جوليا روبرتس وميريل ستريب في August: Osage County

نشر في 07-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-01-2014 | 00:01
No Image Caption
في فيلم August: Osage County المقتبس من مسرحية ترايسي ليتس الحائز جائزة بوليتزر، تتفوه جوليا روبرتس بجملة تختصر النظرة العامة في هذا الفيلم الذي يتمحور حول موضوع العائلة المتفككة.
تقول شخصية روبرتس، الشقيقة الكبرى والأكثر تماسكاً من بين شقيقات ويستون الثلاث، وهي تتنهد: «من حسن حظنا أننا لا نستطيع التنبؤ بالمستقبل. وإلا ما كنا لننهض من السرير!».

توضح روبرتس: {إنها الجملة الوحيدة التي تصيب الهدف فعلاً لأنها صحيحة ومفجعة جداً. لكن لا يمكن العيش إذا تملّكتنا هذه الفكرة... لا يمكن فعل ذلك}.

يبدو أن روبرتس ليست مستعدة أصلاً للتخبط في هذا الجو التشاؤمي، فهي تقدم واحداً من أقوى أدوارها في فيلم August: Osage County حيث تتسابق حرفياً مع ميريل ستريب في مواجهة مستمرة. كانت هذه الممثلة تضع النظارات وترسم تلك الابتسامة المرحة على وجهها، وقد خصصت يوماً لإجراء المقابلات عن فيلمها الذي بدأ عرضه أصلاً في نيويورك ولوس أنجلوس وسيصدر على نطاق أوسع في 10 يناير.

ترشحت روبرتس وستريب لجوائز {غولدن غلوب} و}سكرين أكتورز غيلد} (ترشحت ستريب عن فئة أفضل ممثلة دور أول بينما ترشحت روبرتس عن فئة أفضل دور مساعد). وقد رشحت جائزة {سكرين أكتورز غيلد} طاقم الممثلين كله (أبيغيل بريسلين، كريس كوبر، بينديكت كامبرباتش، جولييت لويس، مارغو مارتنديل، إيوان ماكغريغور، ديرموت مالروني، جوليان نيكلسون، سام شيبرد، ميستي أوبهام، وأخيراً جوليا روبرتس وميريل ستريب) بسبب أدائهم المذهل ضمن فئة توازي جائزة تكريم أفضل فيلم.

تؤدي ستريب دور فيوليت ويستون في هذا الفيلم الذي يخرجه جون ويلز والمقتبس من مسرحية عُرضت في عام 2007. هي الأم المتسلطة الخبيثة التي تترأس لمّ شمل عائلتها التعيسة. هي لا تكف عن تناول الحبوب المهدّئة وتدخين السجائر ولا تتوانى عن توجيه كلمات فظة للجميع... كما أنها مصابة بالسرطان أيضاً!

وتؤدي روبرتس دور باربرا، الابنة التي غادرت منزل العائلة وتزوجت لكنها تواجه فترة عصيبة بسبب انفصالها عن زوجها بيل (يؤدي دوره ماكغريغور) بعد أن وجد امرأة أخرى أصغر سناً. تخوض باربرا وفيوليت مواجهة دائمة، إذ تقتصر علاقتهما على الازدراء والذكريات المؤلمة.

تقول روبرتس: {طوال فترة التصوير، كنت أتخيل أن فيوليت تملك ذلك المكان السري فتتسلل إليه لرؤية ما يحصل مع الجميع ولسماع مختلف المحادثات وجمع المعلومات كلها لمهاجمة الجميع... هي شريرة بالفعل!}.

تعترف روبرتس بأنها لم تشعر بالخوف من العمل مع ستريب مع أنها ترشحت لـ17 جائزة أوسكار وفازت بثلاث منها ونظراً إلى قدرتها الأسطورية على التحول وتقمص الأدوار.

توضح روبرتس التي ترشحت بدورها لثلاث جوائز أوسكار وفازت بواحدة (عن فيلمErin Brockovich): {هي مذهلة. لكن ما من شيء مخيف بشأن الوقوف أمام ميريل أو العمل معها لأنها ودودة جداً. فهي تدعو المحيطين بها إلى عالمها. لا بد من أخذ بعض الوقت للتكيف مع الوضع عندما نكون قريبين لهذه الدرجة منها، لكنها تتصرف دوماً بطريقة صادقة وطبيعية... هي تجعل الجميع يشعرون بالراحة}.

