ماكدونالد و«تايد» لتنظيف فضائح وكالة قدامى المحاربين

نشر في 05-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 05-07-2014 | 00:01
No Image Caption
هل في وسع رئيس تنفيذي متقاعد اشتهرت شركته بصنع حفاضات الرضع "بامبرز" ومسحوق الصابون "تايد" اصلاح المشاكل المتجذرة في وكالة حكومية ابتليت بأكبر قدر من الفضائح؟

لقد رشح الرئيس الاميركي باراك اوباما الأسبوع الماضي روبرت ماكدونالد، البالغ من العمر 61 سنة، والذي عمل رئيسا تنفيذيا لشركة بروكتر آند غامبل بين عامي 2009 و2013 لمنصب الوزير المقبل لشؤون المحاربين القدماء انطلاقاً من فكرة ان رئيس شركة عملاقة يتمتع بخبرة ادارية واسعة لابد أنه قادر على ادارة أكبر شبكة حكومية للرعاية الصحية تتبعها نحو 1700 منشأة تخدم أكثر من 8 ملايين من المحاربين القدماء سنوياً.

وكانت وكالة شؤون المحاربين القدماء قد ابتليت باتهامات تتعلق بعمليات سوء ادارة جسيمة، والتسبب في قوائم انتظار طويلة للمرضى. وفي الشهر الماضي استقال اريك شينسكي وهو جنرال أميركي سابق ترأس الوكالة منذ سنة 2009، بعد أن قال إنه لن يتمكن من شرح الأكاذيب والتلاعبات في منشآت الوكالة والتي وصفها بأنها تشكل "قصورا منهجيا وغير مقبول في النزاهة".

وقبل أسبوع قدم نائب رئيس موظفي البيت الأبيض روب نابروس الى الرئيس اوباما تقريراً يحدد زمنياً "الاخفاقات البارزة والخلل المزمن" و"ثقافة  التآكل" في وكالة شؤون المحاربين القدماء.

منصب في الجيش

وقبل تعيين ماكدونالد، كان قد شغل رئاسة الوكالة عدد من الجنرالات المتقاعدين والمهنيين الطبيين والسياسيين. وعلى الرغم من أن ماكدونالد أمضى 33 سنة في "بروكتر آند غامبل" فقد كان يأمل في الحصول على منصب في الجيش الذي خدم فيه خمس سنوات وترقى الى رتبة كابتن في الفرقة 82 المحمولة جواً. ولديه أيضاً أفراد من عائلته خدموا في الجيش فقد كان والده في سلاح الجو خلال الحرب العالمية الثانية كما اسقطت طائرة والد زوجته في أوروبا وتعرض لفترة سجن قاسية.

وبعد خمس سنوات من الخدمة في القوات المسلحة توجه ماكدونالد الى" بروكتر آند غامبل" حيث عمل في ادارة أعمال تايد قبل تعيينه في كندا ثم في آسيا. وأثناء عمله رئيسا تنفيذيا ركز ماكدونالد على التفاصيل ووضع جداول متشددة بطريقة انضباط عسكرية، وكان يستيقظ في الرابعة والنصف من كل صباح لممارسة الرياضة ساعتين حتى خلال سفره في مهمات حول العالم، بحسب ما جاء في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

وقد تسلم ماكدونالد دفة القيادة في شركة بروكتر آند غامبل في فترة اتسمت بالتحديات، عندما عرضت الأزمة المالية شركته الى ضغوط بعد عقد من الأداء القوي في عهد سلفه اي جي لافلي الذي نظم عملية استحواذ بقيمة 57 مليار دولار على شركة جيليت سنة 2005. وعندما عمدت الشركات المنافسة لـ"بروكتر آند غامبل" الى خفض النفقات نتيجة تقليص المستهلكين لميزانياتهم كان من الصعب بالنسبة الى شركة بروكتر آند غامبل العملاقة القيام بعمل مماثل بالسرعة ذاتها. وعلى الرغم من أنه طرح خطة للاستغناء عن 4000 وظيفة من أجل تقليص التكاليف في شهر فبراير من سنة 2012 بهدف توفير 10 مليارات دولار بحلول سنة 2016 كانت الأرباح تتراجع أساساً وفقدت الشركة حصتها السوقية. وفي صيف سنة 2012 ضغط المساهم النشط ومدير صندوق التحوط وليم أكمان على ماكدونالد مشيراً الى نتائج باهتة وضعيفة وتراجع ثقة المستثمرين وضعف معنويات الموظفين. وقد استقال ماكدونالد وعاد لافلي الى رئاسة الشركة.

خبير في القطاع العام

عرف عن ماكدونالد الذي يقيم في سينسيناتي تأييده للسياسيين الجمهوريين، كما أنه تبرع لصالح حملات رئيس مجلس النواب جون بوهنر وسناتور اوهايو روب بورتمان وحملة ميت رومني الرئاسية في سنة 2012، وذلك بحسب مركز ريسبونسيفبوليتيكس. ولم يكن مفاجئاً انه حصل على ثناء من رئيس مجلس النواب بوهنر الأسبوع الماضي والذي وصفه بأنه قائد قوي يتمتع بخبرة قيمة في القطاع العام.

وعلى الرغم من أن "بروكتر آند غامبل" ليست في مثل ضخامة وكالة شؤون المحاربين القدماء فهي واحدة من كبرى الشركات الأميركية تقوم بتوظيف 120 ألف شخص وتعمل حول العالم ولديها حوالي 5 مليارات عميل. وعندما ترك الشركة كانت مبيعاتها تصل الى 84 مليار دولار – أي نصف ميزانية وكالة شؤون المحاربين القدماء. واذا وافق مجلس الشيوخ على ترشيحه فسيكون ماكدونالد في حاجة الى كل ما لديه من معرفة تجارية لوضع الوكالة التي ابتليت بالفضائح على المسار الصحيح.

(مجلة فورتشن)

back to top