ليبيا: «انقلاب لفظي» لحفتر... وتظاهرات ضد «الوطني»
• زيدان: الحكومة والبرلمان يعملان بشكل طبيعي • الجيش: الأمور تحت السيطرة
تصاعد التوتر السياسي في ليبيا أمس بعد أنباء عن حدوث انقلاب إثر بيان للواء متقاعد. وعاشت ليبيا في الأسابيع الماضية توترا سياسيا بعد إعلان المؤتمر التأسيسي التمديد لنفسه بعد انتهاء ولايته في 7 فبراير الجاري، وذلك وسط مطالبات من حركات إسلامية باستقالة رئيس الحكومة علي زيدان.ونفت السلطات الليبية أمس، "الشائعات" حول تنفيذ انقلاب عسكري في البلد بعد تصريحات أدلى بها اللواء السابق المتقاعد خليفة حفتر، ودعا الى تعليق عمل المؤتمر الوطني العام "البرلمان" والحكومة وتشكيل هيئة رئاسية تتولى حكم البلاد الى ان تجري انتخابات جديدة.
ووصف المتحدث باسم هيئة أركان الجيش الليبي العقيد علي الشيخي بيان حفتر بأنه "أكذوبة، والوضع تحت السيطرة ولا وجود لأي حركة مشبوهة".ووصف رئيس الوزراء الليبي علي زيدان الشائعات بأنها "مدعاة للسخرية"، مشيراً الى" قرار صادر بحق حفتر وإحالته للتقاعد منذ فترة". وأوضح زيدان أن "الحكومة والمؤتمر يواصلان عملهما"، وقال إنه "أصدر الأوامر الى وزارة الدفاع باتخاذ الإجراءات بحق اللواء حفتر"، مضيفا: "لن نسمح بانتزاع الثورة من الشعب الليبي".من جانبه، أعلن رئيس الأركان العامة للجيش الليبي اللواء عبدالسلام جادالله العبيدي أن عصر الانقلابات انتهى، وأن الجيش الليبي يسيطر على الأوضاع في العاصمة طرابلس وفي كل المدن الليبية.وقال العبيدي في تصريح بثته وكالة الانباء الليبية ان "المؤسسة العسكرية لا تسمح لأي عسكري بالخوض في الشأن السياسي"، مشيرا الى أن الجيش الليبي لن يسمح "باستخدام القوة ضد الشرعية التي اختارها الشعب الليبي في الانتخابات الحرة".وفي شريط فيديو نشر على الانترنت، أعلن اللواء حفتر أن قيادة الجيش الوطني الليبي تطرح مبادرة هي "خارطة طريق مؤلفة من خمسة بنود" . وقال إن هذه المبادرة تنص على تعليق عمل المؤتمر الوطني العام "البرلمان" والحكومة الانتقالية وتشكيل لجنة رئاسية، مؤكدا أن "هذا ليس بالانقلاب العسكري لأن زمن الانقلابات قد ولى"، وأن تحركه ليس تمهيدا للحكم العسكري بل وقوفا الى جانب الشعب الليبي لإعداد الظروف المناسبة للانتخابات.ومن غير المعروف ما اذا كان اللواء الليبي السابق يتمتع بأي دعم في صفوف الجيش أو الثوار السابقين.واللواء خليفة حفتر المتحدر من شرق ليبيا، كان ضمن جيش الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، لكنه انشق عنه في نهاية الثمانينيات، وعاد الى ليبيا بعد اندلاع الثورة للانضمام الى صفوف الثوار بعدما أمضى قرابة عشرين عاما في الولايات المتحدة.الى ذلك، خرجت تظاهرات حاشدة في عدد من المدن الليبية أمس للمطالبة برحيل المؤتمر الوطني (البرلمان)، ورفضاً لخريطة الطريق التي أقرّها للخروج من الأزمة السياسية في البلاد.وتجمّعت حشود غفيرة في ميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس، ورفع المتظاهرون أعلام الاستقلال وأعلنوا رفضهم التمديد للمؤتمر الوطني، مطالبين برحيله وتسليم سلطاته للمحكمة العليا. وعبّر المتظاهرون عن رفضهم لخريطة الطريق التي أقرّها المؤتمر من جزأين أحدهما يمنح فرصة للجنة الستين لإعداد الدستور لتنهي أعمالها خلال 3 أشهر، فيما يتعلق الجزء الثاني بدعوة البرلمان لانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في حال فشل اللجنة المذكورة في إعداد الدستور الجديد. وخرج متظاهرون أيضاً في بنغازي والبيضاء وعدّة مدن ليبية أخرى.وتقوم أجهزة الأمن التي انتشرت في مختلف الشوارع والميادين بالعاصمة والمدن الأخرى، بحماية المتظاهرين وضمان عدم خروج التظاهرات عن طابعها السلمي.(طرابلس - أ ف ب، يو بي آي)