معارك شرسة في دمشق... وسقوط السفيرة يطيح العكيدي
«الائتلاف» يقدم ورقة عمل لوزراء الخارجية العرب ترفض مشاركة طهران في «جنيف 2»
شهدت الأحياء الجنوبية للعاصمة السورية ومناطق في ريف العاصمة معارك شرسة وسط أنباء عن هجوم غير مسبوق للقوات النظامية على المنطقة، في حين أعلن رئيس المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب العقيد عبدالجبار العكيدي وهو واحد من أبرز القادة العسكريين في المعارضة استقالته على خلفية سقوط بلدة السفيرة شرق حلب.
وسط تخوف من هجوم للقوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد على مناطق جنوب دمشق وريفها الغربي، ذكرت "الهيئة العامة للثورة السورية" أمس أن الاحياء الجنوبية من العاصمة دمشق "تشهد معارك هي الاشرس منذ بداية الثورة" بين القوات النظامية و"الجيش الحر" والكتائب المقاتلة.وأوضحت الهيئة في بيان أن اشتباكات دارت ليل الجمعة ـ السبت في مدينة داريا بريف دمشق، في حين تواصل القصف الذي يستهدف أحياء المدينة بالمدفعية الثقيلة. من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان باندلاع اشتباكات عنيفة على أطراف منطقة الحجر الاسود بريف دمشق وسط انباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.وأشار المرصد الى أن مقاتلي المعارضة استهدفوا بقذائف مدفعية تجمعات القوات النظامية على أطراف حي القابون شرق دمشق، لافتا الى اندلاع اشتباكات على أطراف حي برزة شمال دمشق حيث نفذت القوات الامنية حملة مداهمات في مساكن المنطقة.وفي محافظة ريف دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن "القوات النظامية قصفت مناطق في مدينتي دوما ويبرود وبلدة يلدا وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة عند أطراف مدينتي معضمية الشام وحرستا".وسقطت أمس قذيفة في وسط العاصمة السورية دمشق ما أصاب أحد جدران القلعة الأثرية، في حين سقطت أخرى في احد احياء العاصمة مما أدى إلى احتراق معمل للنسيج، كما أصابت عدة قذائف كنيسة اللاتين في حي العزيزية بحلب شمال البلاد ودمرت جزءا من قبتها.العكيديفي سياق آخر، اعلن العقيد عبد الجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب التابع لتنظيم "الجيش الحر" أمس استقالته من منصبه احتجاجا على "تآمر المجتمع الدولي على الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية والتراجع على الارض نتيجة كل ذلك". وقال العكيدي الذي يعتبر من أبرز القادة العسكريين في "الجيش الحر": "نتيجة لتعنت البعض عن الاستجابة للدعوة الى التوحد ورص الصفوف والتعالي عن الانا والغرور (...) ما ادى الى تراجع الجبهات وخسارة طريق الامداد، وآخر الخطب سقوط مدينة السفيرة فإنني أعلن التنحي وتقديم استقالتي من قيادة المجلس العسكري الثوري في حلب".وذكر أن أسباب تنحيه ثلاثة تختصر بتخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت هذه المعارضة، والصراع على الارض بين من أسماهم "امراء الحرب".وكان العكيدي كتب على صفحته الرسمية على "فيسبوك" الجمعة "السفيرة لم تسقط من قلة الذخيرة، فليشهد الله اننا وضعنا كل امكانية المجلس تحت غرفة عمليات السفيرة. جبهة السفيرة كانت بحاجة الى رجال ترابط، ولكن تخاذلت ألوية الجيش الحر وغيرهم".وكانت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام كتبت أمس أن "مدينة السفيرة شرق حلب برزت أخيراً بمنزلة مدينة القصير في ريف حمص، وعدّها بعضهم أكثر أهمية لجهة موقعها الاستراتيجي فائق الأهمية لكونها أكبر تجمع لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، ولقربها من مقار ومراكز حيوية عسكرية وبحثية وثلاثة مطارات أحدها مدني، عدا عن تموضعها على مسافة قريبة من طريق الإمداد العسكري والإغاثي لمدينة حلب وطريق عام حلب – الرقة".وذكرت ان "سقوط السفيرة بيد الجيش السوري كان مدوّياً لدى القيادات المحلية لميليشيا الجيش الحر، فهو من جهة أظهر ضعفهم وعجزهم عن مواجهة القوات المسلحة وكشف عن تقاعسهم وخلافاتهم فيما بينهم لإمداد أهم وأضخم جبهة مشتعلة بالمقاتلين والسلاح، وأماط اللثام من جهة أخرى عن هشاشة تركيبة هيئة أركانهم العليا في اسطنبول التي وقفت متفرجة على ما يحدث طوال 27 يوماً على الرغم من نداءات الاستغاثة والنجدة، الأمر الذي سيوسع الشقاق والشرخ القائم بين الطرفين".اجتماع القاهرةفي غضون ذلك، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا في القاهرة أمس لبحث الأزمة السورية. وعرض أمين جامعة الدول لعربية على الوزراء العرب وثيقتين تخصان المشاركة في مؤتمر "جنيف2"، إحداهما تقدم بها وفد الائتلاف الوطني السوري والأخرى من الجامعة العربية. وشارك رئيس الائتلاف أحمد الجربا في الاجتماع.وبحسب مصادر، تنص الوثيقة التي تقدم بها الائتلاف على ضرورة تطبيق ما جاء في بيان "جنيف1"، وعلى تشكيل هيئة لإدارة البلاد من دون الأسد ورفض مشاركة إيران، وسحب مقاتلي ميليشيات حزب الله ولواء أبوالفضل العباس من سورية.(دمشق، القاهرة ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، كونا، الأناضول)