سماح أبوبكر : الكتابة للأطفال فن ومرح وحب

نشر في 22-05-2014 | 00:02
آخر تحديث 22-05-2014 | 00:02
No Image Caption
تعيش الكاتبة سماح أبو بكر قصة طفولة ممتدة على الورق حيث المرح والبهجة والمتعة، وأيضاً الصبر وسعة الصدر... وهي صفات لا بد من توافرها في كل من يكتب للطفل. تقول سماح إن الحكاية استهوتها منذ أعوامها الأولى على لسان جدتها. وعاماً بعد عام، ترسخت قيمة القصة في وجدانها فكانت تجمع أطفال العائلة وتحكي لهم {حدوتة}، وفي كل مرة تغير أحداثها، ولم تكن تدري أنها قد تكون بدايتها للكتابة...
إصدارات الأطفال قليلة رغم كثرة الأحاديث عن الطفولة، لماذا؟

لأن صدور مجلة للطفل يتطلب كوادر كثيرة من كتاب ورسامين ومصممي غرافيك، ولا بد من توافر عنصر الإبهار لاجتذاب الطفل وهو ما يتطلب نفقات كثيرة لا تتحمس لها مؤسسات صحافية كثيرة كونها قد لا تحقق الربح المرجو.  

يتهم البعض مناهج التعليم العربية بالقصور في كثير من موادها، خصوصاً الموجهة إلى الطفل، كيف ترين ذلك؟

التعليم القائم على التلقين لا يصنع طفلاً مبدعاً، واعياً واثقاً. وللأسف، تعتمد غالبية مناهج التعليم على التلقين، على الحفظ وليس الفهم والابتكار. لا بد من تطور منظومة التعليم لتواكب إدراك طفل اليوم وعوالمه الرحبة التي غزتها التكنولوجيا فصار منفتحاً على كل جديد.

ماذا عن أعمالك {توتة بدأت الحدوتة} و{أهلا بالربيع} و{كتاب العطاء الصامت} و{أشياء في حياة العلماء}، وما تقييمك لها؟

قدمت للأطفال أعمالاً كثيرة، منها درامية نلت عنها جوائز في مهرجانات دولية، فحصلت على الجائزة الذهبية في السيناريو لمسلسل {علاء الدين وكنز جدو أمين} الذي حصد أيضاً الجائزة الذهبية في مهرجان الإعلام العربي. كذلك اتجهت إلى التواصل مع الطفل عن طريق الكتاب، فأصدرت كتباً عدة تعرَّض كل منها لجانب من الجوانب التي تشكل عالمه، من بينها مجموعة قصصية كانت إصدار دار {أخبار اليوم} الأول وهي {توتة توتة بدأت الحدوتة}، وغيرها من قصص لاقت نجاحاً وقبولاً لدى الأطفال وشجعتني على تقديم المزيد.

نعاني ظاهرة التغريب والغزو الثقافي والفكري، كيف ترين تأثير ذلك على الطفل؟

صار العالم قرية صغيرة بفعل التطور التكنولوجي السريع، لذا علينا أن نولي الطفل اهتماماً كبيراً، فنقترب من عالمه ونشيد جسوراً من الثقة والتحاور بيننا وبينه كي لا يشعر بالغربة في مجتمعه، وكي لا تصبح وسائل الاتصال والتواصل المتعددة هي البديل عن الأسرة والمجتمع، فيستقي الطفل منها المعلومة ويتفاعل معها.

هل ثمة اختلاف بين تناول كل من الرجل والمرأة لكتابات الطفل؟

لا فرق بين الرجل والمرأة في مخاطبة الطفل، الفيصل هو من يستطيع أن يفك شفرة عالمه الساحر ويصل بالتالي إلى مفرداته ويؤثر في وجدانه. أشهر من كتب للأطفال هانز كريستيان أندرسن، كان رجلاً لكنه استطاع أن يقتحم عالم الطفل المدهش ويسكن عقل وقلب كل من يلمس حروفه الساحرة.

كيف ترين كتابات الأطفال في العالم العربي وهل هي حقاً دون المستوى المطلوب؟

في العالم العربي كتَّاب كثر يملكون خيالاً مدهشاً، ورسامون يتميزون بخطوطهم المتفردة وألوانهم الساحرة الجاذبة، ينقصهم من يتحمس لنشر أعمالهم لتجد طريقها إلى الطفل المستهدف.

بمن تأثرتِ في كتاباتك؟

الكتاب أقرب أصدقائي، قال عنه الشاعر الذي ملأ الدنيا وشغل الناس المتنبي {أعز مكان في الدُنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب}.  عشقي للشعر العربي القديم وكتب التراث العربي، دفعني إلى تقديم باب شهري في مجلة {العربي الصغير} الكويتية بعنوان {أصدقاء من ورق}، حيث أعرض في كل عدد لكتاب من كتب التراث التي شكلت حضارة الشرق. كذلك قرأت معظم روايات الأدب الفرنسي كون دراستي فرنسية، وتابعت ايضاً الأدب الروسي لعمقه وشجنه.

ما هي أهم المشاكل التي تواجه الثقافة العربية؟

قلة الاهتمام بالكتاب هي المشكلة الكبرى التي تواجه الثقافة العربية والأدباء. صار الكتاب الإكتروني بديلاً عن الورقي والتهمت وسائل الاتصال الحديثة من {تويتر} و{فيسبوك} معظم الوقت وصار الكتاب مهمشاً، يعاني الوحدة والغربة.

كيف ترين مستقبل الكتابة للطفل في عالمنا العربي؟

لدي أمل بعودة الكتاب إلى عرشه. اللافت أن أقلاماً شابة كثيرة بدأت تقدم فكراً مواكباً للعصر. ومن خلال تفاعلي مع الأطفال سواء عبر الصفحة التي أحررها أو ورش الحكي التي شاركت فيها في معارض الكتب الدولية كمعرض الكويت للكتاب ومعرض الدار البيضاء للكتاب، لمست اهتمامهم بالكتاب، شريطة أن يحترم عقلهم ويخاطبهم بأسلوب بسيط وراق في آن.

ما جديدك في الفترة المقبلة؟

تصدر لي مجموعة قصصية للطفل بعنوان {جواد الحلم} عن منشورات وزارة الثقافة في المملكة المغربية.

back to top