تفاؤل وسعادة

تدور أحداث فيلم August: Osage County في بلدة صغيرة من أوكلاهوما ({وسط اللامكان وبالقرب من كل مكان} كما تقول روبرتس)، ويبدو العمل أشبه بماراثون بين الممثلين وهو يشمل مجموعة من العبارات الصائبة بشكل لافت. تقول الممثلة إنها وزملاءها كانوا يرددون السطور مع بعضهم ويتمرنون معاً ويعيدون النظر بمشاهدهم.

هي تتذكر ما كان يحصل قائلة: {كنت أعود إلى المنزل في بعض الليالي بعد أن أفقد صوتي نتيجة الصراخ طوال اليوم. لكن كان حجم العمل المترتب علينا أشبه بنعمة حقيقية لأننا لا نستطيع أن نسمح لنفسنا بالتفكير بحجم الأحزان والفظاظة التي تعكسها القصة}.

{الحزن} و«الفظاظة} ليستا كلمتين لوصف روبرتس التي أدت أدواراً معقدة ومظلمة في عدد قليل من أفلامها (مثل Sleeping With the Enemy وCloser، فضلاً عن مراحل العذاب اللافتة في رحلة استكشاف الذات في فيلم Eat Pray Love)، لكنها تتمتع بشكل عام بشخصية مشرقة وأنيقة وشجاعة وقوية.

بالتالي، كيف كان الغوص في شخصية باربرا التي تعاني مشاكل في التحكم بنفسها وتتسم بالبرودة والخوف؟

هي تضيف ضاحكة: {كان الأمر أصعب مما توقّعت. بالنسبة لي، ثمة شعور حقيقي من التفاؤل والسعادة في مختلف المجالات. لكن لا يمكن إيجاد هذه الأجواء وسط هذا النوع من الناس... لذا وجدت صعوبة في اكتشاف هوية باربرا الحقيقية ولم أستطع أن أفكر بأنني سأذهب بكل بساطة وأبدأ بالصراخ وأتفوه بتلك العبارات وأبدو غاضبة جداً}.

ثم أوضحت: {ثمة معنى أعمق في الشخصية ويجب فهم تلك الطباع وأسبابها وتحديد مدى يأسها وضياعها... كان الأمر أشبه بمحاولة القيام بعملية حسابية جنونية لاكتشاف معادلة تفسر كل شيء ولمعرفة ما يفعله كل شخص وتحديد طريقة التفاعل مع أفعاله تلك. لكن ما هي حقيقة تلك المشاعر؟ هكذا زادت العملية تعقيداً}.

ذُهل ليتس، الممثل والكاتب المسرحي، بأداء روبرتس وطريقتها في إيجاد طبقات من المعاني والعواطف كما يقول.

قال ليتس في مقابلة منفصلة: {هي ممثلة رائعة. وأشعر بالسخافة عند الاعتراف بهذا الأمر، لكني قلت لها في مرحلة معينة: {يجب أن تقومي بما تبرعين به في مناسبات إضافية}. وها قد أصبحت الآن واحدة من أبرز نجوم السينما في العالم وأنا كنت أنصحها بأن تمثّل قدر ما تستطيع! كان جوابها سريعاً وصادقاً جداً. فقالت: {لا نحصل على فرص مماثلة بسهولة. هذا النوع من السيناريوهات ليس متوافراً دوماً}. إنه أمر مؤسف. يجب أن تحصل على فرص إضافية}.

قد تحصل على تلك الفرص فعلاً. أنهت روبرتس (46 عاماً) لتوها التمثيل في نسخة مقتبسة من العمل الدرامي The Normal Heart للكاتب لاري كرامر وتتمحور القصة حول مرض الإيدز.

هي تؤدي دور إيما بروكنر، طبيبة فيزيائية (وناجية من شلل الأطفال) تصبح في الواجهة حين ينتشر وباء الإيدز. هذا الفيلم هو من إخراج ريان مورفي الذي أدار مشاهد روبرتس في فيلم Eat Pray Love.

تقول روبرتس المتزوجة من دانيال مودر، مصور قابلته حين مثلت في فيلم The Mexican في عام 2000 وقد أنجبت منه ثلاثة أولاد: {مهنتي هي الأفضل على الإطلاق. هذا ما أشعر به فعلاً. في نهاية اليوم، أعود إلى المنزل حيث أجد من يقدّر عملي أيضاً. إنها واحدة من النواحي الإيجابية للغوص في عالم عائلة ويستون: أعود إلى المنزل لأدرك أن حياتي الواقعية لا تشبه حياة تلك العائلة المضطربة!}.

back to top