باحث مصري يرى أن الأزهر ورث التسلطية السياسية في كتاب «النخبة والثورة والإسلام السياسي»

نشر في 21-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 21-07-2014 | 00:01
No Image Caption
برز دور الإسلام السياسي كمحرك مؤثر لدى الكثير من دول ثورات الربيع العربي، وكأنه الملهم، وتعددت مذاهب هذا الحزب غير المُعلن، وأصبح يقود الناس باسم الدين الإسلامي حتى يحقق أغراضه السياسية، تحت دعاوى إقامة الشريعة أو انتهاج الديمقراطية الإسلامية.

قضايا عديدة أثارها الباحث المصري نبيل عبدالفتاح في كتابه "النخبة والثورة... الدولة والإسلام السياسي والقومية والليبرالية"، واستهلها بدراسة واقع المؤسسة الدينية بمصر والممثلة في الأزهر الشريف.

وتطرق الباحث إلى مجموعة من التحديات البنائية في المرحلة الانتقالية بمصر، وبعضها يعود إلى العقود العاصفة للنزاع الضاري بين النظام التسلطي، والجماعات الإسلامية الراديكالية مثل جماعة "الإخوان". وأوضح التداعيات السلبية لتراجع الحوار بين المثقفين النقديين وبين منظري الإسلام السياسى، وكبار مشايخ الأزهر لصالح السجال والعنف اللفظي والإقصاء المتبادل.

كما شاع لدى البعض أن كل تيار أو جماعة تمتلك الحقيقة المطلقة لا الرؤى النسبية حول القيم لا العقائد الإسلامية والدينية العليا.

يرى الباحث أن الأزهر ورث بعض ميراث التسلطية السياسية، وغاب عنه تقاليد الجدل والمناظرة في تاريخ المدارس الفقهية السنية، وغابت أيضا عن ذاكرة كثيرين تقاليد التجديد والاجتهاد الفقهي والفكري والفلسفي الأزهري، حتى انتشر الغلو الديني والعنف اللفظي، وأثرت سلبا في نمط التدين الوسطي للإسلام.

تطرق الباحث إلى حالة الإسلام السياسي الملتبس، وتتضح من خلال الخطابات الإسلامية السياسية الأيديولوجية، وتدور حول طبيعة الدولة وتوجهات أعضاء حزب "الإسلام السياسي".

وتدعو تلك الحالة إلى الهيمنة باسم المرجعية الدينية سواء على النمط التأويلي أو الفقهي، وتنطبق على ممارسات جماعة "الإخوان المسلمين" والأحزاب السلفية الصوفية، وسعيهم إلى فرض وصاية رمزية باسم تأويلاته، وأفكاره الإسلامية الوضعية.

وتسببت تلك الممارسات في إحداث الجدل والتدافع السياسي بين جميع هذه القوى الإسلامية السياسية وبين قوى شبه لبيرالية ويسارية، وأدت إلى تدين الدستور المصري في عهد حكم جماعة "الإخوان المسلمين".

وانتهى الباحث إلى ظهور بارقة أمل تتمثل في وجود جماعة مكونة من أجيال عميقة الأغوار، وتتشابه في المشاعر واللغة والخطاب والأدوات، ومدى فهمها للدين والسياسة والقيم والعقائد، وهي شريحة جيلية مؤمنة ومتدينة في عمق وتسامح.

back to top