عبدالمحسن الرفاعي... أبدع في الأغنية وأجاد في كتابة الأوبريتات (2-2)

نشر في 16-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 16-07-2014 | 00:01
صدر للشاعر عبدالمحسن الرفاعي ثلاثة دواوين شعرية: {الرفاعي}، و{الأيام}، و{ابتهالات}، وكان ينوي إصدار دواوين أخرى لكن القدر لم يمنحه فرصة.
للشاعر عبدالمحسن الرفاعي  مساهمات في المجال الشعري، وقدم الكثير خلال مشوار حياته الطويلة... فكان شاعراً نبطياً شعبياً وشاعر فصحى، وله اسهامات في هذا المجال... كذلك عرف عن الرفاعي تقديمه شعر المحاورة «القلطة» الذي ساعد على جمعه مع شعراء كبار في الكويت والخليج والجزيرة العربية... فالمحاورة الشعرية أو المساجلة أو «القلطة» من أجمل فنون الشعر النبطي، في الماضي، كانت تقام في الحفلات والأعراس والمناسبات، وتحظى، من دون غيرها، بالإقبال والتشجيع، لكنها بدأت تتلاشى، في الوقت الحاضر، لقلة من يجيدونها وعدم الإقبال عليها، فلا نكاد نسمعها إلا في برامج الأدب الشعبي الإذاعية.

بالإضافة إلى تألقه كشاعر باللهجة العامية، خصوصاً في كتابته الرائعة للأغنية الكويتية الشعبية، والمطورة في ألوان الشعر وفي مواضيع متنوعة مفيدة، كان له باع طويل في كتابة الشعر النبطي وفروعه المختلفة، وحقق لنفسه حضوراً متميزاً على الساحة الشعرية في الكويت.

الأغنية العاطفية

كتب عبدالمحسن الرفاعي أغان عاطفية غناها مطربون كويتيون وعرب من بينها: اسكتشات {بين الماضي والحاضر} أداه الفنان الممثل ابراهيم الصلال ومجموعة من المطربين، {صابحين صايمين} أداه الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، {قرقيعان}. ومونولوج غناه الفنان أحمد العامر، فضلاً عن أغانٍ  أداها مطربون من بينهم: عبدالمحسن المهنا، عوض دوخي، عبدالكريم عبدالقادر، عثمان السيد، عبدالحميد السيد، عباس البدري، غريد الشاطئ، مبارك المعتوق وحبيب فاضل، وغنت له المطربة عايشة المرطة {ولع القلب} من ألحان ابراهيم الصولة، سُجلت في ديسمبر 1974.

 تعاون فني

من كلمات عبدالمحسن الرفاعي  غنى الفنان القدير عوض دوخي  من ألحانه أغنية {يا قمر فيك اهدينا} وصوت {حاربت الكرى}، ومن المطربين العرب الذين غنوا من كلماته: الفنان الكبير عبدالحليم حافظ وهدى زايد. ومن الملحنين الذين تعاون معهم: عبدالرحمن البعيجان الذي لحن له قصائد كثيرة، عثمان السيد، ابراهيم الصولة، سعود الراشد، والمطرب والملحن عبدالله فضاله الذي ارتبط معه عبدالمحسن الرفاعي بعلاقة صداقة فضلا عن علاقة فنية متينة نتجت عنها أعمال فنية، وعندما توفي عبدالله فضاله في اكتوبر 1967 كتب الرفاعي عنه زهيرية قال فيها:

عبدالله العازف فقداناه يا عود

ما انت تونسنا لو طق لك طار

أبنعي فقيد الفن والدين مردود

يا الله عسى مثواه جنات الأبرار

لحن الملحن عبدالرزاق العدساني  من كلمات عبدالمحسن الرفاعي {أهلا} غناها المطرب مبارك المعتوق (1976)، {يا ملي قلبي} غناها عباس البدري، {مهما يطول هجرانك} غنتها خالدة من ألحان أحمد عبدالكريم، ومن ألحان مصطفى أحمد غنى له المطرب حبيب فاضل {الليالي تطوف} (1978).

كذلك سجل المطرب غريد الشاطئ أكثر من أغنية  من كلمات عبدالمحسن الرفاعي من بينها: {إلى وين أصبر على صدك} من ألحان فتى الصحراء (1976)، {ريم المطبة} من ألحان إبراهيم الصولة (1973).

{خليجية توعد}، آخر القصائد التي كتبها الشاعر عبدالمحسن الرفاعي (1998)، وهي غزلية.

تطرق الشاعر عبدالمحسن الرفاعي في شعره إلى قضايا متنوعة ومفيدة، وقدم الوان الشعر كافة، وأثرى الأغنية الكويتية بقصائد رائعة، من بينها أغنية رياضية من ألحان عثمان السيد وغناء صالح الحريبي، و{يا غاليين} من ألحان أحمد باقر وغناء غازي العطار.

وفاته

فقدت الساحة الثقافية والفنية الكويتية الشاعر عبدالمحسن سيد أحمد صالح الرفاعي يوم الجمعة  4 أكتوبر 2002، عن عمر يناهر 73 سنة، وتقديراً لمكانة هذا الشاعر أقامت له ديوانية شعراء النبط أمسية تأبينية في الأول من يناير 2003.

من أقواله

-  الشعر موهبة تحتاج إلى صقل كالقراءة والمطالعة وحفظ الشعر ومخالطة الشعراء.

-  الشاعر هو المتمسك بالشعر التقليدي وأصوله، سواء كان بالفصحى أو بالعامية، أي أن الأصول هي الأوزان والتقليد بها والرواية في بعض الأحيان.

-  أطالب بتشجيع مجلات الأدب الشعبي لأنها تعود بالفائدة على التراث الشعبي وتحميه.

-  الشعر الشعبي امتداد للغة العربية، وفي بعض الحالات أفضل الشعر النبطي على الشعر العربي الفصيح.

-  كثير من الأغاني الهابطة منتشرة بسبب الصوت الجميل والشهرة التي يتمتع بها الفنان الذي يؤديها.

-  من يكتب الشعر يجب أن تكون عنده خلفية ثقافية وقراءة واطلاع وحفظ الشعر لشعراء قدماء.

-  الشاعر المتمرس يكتشف البيت المكسور والصحيح، ويكتب ويعمل بحوراً جديدة من قصائد يكتبها.

-  لا فرق بين شاعر قديم وشاعر حديث باللهجة العامية، إلا أن ثمة شعراً قوياً وشعراً ضعيفاً، وهذا موجود لدى الشعراء الأوائل والمحدثين.

-  الموهبة ترافق الإنسان من صغر سنه وتنمو معه، فالإنسان إذا رافقته الرغبة والهواية والموهبة تكبر ويصبح شاعراً.

-  أتوقع لكل شاعر مبتدئ لديه الرغبة والعطاء وصقلهما بالقراءة والاطلاع والاستفادة من تجارب الشعراء الكبار أن يصل إلى ما يرنو إليه.

-  الشعر، أولاً وأخيراً، موهبة ثم رغبة في التعلم، ثمة عوامل عدة تصقل الشاعر المبتدئ هي: القراءة، الإطلاع، حفظ القصائد الجيدة، مجالسة الشعراء الذين لهم باع طويل في عالم الشعر.

-  في الحقيقة  أتأثر بكل ما هو جيد من الشعر ويعجبني الشاعر محمد بن لعبون.

-  في الواقع أن الشعر لا علاقة له بالدراسة ولا هو وراثة، إذا لم تكن ثمة موهبة.

back to top