ماذا تريد إيران من العرب؟!

نشر في 04-06-2014
آخر تحديث 04-06-2014 | 00:01
 تركي الدخيل ربما تكون زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح علامة مهمة في هذه المرحلة، الكويت ترأس القمتين العربية والخليجية، ولها دورها الوسيط في كثيرٍ من مشكلات المنطقة، تأتي الزيارة الأولى للأمير منذ توليه مقاليد الحكم في 29 يناير 2006، لتضع إيران أمام امتحانٍ حقيقي. 

هناك تواطؤ إيراني سوري في ملفات عديدة، من بينها أزمة سورية والأزمة السياسية بلبنان، هذا فضلاً عن الحالة العراقية المؤسفة بقيادة نوري المالكي الذي يقوم بإدارة البلاد على أسسٍ طائفية وعنفية. ربما يقول البعض إن السؤال الصحيح: ماذا يريد العرب من إيران؟!، هذا السؤال معكوس وخاطئ، ذلك أن العرب ليست لديهم تدخلات في الشأن الإيراني، بينما إيران تتدخل في البحرين والسعودية ومصر وكل بلدان المنطقة تقريباً.

مشاكلنا مع إيران عديدة كما تحدث الشيخ عبدالله بن زايد يوم السبت المنصرم، ولكن الأهم أن تقوم إيران بإبداء نوايا حسنة تجاه منطقة الخليج.

 يعتبر الدكتور عايد المناع، أستاذ العلوم السياسية بالكويت، أن إيران تحتاج إلى إبداء حسن النية تجاه المنطقة من أجل نجاح الحوارات الخليجية الإيرانية. الذي يجري الآن هو حالٌ من اختبار الانفتاح الإيراني الذي بشّر به الرئيس روحاني منذ بدء حملته الانتخابية وإلى اليوم. مبادرات عديدة طرحت من دول خليجية، آخرها دعوة الأمير سعود الفيصل لوزير الخارجية الإيراني إلى السعودية للحوار حول الملفات العالقة بين البلدين.

قصص كثيرة تحتاج إلى استيضاحٍ من إيران، في لبنان عجز سياسي حقيقي، وتدخل "حزب الله" في سورية أحرج لبنان، بل وأشعله، تفجيرات بالضاحية واغتيالات مستمرة، عناد سياسي من فريق الثامن من آذار عطل العملية السياسية والآلية الانتخابية، الكل يعلم أن أصغر مسؤول إيراني يمكنه أن يأمر ذلك الفريق لإنعاش الأمور السياسية، ولإعادة لبنان ليكون وجهةً سياحية كما كان من قبل! الغريب أن المسؤولين في لبنان يتحدثون عن صيف سياحي واعد بالبلد، لكن كل المؤشرات تقول عكس ذلك، لأن هناك من يستفيد من هذا التعطيل، ومن زج لبنان في أتون حربٍ لا أول لها ولا آخر، حروب مستمرة منذ الستينيات وإلى اليوم.

في الخليج هناك محاولات إيرانية لزعزعة الاستقرار، رأينا ذلك في البحرين، وفي احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، والأخطر التدخل أو محاولة التدخل في الشأن السعودي من خلال حراك المنطقة الشرقية المحدود، غير أن السعودية كانت حازمة عبر سعود الفيصل وتحذيره: "اليد التي تمتد إلى السعودية ستقطع".

الأكيد أن هذه الزيارة للشيخ صباح هي استطلاعية للبحث في جدية نوايا إيران، ونحن نعلم أن الإيرانيين لديهم مراوغات وصبر ومخاتلة، فإلى أين تسير إيران تجاه العرب؟ بل السؤال التاريخي: ماذا تريد إيران من العرب؟!

back to top