{فرقة أولاد عامر}... مئة عام من الالتزام بالتراث الشعبي (1-2)

نشر في 22-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 22-07-2014 | 00:01
تأسست في عهد الشيخ مبارك الصباح

{فرقة أولاد عامر الشعبية} إحدى أقدم فرق العرضة الحربية بالكويت إذ يرجع تاريخ نشأتها إلى أكثر من 100 عام، وكان يطلق عليها، في بدايتها، اسم {فرقة الحساوية}. تعد أكبر فرق العرضة الشعبية في الكويت إذ تضمّ 80 عضواً، ويزيدون وقت العروض الموسمية وفي المناسبات إلى 120 عضواً.
تكونت الفرقة في عهد الشيخ مبارك الصباح تحت اسم {فرقة الحساوية}، وكان داود السلمان أول رئيس لها، وقد شاركت في بناء سور الكويت في عهد الشيخ سالم مبارك، وبعد وفاة السلمان تولى أحمد الخميس رئاستها.

كانت الفرقة تقدم العرضة بعد العصر حيث يتجمع الناس للمشاركة فيها إلى أن يحل الظلام، ويبدأون ببناء السور على أنوار المصابيح، وكانت العرضة، آنذاك، تؤدى على شكل حلقة من حاملي البنادق ومعهم رئيس الفرقة تسمى {سبحة}، ثم تلي حلقة الطبول والطارات، ثم حملة السيوف الذين يحيطون بالحلقة.

 وكان حملة البنادق يرتدون ملابس تقليدية عبارة عن جوخ ملون أو شلحات، وبذلك يتميزون عن غيرهم من الصفوف الأخرى (الردادة) التي كانت تقف في صفين.

 بناء السور

استمرت الفرقة في ممارسة نشاطها الملحوظ، وكان لها دور في بناء السور من خلال تقديم العرضات. بعد ذلك تولى رئاسة الفرقة صالح حمادي لفترة قصيرة، ثم عبد علي القتم وبعده الحاج علي السلطان.

 بعد ذلك، تولى صالح أحمد الحمد رئاسة الفرقة في عهد الشيخ عبدالله السالم، وقد حصدت الفرقة والفرق الشعبية الاهتمام بنشاطها بعد الاستقلال، وتغيّر اسمها من {فرقة الحساوية} إلى {فرقة أولاد عامر الشعبية}.

أبرز أنشطتها آنذاك المشاركة في أفراح الشيوخ والأعياد في ساحة الصفاة لمدة ثلاثة أيام بمشاركة فرق من بينها الرندي والمرقاب، وكان أفراد الأسرة الحاكمة في الكويت يحضرون هذه الاحتفاليات. بعد وفاة صالح أحمد الحمد الذي كان له دور في نشاط الفرقة لسنوات طويلة، ترأس محمد الحمد الفرقة.

 ذكريات

في أحد اللقاءات معه، تذكر رئيس الفرقة صالح الحمد أنهم كانوا في أيام الاحتفالات يتجمعون بمقر {الفرقة الحساوية} بدروازة عبدالرزاق وينصبون علم الفرقة (البيرق) أمامهم ويتحركون حتى ساحة الصفاة، أمام الأمن العام حالياً، حيث تتجمع فرقتا {الحساوية} و}الرندي}، وكان الجميع يصطفون تحت علم الحكومة، ويصفّون أعلامهم تحت علم الحكومة، في حضور الشيخ أحمد الجابر الصباح.

 من المواقف الطريفة يروي الحمد: {دعانا الشيخ أحمد الجابر ثلاثة من أفراد فرقتي وأنا، وطلب منا أن نلقي عليه إحدى القصائد الخاصة بالعرضة الحربية، وبعد ذلك فوجئنا بسماع الأغاني والقصائد التي رويناها منذ مدة، وكان ذلك عجيباً بالنسبة إلينا أن نسمع أصواتنا، واتضح أن الشيخ أحمد الجابر أحضر أول آلة تسجيل في الكويت وسجل حفلاتنا.

 شعراء الفرقة

على غرار الفرق الشعبية الأخرى، كان لـ {فرقة أولاد عامر الشعبية} شعراء على مدى سنوات تأسيسها، وهم متميزون، من بينهم على سبيل المثال: صالح حمادي وعبدالنبي القتم (1950)، ثم جاء بعدهم حسين أحمد الحمد والشاعر عبدالله عيسى الدريع منذ بداية الاستقلال ومن شعره:

أقول وابدي في كلامي من أوله

بديت باسم الواحد العوان

بديت باسم الله ولا غيره

واللي رجا غير الولي خسران

 أثناء إقامة العرضات كان الشيوخ يطلبون من رؤسائها أن يغنوا قصائد معينة، ومثال ذلك أن الشيخ عبدالله الأحمد الجابر كان معجباً بالقصيدة التي مطلعها:

يا لله أنا لحكمك صبرنا

يوم جتنا علوم الحرايب

وبعد تأسيس جمعية الفنانين الكويتيين (1963) انضمت فرقة أولاد عامر الشعبية مع فرق شعبية إلى الجمعية، وهي تمارس نشاطها تحت مظلتها.

(ص. غ)

back to top