غزة تكشف الدجل مجدداً

لكن أين هذه الأنظمة الآن؟ وأين حماسها تجاه حماية الشعوب المظلومة كما تدّعي؟ ولماذا لا نرى حتى تصريحات منها تجاه الجرائم الصهيونية الأخيرة في غزة؟ ولا ننسى طبعا مجاميع تجهيز الغزاة لسورية انطلاقا من اعتبارات طائفية في حين نراهم الآن يكتفون فقط بالدعوة للدعاء لأهل غزة الذين يُقتلون على يد الصهاينة أعداء الأمة! وأين الجامعة العربية؟ ولماذا لا نرى لها اجتماعات حيال ما يجري في غزة في حين كانت تعقد الاجتماع تلو الاجتماع لبحث الأزمة السورية؟! كل هذا يعتبر دليلا آخر على دجل هذه الأنظمة وأن مواقفها (الإنسانية شكلا) تجاه سورية لم تكن لأجل حماية الشعب السوري ولا لأجل الحرية وحقوق الإنسان، بل كانت ضمن سياق مؤامرة كبرى يراد منها كسر شوكة المقاومة للكيان الصهيوني، وكانت سورية مجرد محطة ضمن تلك المؤامرة باعتبارها ركنا أساسيا في محور المقاومة ومشاركة بقوة في صنع انتصاراته.لكن الشعب السوري انتبه لحجم هذه المؤامرة مؤخراً وانعكس هذا الانتباه في حجم المشاركة والتصويت في الانتخابات الرئاسية السورية الأخيرة، واليوم بعد الأحداث الأخيرة في غزة فإن الشعب الفلسطيني أيضا يعي ما يحدث حوله من مؤامرة للقضاء على مقاومته عبر محاولة إشغال الأمة بمعارك طائفية طاحنة في حين يترك للصهاينة حرية التصرف وارتكاب المجازر كما يشاؤون، ولكن "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"، فها هو كيد الصهاينة يرتد إلى نحرهم بعد مفاجأة امتداد نطاق صواريخ المقاومة إلى تل أبيب وحيفا بينما كان يعتقد نتنياهو أن هذه الهجمة ستكون نزهة ومعركة محسومة بسهولة، ولعل هذا التغيير في معادلات القوة سيلقي بظلاله على طبيعة الصراع في المرحلة القادمة وبنحو يزيد من قوة محور المقاومة.