وفاة حيدر الشهابي الذي لعب دوراً في استبدال الروبية بالدينار

نشر في 03-01-2014
آخر تحديث 03-01-2014 | 00:05
التقيته لأول مرة عندما كنت أعمل على إصدار كتاب "المنصورية تاريخ وشخصيات" في عام 2009 ووجدت فيه البساطة، والتواضع، والطيبة، والوجه المبتسم، رحب بي وحدثني عن نفسه وعن سنين حياته التي قاربت التسعين، وقدم لي معلومات كثيرة عن أيامه في دائرة المالية منذ عام 1948. هذا هو العم حيدر عبدالرزاق الشهابي الذي توفي يوم الأحد الماضي، والذي تنحدر أسرته من السلالة الحسنية الهاشمية، التي هاجرت إلى المغرب العربي مع الفتوحات الإسلامية، ثم انتقلت الى القدس قبل 500 عام تقريباً، واستقرت فيه الى حين الاحتلال الإسرائيلي، ثم نزح هو وبعض أقاربه إلى الكويت في ذلك العام.

ولد الحاج حيدر رحمه الله في عام 1922 بمدينة القدس في منزل والده الذي يقع على جبل الزيتون ويبعد نحو 2 كم عن سور القدس. لأسرته حوش يطل على المسجد الأقصى يسمى حوش الشهابي مازالت آثاره موجودة الى اليوم، درس في القدس من المرحلة التمهيدية إلى المرحلة الثانوية، وكان اسم مدرسته الثانوية المدرسة "الرشيدية"، ثم أكمل تعليمه في الجامعة الأميركية في بيروت وتخرج فيها عام 1942. اشتغل في بلدية القدس عدة سنوات، ثم قدم إلى الكويت في عام 1948 والتحق عند وصوله بدائرة المالية، التي كان مقرها الأول في السوق الداخلي وكان مديرها آنذاك أحمد عبداللطيف بوحمدي رحمه الله. عين مساعداً لمدير الدائرة منذ ذلك العام (يعادل وكيل مساعد اليوم) واستمر في منصبه إلى حين تقاعده في عام 1969. اخبرني رحمه الله أن موظفي المالية في ذلك الوقت كانوا معدودين ومن أبرزهم أحمد عبداللطيف، وأحمد السيد عمر، وعبدالوهاب المحمد، ومحمد بودي، وعبدالله الصالح، وعبدالله عبدالرحمن بشارة، وحامد يوسف العيسى، وفيصل عبدالرزاق المزيدي، ويعقوب شماس، وبدر النصرالله. وشارك السيد حيدر الشهابي في إعداد قانون النقد الذي اعتمد الدينار الكويتي، ومثل الدائرة في العديد من اللجان الحكومية، والاجتماعات الدولية كاجتماعات الصندوق الدولي وبنك النقد الدولي، وتابع لسنوات عديدة القضايا المالية المتعلقة بطلبة البعثات الكويتية في الخارج. احتفظ بعلاقات وثيقة بمجموعة من رجالات الكويت على رأسهم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، والعم عبدالرحمن العتيقي، حفظه الله، ويعقوب الحمد وحامد العيسى رحمهما الله وغيرهم. يقول الحاج حيدر إنه جاء الى الكويت براً في قاطرة تضم 50 شخصا تجرها سيارة من القدس إلى دمشق، ومنها إلى بغداد ثم البصرة، وبعدها غادر بالطائرة إلى مطار الدسمة بالكويت. وعند وصوله قضى أول أيامه في الفندق "العصري". وجاء دخوله إلى الكويت بعد حصوله على كتاب من المعتمد البريطاني بسعي من المرحوم صالح الشهاب. ويتذكر أن راتبه الأول كان 500 روبية هندية. وقد أجريت معه مقابلة تلفزيونية من حلقتين بثها تلفزيون "الشاهد" في رمضان الماضي. رحم الله العم حيدر الشهابي وغفر له ذنبه وألهم ذويه الصبر والسلوان.

back to top