رغم المفاوضات النووية... إيران تواصل التخريب

نشر في 10-01-2014
آخر تحديث 10-01-2014 | 00:01
من الواضح أن عملية التخريب الإيرانية ليست مجرد جهد يهدف إلى تحسين الديمقراطية في البحرين، فهي، ضمن أشياء أخرى، جهد يرمي إلى إبلاغ دول الخليج العربية أن طهران تستطيع جعل حياة تلك الدول صعبة وبائسة إذا استمرت في معارضة سياساتها.
 ويكلي ستاندرد تكافح إدارة أوباما بقوة من أجل منع الكونغرس من تبني تشريع جديد يفرض عقوبات على إيران، من المقرر له أن يدخل حيز التنفيذ بعد سنة من الآن في حال فشلت المفاوضات النووية معها أو إذا أخلت بالتزاماتها فقط، ويبدو أن تبني مثل ذلك التشريع سوف يثير غضب النظام الإيراني وسوف يتناقض مع روح المحادثات، أو أي شيء من هذا القبيل.

ولكن بينما يُطلب منّا التقدم بحذر شديد حتى لا نزعج إيران، فإنها تواصل عمليات تخريب في الدول المجاورة لها، وهي لا تتقبل فكرة التوقف عن شحن السلاح بسبب وجود محادثات، وسورية قضية جلية في هذا الصدد، ولكن لدينا الآن حالة أخرى تتمثل في مملكة البحرين، حيث اكتشفت السلطات في الأسبوع الماضي "متفجرات بلاستيكية وصواعق وقنابل وبنادق آلية وذخيرة تم العثور عليها في أحد المستودعات وعلى متن زورق تم رصده أثناء توجهه إلى تلك الدولة".

ولكي نكون أكثر دقة، فقد تحدثت "وكالة أنباء الخليج" عن اكتشاف متفجرات إيرانية الصنع، وصواعق من صنع سورية، وبنادق كلاشينكوف، ومتفجرات "سي– 4"، وقنابل يدوية، وبنادق آلية، وألواح كهربائية تستخدم في صنع القنابل، ومتفجرات مضادة للدروع، ومواد "تي إن تي" إضافة إلى كميات كبيرة من المواد الأخرى التي تستخدم في صنع القنابل. هل هذه مجرد دعاية من جانب حكومة البحرين؟ لا، فقد تحققت عن طريق السلطات الأميركية وتأكدت من صحة تلك التقارير.

يشكل هذه طبعاً مصدر قلق بالغ بالنسبة إلى البحرين لأن حملة إيرانية للتخريب والإرهاب يمكن أن تجعل من تلك الدولة الصغيرة ساحة حرب. وقد كتبت مرات عديدة على هذا الموقع حول الحاجة إلى تحقيق تقدم في المفاوضات بين العائلة المالكة والأكثرية الشيعية- الحديثة العهد هنا- ولكن من الواضح أن عملية التخريب الإيرانية ليست مجرد جهد يهدف إلى تحسين الديمقراطية في البحرين، فهي، ضمن أشياء أخرى، جهد يرمي إلى إبلاغ دول الخليج العربية أن طهران تستطيع جعل حياة تلك الدول صعبة وبائسة اذا استمرت في معارضة سياساتها.

واللافت أنه في اللحظة التي كانت إدارة أوباما تدعو الكونغرس إلى توخي الحذر الشديد في سلوكه وتصرفاته كان النظام الايراني غير خائف ولا متردد إزاء الانهماك في هذا التخريب. ولابد أن إيران حسبت أن إدارة أوباما ملتزمة تماماً إزاء تلك المحادثات النووية والرواية المتعلقة بالرئيس روحاني من حيث كونه معتدلاً، ويتعين علينا مساعدته على النجاح، وأنه ما من شيء يمكن القيام به سوف يؤثر في سياسة الإدارة... ومن المحزن، والخطير، أنهم يبدون على حق. ليس شحنات الأسلحة إلى البحرين، ولا شحنات السنة الماضية إلى اليمن، ولا المؤامرة المعروفة لقتل السفير السعودي في أحد مطاعم واشنطن- كل ذلك لم يترك أدنى أثر في سياسة الإدارة الأميركية.

ويساعد هذا في تفسير شعور العرب بالتوتر: لأنهم يرون أن الولايات المتحدة عازمة بشدة على تحقيق اتفاق نووي وراغبة في تجاهل كل شيء آخر يقوم النظام الايراني به. هذا مماثل لسياسة أوباما في سورية، حيث توصلنا إلى اتفاق حول الأسلحة الكيميائية يترك للأسد حرية قتل العدد الذي يريده من الناس من دون استخدام تلك الأسلحة.

وبعد سنتين من بدء الاحتجاجات في البحرين عمدت إيران إلى تحجيم إذاعة أنباء سيئة باللغة العربية، ولم تحاول تخريب تلك الدولة، وقد أبلغني بعض المسؤولين الأميركيين مراراً أنهم ببساطة لا يملكون أدلة على عمليات تخريب مسلحة. حسناً، نحن لدينا الدليل الآن. كيف ستكون ردة الفعل الأميركية؟

لا شيء، وهذه لحظة دقيقة وحساسة، ونحن لا نريد عرقلة المحادثات النووية، ويمكن للمرء تخيل ضحكات الرضا الناجمة عن ذلك الموقف في طهران، والخوف الذي تولده في عواصم مثل المنامة والرياض وأبو ظبي.

* إليوت أبرامز | Elliott Abrams

back to top