«محطة الصبية»... خلية نحل تعمل تحت درجة حرارة 90
نجم لـ الجريدة.: لدينا خطة لإنتاج 20 ألف ميغاواط يومياً عام 2020
محطة توليد الطاقة وتقطير المياه في الصبية من أكبر المحطات بالكويت، ويجري العمل فيها وسط أجواء صعبة تصل فيها الحرارة إلى 90 درجة مئوية، فضلا عن بعد المكان عن المدينة، ومخاطر الطريق وموقع العمل، لكن العاملين فيها أكدوا، خلال زيارة "الجريدة"، أنهم يتحملون هذه المخاطر من أجل الكويت.
أكد مدير محطة الصبية لتوليد الطاقة وتقطير المياه المهندس محيي الدين نجم أن الحكومة الكويتية، ممثلة في وزارة الكهرباء والماء، لديها خطة إنتاجية للطاقة الكهربائية لتصل بحلول عام 2020 إلى 20 ألف ميغاواط يوميا.وقال نجم، خلال جولة لـ"الجريدة" في المحطة، إن خطة الوزارة للوصول إلى هذا المعدل تقوم على الدورة المشتركة في محطة الزور الجنوبية التي تنتج 370 ميغاواط، إضافة إلى وحدة في الصبية جار تنفيذها لإنتاج 500 ميغاواط، ستدخل الخدمة الصيف القادم، و500 أخرى جار إعداد أوراقها في الصبية ايضا، ووحدة جديدة في الزور الجنوبي يتم حاليا تنفيذها لإنتاج 500 ميغاواط.وأضاف: "لدينا كذلك 1500 ميغاواط ستنتج في محطة الخيران تدخل الخدمة 2018، والمرحلة الثانية للمحطة 1500 ميغاواط تدخل الخدمة في 2018، و1500 ميغاواط تنتجها الزور الشمالية، 600 في المرحلة الأولى تدخل الخدمة عام 2016 وتستكمل إلى أن تصل إلى 1500 ميغاواط في المرحلة الثانية عام 2017، والثالثة من 2017 إلى 2018، وتنتج 1500 ميغاواط".مشروع مستقبليوذكر نجم أن إنتاج محطة الصبية من الطاقة الكهربائية حاليا بلغ 4930 ميغاواط، وهناك مشروع آخر مستقبلي سيدخل 1000 ميغاواط، ليصل إجمالي إنتاج المحطة إلى 5930 ميغاواط الصيف المقبل.وبين أن "المحطة بها 6 وحدات، كل وحدة تنتج 225 ميغاواط، أي إن إجمالي الوحدات 1350 ميغاواط، وهي توربينات تعمل بالديزل أو الغاز الطبيعي، وذات دورة مشتركة، أي إننا ننتج من خلالها طاقة ببلاش عبر الاستفادة من حرارة العادم المرتفعة جدا، فننتج طاقة تبلغ نصف إنتاج الطاقة المنتجة من التوربينات الستة، والآن لدينا محطتان كبيرتان في الزور الجنوبية، إحداهما فرنسية والأخرى ألمانية، وتعملان بنظام الدورة المشتركة، إضافة إلى وحدتنا في الصبية وهي أميركية الصنع".وزاد ان وحدتي الزور الجنوبي تنتج إحداهما طاقة بمعدل 1500 ميغاواط، والأخرى 1200 ميغاواط، لافتا إلى أن الوحدة على شكل بلوك يحتوي على توربينين غازيين وآخر بخاري، وإنتاج التوربين البخاري يعادل نصف إنتاج الوحدات الغازية، وبالمجان من خلال استغلال حرارة العادم، وهذا شيء طيب نوفر به الوقود ونمنع التلوث".أزمة الكهرباءوأرجع نجم أسباب أزمة الكهرباء في البلاد إلى عوامل عدة، أهمها توقف الدولة عدة سنوات عن إنشاء مشاريع جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية مقابل نمو وتوسع في المناطق السكنية والسكان، والمشكلة الآن تكمن في الاستهلاك فنحن نستهلك بإسراف، حتى أن الكويت تعد أكبر الدول المستهلكة للكهرباء والماء، بينما هناك دول كبرى في المساحة استهلاكها يتساوى مع إنتاج الكهرباء في الكويت".وأضاف ان "وزارة الكهرباء والماء توقعت أن تصل نسبة الزيادة في استهلاك الكهرباء مع دخول هذا الصيف إلى 8 في المئة، لكننا فوجئنا بأن الزيادة بلغت 12 في المئة، فالاستهلاك العام الماضي في هذا التوقيت كان 7732 ميغاواط، واليوم بلغ 8560 ميغاواط، وهو ارتفاع كبير، لذلك ندعو المستهلكين إلى المحافظة على تلك النعمة بالترشيد".وأشار إلى أن "إنتاج محطة الصبية من المياه بلغ 100 مليون غالون إمبراطوري يوميا، وتحرص الوزارة على أن يكون المخزون المائي مرتفعا وترشيد المياه، ووضعت وزارتا الإسكان والأشغال مواصفات خاصة للمدن الجديدة، لكي تكون صديقة للطاقة من خلال استخدام مواد عازلة وموفرات تحافظ على الماء والكهرباء.