الحب على الأرض

نشر في 31-05-2014
آخر تحديث 31-05-2014 | 00:01
 د. نجوى الشافعي الحب هو أرقى المشاعر الإنسانية وأروعها على الأرض، وعندما نحب نقبل الآخرين بكل ما فيهم، فنمدح مزاياهم ونتقبل عيوبهم بل نتسامح معهم؛ يقول إيليا أبو ماضي شاعر المهجر الكبير:

إِنَّ نَفساً لَم يُشرِقِ الحُبُّ فيها        هِيَ نَفسٌ لَم تَدرِ ما مَعناها

أَنا بِالحُبِّ قَد وَصَلتُ إِلى نَفسي     وَبِالحُبِّ قَد عَرَفتُ اللَهَ

ويصل الكاتب الروسي الكبير ليو تولستوي إلى ملاحظة ذكية فى إحدى كتاباته حين يقول: "إن ما يجمع الأديان كلها على الأرض هو دعوتها "للحب والرحمة والتسامح"، وهي أبناء الحب الشرعيين، فالحب مظلة وارفة تدفع أمطار الكراهية والقسوة والحقد والأنانية بعيدا عن البشر، وتسمح بمرور نسائم اللين ورقة المشاعر والتعاطف مع الآخرين والإبداع، فتمتلئ الصدور بأريحية لا يشعر ولا ينعم بها من دفع بعيدا عنه هذه المظلة".  دوائر الحب متعددة تبدأ من حب الذات "أصغر الدوائر"، والذي يبعث صاحبها إلى الأخذ بيدها لرفعتها روحا وجسداً، وتنتهى بحب الله "أكبر الدوائر"؛ فبحب الله تعزف الأرواح مع الطبيعة لحناً جميلاً منسجماً يسبح بحمد خالقها، وبينهما تتجلى أنواع عدة من الحب على الأرض، منها ما يتبدى رائعا مبهرا بين الأم وأبنائها، وحب الناس وحب الوطن اللذان بدونهما لا تستقيم حياة على الأرض وغيره وغيره.

يولد الحب بين الرجل والمرأة كطائر صغير بلا ريش ولا قدرة على الطيران، فيكون غطاؤه الحنان وغذاؤه مشاركة الأمل والألم، وأما ما يجعله محلقاً في عنان السماء فهو إنكار الذات.  

الحب هو دينامو العطاء والبذل والبساطة وحلاوة الأرواح، وصدق الله تعالى، حين قال في كتابه العزيز "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى"، فتلك إحدى جوائز السماء لأهل الحب على الأرض.

back to top