صينيون وأميركيون: نحفر معاً حتى الآن
بالنسبة إلى الصين، تطوير الاحتياطيات الصخرية يوفر لها منفعة ثلاثية، إذ يمكن لإنتاج الغاز المتزايد أن يحل محل الفحم لتوليد الكهرباء، ما يؤدي إلى الحد من الضباب الدخاني الذي ابتلي به كثير من المدن الصينية، فضلاً عن خفض تكاليف الطاقة والحد من الاعتماد على الطاقة الأجنبية، وهي قضية ملحة على نحو متزايد منذ أن تم تتويج الصين في العام الماضي باعتبارها أكبر مستورد للنفط في العالم.وطموح بكين تدعمه الولايات المتحدة، التي عقدت منتدى سنوياً للنفط والغاز مع الصين منذ أكثر من عقد من الزمن، لجمع الشركات والمسؤولين العاملين في الصناعة. وأطلق الرئيس باراك أوباما سلسلة من مبادرات التعاون في الطاقة عام 2009، بما في ذلك برنامج الغاز الصخري الذي يقوم بتنظيم ورشات عمل وجولات دراسية.
وبحسبب ديفيد ساندالو، من مركز سياسة الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا، الذي كان حتى العام الماضي مساعدا لوزير الطاقة الأميركي للشؤون الدولية، مساعدة الصين على تطوير احتياطيها من الغاز الصخري تلبّي عدة أهداف للسياسة الأميركية. ويقول: «إن تطوير الغاز الصخري الصيني يمكن أن يساعد على الحد من الضغوط على أسواق النفط والغاز العالمية. ويمكن أن يوفر فرصاً تجارية كبيرة للشركات الأميركية. وقد يحدّ بشكل جذري من تلوث الهواء الذي يُصيب المدن الصينية والمساعدة على مكافحة الاحتباس الحراري».لكن يمكن لدعم الولايات المتحدة لصناعة الغاز الصخري في الصين أن يتصاعد يوماً ما. وتحاول شركات خدمات النفط الصينية التي تعمل على المشاريع الصخرية أن تتعلم المهارات التي يمكن أن تسمح لها بالتنافس على العمل في الحقول الصخرية المتقدمة والأكثر نشاطاً بكثير في أميركا الشمالية، التي لدى بعضها بالفعل استثمارات صينية. وفي المستقبل قد تكون الشركات الصينية هي التي ترى الإنتاج الصخري الأميركي فرصة عمل ليس من مصلحتها تفويتها.(فايننشال تايمز)