وأوضح أن "الوزارة لديها فرق تزور المدارس والمساجد والمجمعات المختلفة خلال فصل الصيف، للتأكد من إغلاق المكيفات، ونشر التوعية، وإقامة المعارض المختلفة، ولقد لامست شخصيا أهمية تلك الزيارات عندما وجدت أطفالي يحرصون على إغلاق الأضواء التي لا حاجة لها".صيانة المحطة وأكد نجم أن "وزارة الكهرباء والماء حرصت خلال الفترة الماضية على تكثيف المشرفين على الصيانة من الشركات المصنعة للوحدات العاملة في المحطات، فعند صيانة وحدة صنعت في اليابان يشرف على صيانتها مشرفون يابانيون، حيث يقوم المشرف بإجراء الفحص للمعدة، ويعطيني توصيات أقوم بها".وزاد: "من خلال تلك التوجيهات دربنا شبابنا الكويتي والعاملين في المحطات من قبل هؤلاء المشرفين على صيانة المضخات والتوربينات والغلايات، بشكل صحيح بحسب المصنع، والحمد لله أداء الصيانة متطور"، مشيرا إلى أن المحطة تعاني مشكلة "الطمي" الذي يأتي من نهر في العراق، إضافة إلى أعمال الدفان الجارية بميناء مبارك.وبين أن "المحطة تقوم سنويا بأعمال توسعة لمدخلها الذي تستقبل منه المياه، ونخرج قرابة 700 ألف متر مكعب سنويا من الطمي، يتم التخلص منها في أماكن ردم، في حين أن هناك محطات أخرى تجري تعميقا لمدخل مياهها كل 6 سنوات".وأضاف: "نحرص على تعميق الممر المائي بالمحطة سنويا بواسطة معدات خاصة، لنصل إلى عمق 7.5 أمتار، لافتا إلى أن القيمة المالية للمتر تقدر بنحو 2.5 دينار، موضحا ان مشروع الربط الخليجي يعد من أكبر المشاريع التي استفادت منها الكويت ودول الخليج، فهو مشروع ناجح جدا بمختلف المقاييس.وتابع ان هناك ربطا بين السعودية ومصر حاليا، وهناك توجه لأن تربط مصر مع ليبيا والمغرب، وإن ربطت مع المغرب فستربط تلقائيا مع أوروبا وإن حدث ذلك فستصل كهرباء أوروبا إلى الكويت، وسيصبح العالم شبكة كهرباء واحدة.«الصبية» لديها أجهزة لقياس تلوث المياه والهواء «الإشعاعي»أكد المهندس نجم أن محطة الصبية مزودة بأجهزة لقياس نسبة التلوث في المياه والهواء بالمحطة، واذا حدث لا قدر الله تلوث نقوم على الفور بإيقاف الإنتاج من المياه.وأضاف: لدينا كذلك أجهزة خاصة بمعهد الأبحاث ووزارة الصحة لقياس التلوث بحرا وجوا، لافتا إلى أن الأمن والسلامة في مفاعل بوشهري النووي ضعيفان جدا، وحدثت عدة تسريبات، إلا انه لم يحدث أي تلوث في المياه.«بدل طريق» 650 ديناراً... وننتظر إنصافناقال نجم إن العاملين بالمحطة بعد تدريبهم يبحث أصحاب الكفاءة منهم عن الهجرة إلى أماكن عمل أفضل لهم في ظل عدم وجود عدالة بينهم وبين العاملين في النفط.وأشار إلى أن العاملين في النفط بالقرب من محطة الصبية يحصلون على بدل طريق قيمته 650 دينارا في حين أن العاملين في المحطة يحصلون على 65 دينارا، وهذه الأمور تجعل العمل في المحطة منفرا للشباب في ظل المجهود الكبير داخلها. وأضاف: الإحباط الأكبر لهم عندما رفضت وزارة الصحة تصنيف عملهم على أنه أعمال شاقة على الرغم من أن لدينا تقارير تؤكد أحقية العاملين في محطات الكهرباء لبدل الأعمال الشاقة لانهم يستحقونها، فهم يعملون في أجواء تصل درجة الحرارة إلى 90 درجة مئوية إضافة إلى المخاطر التي تحيط بهم.الطريق إلى المحطة يحصد أرواح عامليهاذكر نجم أن العاملين في المحطة يعانون سوء الطريق المؤدي إليها وبعده حتى أنه حصد الكثير من الأرواح بسبب الغبار والضباب وسير التريلات عليه مع بدء عمل ميناء مبارك، لافتا إلى أن هناك قرابة 8 أشخاص من العاملين في المحطة لقوا مصرعهم، ومن المقاولين ما يقارب 250 شخصا ماتوا على الطريق، «وتحدثنا مع الأشغال والبلدية في مشكلة الطريق، والوزير الإبراهيم عندما زار المحطة أكثر من مرة تحدث عن خطورة الطريق وأهمية توفير سبل الأمان له».وأضاف: «أنا شخصيا اصطدمت بسيارة على الخط السريع بسبب كثرة الرمال عليه، وفوجئت بسيارة متوقفة دون أن أراها، ووقع الحادث، ومشكلتنا في الوصلة الصغيرة من الخط السريع إلى المحطة، وهي تقريبا 27 كيلومترا، وعندما يكون هناك غبار تكثر فيها الحوادث».