«قوات حفتر» تهاجم إسلاميي بنغازي
طرابلس تعتبر الهجوم انقلاباً... والجزائر تغلق سفارتها
قصفت وحدات تابعة لسلاح الجو الليبي موالية للواء الركن المتقاعد خليفة حفتر، الذي كان قائداً سابقاً في حركة التمرد التي أدت إلى إطاحة نظام معمر القذافي في 2011، مواقع لمجموعات من المسلحين الإسلاميين في بنغازي (شرق)، حيث اندلعت مواجهات عنيفة في هذه المدينة التي تعتبر المعقل الأول للإسلاميين المتشددين.وأعلن حفتر الذي اتهم قبل أشهر بالقيام بمحاولة انقلابية أن العملية التي تقوم بها القوات الموالية له ترمي إلى "تطهير" بنغازي من "المجموعات الإرهابية".
وأشار الضابط السابق في جيش القذافي محمد الحجازي، الذي عرف عن نفسه أنه المتحدث باسم "الجيش الوطني"، وهو الاسم الذي أطلقته القوات الموالية لحفتر على نفسها: "هذه ليست حرباً أهلية. إنها عملية للجيش ضد المجموعات الإرهابية".وفي طرابلس، التي تعيش فوضى سياسية بعد التمديد للمؤتمر التأسيسي العام والخلافات بشأن تعيين رئيس جديد للحكومة، نفى رئيس هيئة أركان الجيش الليبي عبدالسلام جاد الله أي تورط للجيش النظامي في هذه المواجهات.وفي تصريح للتلفزيون الرسمي، دعا جاد الله "الجيش والثوار إلى التصدي لأي مجموعة مسلحة تحاول السيطرة على بنغازي بقوة السلاح"، وأقر في الوقت نفسه أن ضباطاً ووحدات من الجيش النظامي انضموا إلى قوة اللواء حفتر.من ناحيته، وصف رئيس الحكومة الانتقالية عبدالله الثني في مؤتمر صحافي قوة حفتر بأنها "مجموعة خارجة على القانون"، واتهمها بـ"محاولة الاستفادة من الوضع الأمني (الهش) لإجهاض ثورة 17 فبراير"، التي أطاحت بنظام القذافي في 2011.ودعا الثني "الثوار السابقين" وسكان بنغازي إلى ضبط النفس، مؤكداً أن الجيش الليبي "يسيطر على الوضع على الأرض".واندلعت المواجهات منذ صباح أمس في بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية. وبحسب حصيلة مؤقتة من مصادر طبية، فقد أسفرت الصدامات عن ثمانية قتلى على الأقل. وحظيت قوات حفتر بدعم طائرات ومروحيات قتالية استهدفت مواقع تحتلها مجموعات إسلامية تقدم نفسها على أنها "ثورية" قاتلت نظام القذافي.وبحسب شهود، فإن المقر العام "للواء 17 فبراير"، وهو ميليشيا إسلامية، كان هدفاً لغارات جوية. وردت الميليشيا بإطلاق مضاداتها الأرضية، بحسب المصدر نفسه.وأفاد شهود عيان بأن القوة التابعة لحفتر سيطرت على المقر العام للميليشيا الإسلامية بقيادة راف الله السحاتي.في سياق آخر، قامت الجزائر أمس بإغلاق سفارتها وقنصليتها العامة في طرابلس بشكل "مؤقت" بسبب "وجود تهديد حقيقي وداهم" على دبلوماسييها، كما أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية.(طرابلس ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)