الجيش العراقي يقصف تكريت ويستخدم الـ «سوخوي» قريباً
ترقب لجلسة البرلمان وتوقعات بعدم اكتمال النصاب... وترحيب بدعوة الصدر لـ «حكومة الوجوه الجديدة»
مع وصول أول دفعة من الطائرات الروسية المستعملة من طراز "سوخوي" إلى العراق، واصلت القوات العراقية عملياتها بمدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (وسط)، حيث قصفت أمس مناطق متفرقة بالمدينة، بينما تسود حالة من الترقب لجلسة البرلمان المقررة غداً وسط توقعات بعدم اكتمال النصاب.
واصلت القوات العراقية لليوم الثاني على التوالي مدعومة بغطاء جوي كثيف معاركها مع مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) ومسلحين آخرين متحالفين معه على مشارف مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، في حين وصلت طائرات "سوخوي" الروسية المستعملة إلى بغداد في محاولة من حكومة نوري المالكي لإعطاء زخم للمعركة، حيث رفضت واشنطن شن غارات جوية إلا بعد تحقيق توافق سياسي.وقالت وكالة "فرانس برس" إن طيران الجيش بدأ عمليات قصف منذ فجر أمس على عدد من النقاط التي يتخذ منها قادة المسلحين مواقع لهم وسط وغرب المدينة. واستهدفت عمليات القصف القصور الرئاسية وساحة الاحتفالات ومواقع في حي القادسية وشارع الأربعين وسط المدينة، دون معرفة الخسائر البشرية التي نجمت عن عمليات القصف.«سوخوي» مستعملةإلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان أمس، وصول خمس مقاتلات من نوع سوخوي الروسية إلى العراق لزيادة القدرة القتالية في مكافحة الإرهاب.وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب عباس البياتي المقرب من المالكي أمس، أن "طائرات السوخوي الروسية وصلت الى البلاد وستدخل الخدمة خلال الساعات القليلة المقبلة"، معتبراً أن "تلك الطائرات ستسهم في احداث نقلة نوعية في أداء القوات الجوية، بالإضافة الى توفيرها الغطاء الجوي للقطعات العسكرية".وكان المالكي أعلن في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قبل أيام أنه اشترى مقاتلات روسية مستعملة فيما بدا أنه محاولة ابتزاز لواشنطن التي رفضت شن غارات جوية على العراق الا بتحقيق توافق سياسي بين كل الاطراف.خطففي السياق، قالت مصادر أمنية عراقية أمس، إن مسلحين اختطفوا مساء أمس الأول، 20 من عناصر الجيش والشرطة العراقية من منازلهم في قرية العيثة التابعة لقضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين التي تسيطر عليها عناصر "داعش" واقتيدوا الى جهة مجهولة، مشيرة إلى أنه تم اختطاف ضابط بالشرطة وعائلته المكونة من 5 أفراد في حادث منفصل في نفس المدينة، في حين تم تفجير منزل ضابط كبير في الشرطة دون حدوث إصابات.الأنباروشنت القوات العراقية أمس سلسلة غارات على مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، كما تعرضت المدينة لقصف بالهاون. وكشف مصدر حكومي في مجلس محافظة الأنبار أمس أن "أهالي مدن عانة وراوة والقائم لم يتقبلوا تصرفات مسلحي تنظيم داعش بعد إجبارهم على تسليم أسلحتهم"، مشيرا الى أن "التنظيم أبلغ العشائر والأهالي بإعلان التوبة والحكم بشريعة الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "هذا الأمر سبب استياء كبيرا للأهالي وأجبر أعدادا كبيرة منهم على ترك منازلهم". البرلمان ومبادرة الصدرومن جهة أخرى، توقعت مصادر سياسية عراقية ان يفشل البرلمان في الاجتماع يوم غد الثلاثاء لانتخاب الرؤساء الثلاثة. وفي حال فشل البرلمان في الانعقاد فسيدخل العراق فيما يشبه الفراغ السياسي أو النزاع بين البرلمان الجديد وحكومة تصريف الأعمال برئاسة المالكي.وكشفت كتلة "الأحرار" البرلمانية التابعة للتيار الصدري عن تأييد الكتل البرلمانية التالية "الائتلاف الوطني" و"متحدون" و"العربية" و"الوطنية" و"التحالف الكردستاني"، لمبادرة زعيم التيار مقتدى الصدر، الرامية إلى تشكيل حكومة بـ"وجوه جديدة".وقال النائب عن "الأحرار" حاكم الزاملي إن "مبادرة الصدر تركز على الحوار مع السنة المعتدلين وتستثني الصداميين والتكفيريين"، وأوضح أن "اهتمام المرجعية الدينية بضرورة تشكيل الحكومة المقبلة، جاء منسجماً مع ما طرحه الصدر"، مبيناً أن "الكتل السياسية كلها تفاعلت مع مبادرة الصدر".وذكر الزاملي أن "الائتلاف الوطني ناقش مبادرة الصدر وأبدى تأييده لها"، لافتاً إلى أن "التيار الصدري تلقى استجابات بشأنها من التحالف الكردستاني وائتلافي متحدون للإصلاح والوطنية، حيث تتواصل الاتصالات المشتركة لتفعيل المبادرة وتشكيل الحكومة المقبلة واختيار الرئاسات الثلاث في أقرب وقت ممكن". وأكد أن "مبادرة الصدر تمخضت عن ترشيح الائتلاف الوطني عادل عبدالمهدي وأحمد الجلبي لرئاسة الحكومة المقبلة".وبشأن موقف ائتلاف "دولة القانون" من المبادرة، أجاب الزاملي، أن "المبادرة لن تستثني أحدا"، مستدركاً أن "ترشيح رئيس الحكومة الحالي نوري المالكي، بات محل اختلاف، لاسيما أن أغلب الكتل السياسية تعترض عليه".واعتبر القيادي في كتلة الأحرار، أنه من الضروري "حصول ائتلاف دولة القانون على مناصب مهمة، ومنها نائب رئيس الجمهورية، مع بعض الوزارات المهمة".(بغداد - أ ف ب،رويترز، د ب أ)ائتلاف المالكي يواصل تخوين الأكرادفي إطار الحملة التي يشنها ائتلاف "دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الحكومة نوري المالكي منذ أيام ضد الأكراد، لجأ الائتلاف الى تهمة العمالة لإسرائيل.وطالب النائب عن "دولة القانون" صادق اللبان أمس حكومة إقليم كردستان العراق بالكشف عن طبيعة علاقتها مع "الكيان الإسرائيلي"، متذرعا بتأييد وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان لإعلان دولة كردية مستقلة، علماً ان ليبرمان وفي التصريح نفسه ابدى استعداد بلاده لدعم الحكومة العراقية ضد تنظيم "داعش".وقال اللبان إن "الكرد مطالبون بتفسير طبيعة علاقتهم مع الكيان الصهيوني الى المجتمع العربي وشركائهم السياسيين لكي تكون صورة واضحة ولا يبقى أي شك في نفوسنا"، معتبرا أن "هذا الأمر يبين أن الكرد يتجهون الى أعداء العراق والأمة الإسلامية والعربية".وأكد اللبان أن "إسرائيل تفكر وتتجه الى تنفيذ مصالحها الشخصية، لأنها تعمل على تقسيم الدول العربية وتحويلها الى دويلات، ما يؤدي الى إضعاف الأمة العربية تنفيذا لمخططاتها". واتهم ائتلاف المالكي إقليم كردستان العراق ببيع النفط لإسرائيل وهو الأمر الذي نفته أربيل وتركيا.