مواطن غلبان!

نشر في 21-12-2013
آخر تحديث 21-12-2013 | 00:01
 عوض مسعود الزهراني - توقظه زوجته الساعة الثالثة فجراً "ليصلي ركعتين لله"، ويدعوه عز وجل أن يعينه في المعاملة التي يراجع بشأنها دائرة حكومية!

– يخرج من بيته قبل بداية الدوام الرسمي بساعة ونصف الساعة، ليكون من أوائل المراجعين في الطابور عند باب الدائرة!

– خلال الانتظار يعيد قراءة "المعروض" الذي كتبه، و"يستجمع بعض كلمات المدح والثناء" على الموظفين الذين سيستقبلون المراجعين، ويترك الحديث الجانبي مع المراجعين "حتى ما يلخبط بالمدح"!

– عند دخوله للدائرة "يكذب" لإنهاء معاملته "يُخاطب الموظف قائلاً: يا حبيبنا... الله يحفظك... ويزوجك... ترى وجهك طيب"... والصحيح أنه ليس بحاجة إلى كل هذا... ولكن!

– يرد عليه الموظف "بنص عين، وإصبع سبابة" قائلاً: "خليها عندنا نوقعها من المدير، وتعال بعد يومين"... توقيع المدير يحتاج يومين؟ ربما!

– يخرج المراجع يُفتِّش بهاتفه الجوال يبحث عن أحد معارفه وأقاربه ليسأله: "تعرف أحداً في الدائرة الفلانية... تكفى أبي فزعتك"... والمصادفة أنه لا يتوصل إلى أحد!

– يعود بعد يومين إلى نفس الموظف "أبو سبابة" ويسترسل في المديح والثناء ويسأله عن المعاملة... يرد الموظف قائلاً: "الأوراق غلط اللي أنت عبّيتها لازم تعيدها... يا عم"!

– والصحيح أن معاملته انْكَب عليها الفول والطحينة عند فطور الموظفين على مكتب خوينَا "أبو سبابة"!

– يولول العم، ويندب حظه لأنه اضطر إلى مراجعة هذه الدائرة، ولكن لا يستطيع الاعتراض... يُكمل أوراقه ويعود مجدداً، والمصادفة أن الموظف "أبو سبابة" هو مَن يقابله مرة ثانية!

– لذا اضطر هذا المراجع "الغلبان" إلى إنزال إعلان في "تويتر" قائلاً: "مَن يعرف أحداً في الدائرة الفلانية عليه الاتصال بنَا على الرقم العلّاني... وسيحصل على مكافأة قدرها 10 آلاف ريال"!

– سؤال... هل نحن بحاجة إلى واسطة كي ننهي معاملاتنا في كثير من دوائرنا الحكومية... وهل نحتاج إلى "معارف" لتنفيذ طلباتنا التي كفلها لنا ديننا الإسلامي ونظامنا الإنساني، نحن بحاجة إلى نظام حكومي يحمي المواطن من تعسفات الموظف الحكومي... وأعتقد أن بعض دولنا الخليجية تشاطرني الرأي في سوء تعامل موظفيها الحكوميين!

* السعودية

back to top