطوير مهاراتهم الرياضية، وتبتكرين في الوقت عينه جواً ممتعاً من اللعب والتعلم يسهّل عليهم تقبّل البيئة المدرسية لاحقاً.

back to top