القاص أحمد بدر نصار: الأدب طبيب يشخِّص إشكالياتنا

نشر في 25-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 25-08-2014 | 00:01
يرى الأديب والقاص أحمد بدر نصار أن القصة القصيرة أحد أصعب فنون الأدب، ولكنها أمتعها على الإطلاق، لأن الكاتب يسلط الضوء على لقطة معينة في المجتمع، فربما يكتب رواية من ألف صفحة لأجل تسليط الضوء على لقطة، وإن كانت الرواية لها مذاقها الخاص أيضاً وجمهورها. ويؤكد أننا نعيش عصر الرواية لما تمثله من بنية أدبية وحضور وانتشار ليس عربياً فقط بل على المستوى العالمي.

لا تشير كتاباتك الأولى إلى اتجاهك إلى القصة القصيرة. كيف جاء التحول؟

صدر لي أول كتاب بعنوان «موسوعة نصار الثقافية»، وهو عبارة عن أكثر من 500 معلومة في مختلف مجالات الحياة، ثم أصدرت كتابي الثاني، وكان يدور حول قضية العرب الأولى وهي القضية الفلسطينية، وكان يحمل عنوان «تتار القرن الواحد والعشرين... إسرائيل»، ورصدت في الكتاب الجرائم الوحشية التي مارستها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، خصوصاً قتل الأطفال، ويحمل الكتاب مقارنة بين أفعال التتار وما تفعله إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني الأعزل منذ عقود من الزمان، ثم أصدرت كتابي الثالث عن «أسرار 70 عاماً من حياة طبيب عسكري»، ولاحقاً جاء كتابي الأدبي «الرقص على جسد يتألم». كتابة القصص لا أعتبرها تحولاً في مسار الكتابة، فقد كنت أكتب القصص لكني لا أنشرها حتى أتيح لي النشر.

ماذا عن مجموعتك القصصية «الرقص على قصد يتألم» وغيرها؟

المجموعة كلها متمثلة في 10 قصص بأفكار وبرؤية مختلفة، وجاء الاسم ليعبر عن حجم الأنانية التي أصابت عدداً كبيراً من الشارع المصري، فثمة أناس على أتم الاستعداد لأن يرقصوا على آلام الآخرين. المهم الوصول إلى هدفهم المنشود بأي طريقة ممكنة.

ماذا عن قصة «صابرة» وهي أكبر قصص المجموعة؟

قصة «صابرة» إحدى أحب القصص إلى قلبي، لأنها تجسد المعاناة التي أصابت الأمة العربية في المئة عام الماضية، وتجيب عن سؤال مهم، وهو كيف سقطنا عندما أسقطنا وحدتنا وتمسكنا بالخلافات التي بيننا، عندما تخلينا عن التعالي؟ فالقصة تدور حول التحديات التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية، وأن طريق تقدم أمتنا يكمن في الاتحاد والاعتصام بثقافتنا الأصيلة.

هل ترى أن القصة القصيرة بدأت تشهد رواجاً عربياً؟

القصة القصيرة أحد أصعب فنون الأدب، ولكنها من أمتعها على الإطلاق، لأن الكاتب يسلط الضوء على لقطة معينة في المجتمع، فربما أكتب رواية من ألف صفحة لأجل تسليط الضوء على لقطة، وإن كانت الرواية لها مذاقها الخاص أيضا.

هل ستتجه إلى كتابة الرواية في المستقبل؟

رغم أننا نعيش في عصر الرواية، ودولة القصة القصيرة ما زالت في مهد بنائها، فإني أعتقد أن المستقبل الأدبي سيكون للقصة القصيرة.

هل ترى أن مزاج القارئ العربي تغير، وأصبح سياسياً أكثر منه أدبياً بسبب الأحداث الأخيرة التي مر بها؟

أرى أن المناخ أحياناً يجبر الكاتب على التعايش معه، وهذا دور الكاتب أو الأديب أن يجسد معاناة مجتمعه التي يعيشها، وبمناسبة مزاج القارئ العربي أصبح سياسياً، لأن الظروف التي طرأت على المنطقة كلها جعلت مزاج القارئ يميل إلى السياسة، ولكن أتوقع أن هذا المزاج بدأ يتغير تدريجاً بعد الخلافات الشديدة التي حدثت داخل كل بيت في مصر، وبدأ الجميع يبحث عن متنفس آخر غير السياسة.

ما رأيك في كتابات ما بعد الثورة في مصر؟

ثمة أعمال رائعة خرجت من رحم الثورة، ولكن لا نستطيع أن نحكم عليها الآن، نظراً إلى الظروف التي تمر بها مصر حالياً، وأكيد الكتابة تختلف باختلاف الزمن والظروف.

أي مدرسة تنتمي أنت ككاتب وقاص؟

في وجهة نظري، لا يختار الكاتب المدرسة التي ينتمي إليها بل المدرسة هي التي تختاره، وأعتقد أنني ضمن المدرسة الواقعية، وإن كان ثمة خيال ينعكس على الواقع أيضاً.

كيف ترى المشاكل التي تواجه شباب المبدعين؟

أهم المشاكل تتمثل في ضعف الدعم الحكومي، لذلك الغرب يدركون أهمية الثقافة، ولذلك ثمة لجان في أوروبا لقياس مستوى الثقافي لدى شعوبهم، وأي خلل تتم معالجته فورياً. في عام 1993، علمت وزارة الثقافة الفرنسية أن نسبة إقبال المواطنين الفرنسيين قد انخفضت عن الأعوام الماضية، فتحركت الدولة كلها وتم تجهيز حملة من الفنانين والأدباء والصحافيين وقادة الرأي في فرنسا للنزول إلى الشوارع وتوزيع كتب مجاناً على المواطنين، فضلاً عن حملات الإعلام الفرنسي لتشجيع المواطنين على القراءة. هذا ما نفتقد إليه في بلادنا العربية.

القارئ أم الناقد رأيهما أهم؟

لا يمكن لأي كاتب مهما كانت قوته أن يستغنى عن آراء القراء أو النقاد، سيظل الكاتب أو الأديب في حاجة ماسة لمعرفة رأي القراء والكتاب في ما تخطه يمينه، وأكيد كل كاتب يحب أن يحصد جوائز وينال شعبية جماهيرية، وهذه دلائل على إيصال رسالته إلى الجمهور.

ما جديدك في الفترة المقبلة؟

ثمة مجموعة قصصية قيد الطبع ومشروع رواية بعنوان «عفوا أيها المستحيل».

back to top