الأديبة ليلى الشويشان: المرأة تواجه المجتمع بقلمها

نشر في 18-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 18-08-2014 | 00:01
No Image Caption
في روايتها {تراتيل العزلة} تؤكد الأديبة المصرية الشابة ليلى الشويشان أن المرأة تتمتع بجرأة قد تفوق خيال الرجل، وأنها قادرة على مواجهة المجتمع ربما أكثر من الرجل... وأنها الوحيدة التي تستطيع الكتابة بطريقة أصدق عن بنات جنسها... إذ تتطرق في روايتها إلى المثلية (تعاني بطلة روايتها هذا المرض)، ومواضيع شائكة من دون خوف. التقتها {الجريدة} وكان الحوار التالي.

أخبرينا عن {تراتيل العزلة}.

الرواية وميض سلطته على حياة فتاة مثلية تعاني تعامل الذكور غير العادل في مجتمعها وكيفية مواجهتها لهم، وعيش حياتها كيفما تراها هي لا كيفما يراها الآخرون، بالإضافة إلى قضايا أخرى طرحتها من خلال الرواية، من بينها: التدين الظاهري ونتائجه السلبية، الخيانة، الجهل، وتسلط الرجل... الرواية واقعية بنسبة كبيرة باعتبار أن تلك الشخصيات موجودة في مجتمعاتنا بكثرة من اللصوص إلى القتلة والكاذبين وضعاف النفوس، وكثر ممن لم أكتب عنهم بعد...

دخلت عالم الرواية عبر القصة القصيرة، ماذا عن كتاباتك القصصية؟

أعتبرها درجة السلم الأولى التي استقبلتني في طريقي كي أكتب الرواية... ولها الفضل في الدفع بي للقراءة عن أدب القصة القصيرة والتعرف إلى كُتاب كثر، وأعطتني مزيداً من الانفتاح الأدبي. ثم للقصة القصيرة رونقها وجمالها الأدبي، ورواجها عربياً نظراً إلى مضمونها الأدبي والوقت والجهد  اللذين تحتاج إليهما. أعتقد أن القصة القصيرة جداً أحد أصعب أنواع الأدب، ذلك أن كاتبها يحكي قصة كاملة في سطر أو سطرين، وهي أحد أصعب أنواع الكتابة، وقد ولجت ذلك العالم وكتبت فيه لفترة قبل أن أتفرغ لكتابة روايتي الأولى...

ما الأقرب إليك القصة أم الرواية؟

الرواية جواز سفر أتخطى به حدود الزمان والمكان وألتقي عوالم أنا من يكتبها ويرسم أبطالها... لذا الرواية بالنسبة إلي إحدى أصعب الكتابات، إذ يجب أن تؤدي أنت أدوار الأبطال على اختلاف توجهاتهم ونبرات أصواتهم وملامح وجوههم.

هل نعيش زمن الرواية؟

 فعلاً، وذلك يرجع إلى الاهتمام بهذا  النوع من الأدب الذي وضع الرواية في المقام الأول، وجعل القارئ يبحث عن قصص جديدة في كل مرة يقرأ فيها رواية، إلا أنني شخصياً أحب القصة القصيرة، ولا أملّ من قراءتها أو كتابتها.

يرى البعض أن كتابتك تميل إلى الواقع والمشاعر الإنسانية والواقعية، ما ردّك؟

لديَّ رغبة قوية في التحدث عن قضايا حيّة، ربما لأنني أشعر بالأقليات والمهمشين إضافة إلى رغبتي في الكتابة بطريقة أنثى ترغب في الصراخ بشدة... أن تكتب عن أشخاص لا يستطيعون إيصال صوتهم، هو بالتأكيد أمر أحبه...

