هل أُحدِّثهم عن الحوادث العالمية المأساوية؟

نشر في 21-12-2013 | 00:03
آخر تحديث 21-12-2013 | 00:03
No Image Caption
لا أشك في أن أخبار العواصف والفيضانات والأحداث الأليمة حول العالم مريعة، خصوصًا أنها صارت أكثر شيوعًا وأن وسائل الإعلام تخصص لها تغطية مكثّفة. ويمكن للأولاد أن يتأثروا بسهولة بأخبار هذه المآسي ويسيئوا أحيانًا فهم علاقتهم بحدث مماثل. وكما أن سنهم تؤثر في طريقة فهم كوارث مماثلة، كذلك حاستهم الأقوى.
النظر

يتأثر الولد الذي يملك حاسة نظر قوية بمشاهد الكارثة التي يراها على شاشة التلفزيون، لذلك تنبهي لما تسمحين له بمشاهدته. وعند وقوع أي نوع من الكوارث الكبرى، قد يكون من الأفضل في البداية مناقشة ما حدث قبل تشغيل التلفزيون، وتحضير الولد مسبقًا للمشاهد التي سيراها.

 انتبهي للصور والمشاهد التلفزيونية التي يراها لأنها تؤثر عميقًا في هذا النوع من الأولاد. كذلك يصعب على هؤلاء إدراك أن أمواج التسونامي التي خرّبت بعض مناطق ماليزيا، مثلاً، تختلف كل الاختلاف عن الأمواج التي تهز مراكب أي بحرٍ عادي. احرصي على أن يشاهد أيضًا أعمال إعادة البناء. وإذا كانت الكارثة حديثة، دعيه يطلع على برنامج إغاثة مماثل نُظم خلال كارثة مماثلة سابقة. هكذا يدرك الولد أن الحياة تستمر، وأن الصور المخيفة لا تبقى مخيفة دومًا.

اللمس

قد تلاحظين أن ولدك، الذي يتمتع بحاسة لمس قوية، يزداد تعلّقًا بك فعليًّا. فيعرب عن حاجته إلى البقاء بجانبك دومًا، وكلما التفت، ترينه واقفًا إلى جانبك، وسيبدأ بحمل لعبته المفضلة معه أينما ذهب. يعود ذلك إلى أن الولد يخشى كثيرًا الانفصال عمن أو ما يحبه. لذلك يتأثر كثيرًا عندما يسمع قصص الناس الذين انفصلوا عن أفراد عائلاتهم أو خسروا منازلهم. يلاحظ هذا النوع من الأولاد الروابط الجسدية بدقة، وقد يخلط بين ما يحدث في منطقته والكارثة التي يشاهدها على شاشة التلفزيون. وبما أنه صغير السن، فقد لا يفهم أن السماء إذا أمطرت، فلا يعني ذلك أن العاصفة وشيكة. وبمساعدة الولد على القيام بأمر ما لمساعدة المنكوبين، مثل مرافقته إلى المصرف لسحب بعض المال للتبرع به، أو وهبه القليل من الملابس، تمنحينه إحساسًا بأنه يسيطر على الوضع، وتؤكدين له أن المنطقة المنكوبة بعيدة وأنه في أمان.

التذوَّق

بما أن الولد، الذي تكون حاسم الذوق أو الشم لديه الأقوى، حساس جدًّا، يشعر بأسى مفرط حيال مَن خسروا ممتلكاتهم، منازلهم، وعائلاتهم. يتعاطف هذا النوع من الأولاد مع المنكوبين، ما يدفعه إلى البكاء ويؤثر في حياته اليومية. لذلك لا تسمحي لهذا الولد بمشاهدة الحوادث العنيفة كافة، وأطلعيه في المقابل على الجهود التي يبذلها الناس والدول الأخرى لمساعدة ضحايا الكارثة. أريه صورًا لأعمال الإغاثة، واطلبي منه أن يدوّن بطاقة لإرسالها إلى إحدى العائلات المنكوبة أو ساعديه للمشاركة بطريقة ما في أعمال الإغاثة. كذلك تنبهي إلى المشاعر التي تعبرين عنها أمامه، بما أنه سيتبنى أي عواطف تعربين عنها ويغالي فيها.

السمع

انتبهي إلى الطريق التي تتحدثين فيها عن الكوارث مع ولد يملك حاسة سمع قوية، لأنه سيحتاج إلى ما يطمئنه أن تلك الكارثة لن تطال منطقته. يشعر هذا الولد بانزعاج كبير من كثرة أخبار الكارثة، عبر التلفزيون والراديو، في أحاديث الناس، وفي الصحف، لذلك من الضروري أن تتذكري التحدث عن تطورات أخرى تحصل في الجوار.

 اسمحي لولدك بطرح الأسئلة وحاولي الإجابة عنها. قد يحتاج هذا النوع من الأولاد أيضًا إلى وصف تلك الكارثة على طريقته الخاصة ليتمكن من فهمها وتقبّلها. وإذا لاحظت أنه يقلّد تلك الكارثة خلال اللعب، فلا تمنعيه، فسيساعده ذلك في فهم ما حدث. استغلي أوقات اللعب هذه للتشديد على حدوث الكارثة في بلد بعيد، ما قد يخفف من قلق الولد.

يستطيع الأولاد الصغار فهم كوارث مماثلة وتقبلها. لذلك من المهم أن تحاولي الحد من تعرضهم لأخبار مماثلة وجعلهم يطلعون على معلومات تلائم سنهم. نميل في أوقات مماثلة إلى إبقاء التلفزيون مضاء أو الاستماع إلى الراديو أو حتى شراء صحيفة أخرى لمشاهدة الصور. لكن يجب ألا ننسى ما سيشاهده أولادنا وكيف سيؤثر ذلك فيهم.  

هكذا بفهم حاسة ولدك الأقوى، يمكنك بسهولة أكبر تحديد ما يجب أن يطلعوا عليه ومتى وكيف.

back to top