هل أنت مع تصنيف الأدب بين أدب رجالي وأدب نسوي أو ضده؟

الأدب أدب ولا يقوم على قلم ذكوري أو أنثوي... من وضع ذلك التصنيف هو ذاته من ابتكار تابوهات... تلك الحدود كافة يضعها أشخاص يحاولون دفن الأدب الحقيقي وقصف الأقلام كي يموت في مجتمعنا العلم المقروء أو المكتوب... من يستطيع أن يبدع فليفعل من دون النظر إلى تلك الأمور الثانوية.

هل تغيّر مزاج القارئ العربي بعد ثورات الربيع العربي فأصبح يميل إلى الكتب السياسية أكثر من الأدبية؟

الثورات العربية ثقافة ذات طعم خاص لم يعرفها المواطن العربي منذ سنين طويلة... وأعتقد أنه يجب أن ينهل من تلك الثقافة في الوقت الحالي... ليكون ملماً بالأمور السياسية التي تدور من حوله. وإن كان مزاج القارئ، إلى حد ما، سياسياً، فإن الأدب ما زال يحافظ على مكانته عنده، مهما طغت السياسة وأحداثها على المجتمع.

بمن تأثرتِ في كتاباتك الأدبية عربياً وعالمياً؟

كل من قرأت لهم تأثرت بكتاباتهم وتعلمت من حروفهم، من بينهم: الدكتورة نوال السعداوي، نجيب محفوظ، غارسيا ماركيز والبرتو مورافيا، الذي تعلمت منه كيف أكتب القصة القصيرة بطريقة جميلة.

هل حققت لك الكتابة كل ما تحلمين به؟

ما زلت في أول الطريق. لكنها جعلتني أبتسم بثقة أكبر من ذي قبل، وأتمنى أن تحقق لي ما أحلم به وأكون جديرة بذلك وقادرة على تقديم أدب وإبداع جيد.

يرى البعض أن النقاد يجاملون المرأة ولا يقيّمون منجزها الأدبي بشكل جيد ما تعليقك؟

للنقد أسلوبه وللناقد مبدأ لا تزحزحه امرأة أو رجل. عدا ذلك لا أعترف به، والعمل الجيد، سواء لرجل أو امرأة، يفرض نفسه على الساحة الأدبية. أعترف بأن النقد البناء  عالج ركاكة اللغة لدي في فترة ما، وجعلني أكتشف بعض مشاكل الكتابة عندي، ولولا النقد الحقيقي لما كنت أحتفي الآن بروايتي وأشعر بأنني أقف على أرض صلبة.

يسهم النقد، بشكل كبير، في تطور الحركة الأدبية ويساعد على ازدهارها ونموها، ويشق لها الطريق لتحقق أهدافها الأدبية، فالنقد والأدب كل منهما يكمل الآخر ولا ينجح أحدهما من دون الآخر.

إلى أي مدى تعتبرين المرأة قادرة على إيصال أي فكرة أرادت؟

تواجه المرأة المجتمع بقلمها بجرأة أكثر من الرجل... وهي الوحيدة التي تكتب بطريقة أصدق عن بني جنسها، وقادرة، بنسبة كبيرة، على التطرق إلى مواضيع شائكة من دون خوف.

ما العوائق التي تواجهها في العمل الأدبي؟

أعتبر أن المجتمع ومحاربته لأدبها، من منظور أنها امرأة، العقبة الكبرى التي تواجهها، لكن المرأة تغلبت بل تخطت هذه العقبات والمعوقاتر كافة، وتقدم منجزها الأدبي والإبداعي بقوة، وتحافظ على مكانتها الأدبية.

برأيك ما أهم المشاكل التي تواجه الأديب العربي؟

فرض سياج على الكتابة ووضع معايير صارمة تفرض على الكاتب ألا يتجاوزها... الخطوط الحمراء لا تصنع ثقافة حقيقية، كذلك قلة انتشار الثقافة والأدب العربي، أيضاً ترجمة الأعمال الأدبية العربية قليلة ولا تتناسب مع ما ينتج من الأدب العربي... فضلاً عن مشاكل النشر.

back to top