المشاهد المحذوفة لترويج الأفلام عبر الإنترنت
لم تعد الدعاية للأفلام السينمائية تقتصر على الإعلانات التلفزيونية واللافتات الدعائية أو حتى أغاني الأفلام.
في محاولة منهم لتحقيق أوسع انتشار لأفلامهم والخروج على المألوف المتبع منذ سنوات، بدأ بعض السينمائيين طرح مشاهد محذوفة من أعمالهم عبر الإنترنت.
في محاولة منهم لتحقيق أوسع انتشار لأفلامهم والخروج على المألوف المتبع منذ سنوات، بدأ بعض السينمائيين طرح مشاهد محذوفة من أعمالهم عبر الإنترنت.
إلى جانب الترويج للأفلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الأعمال الرسمية وحضور الأبطال للعروض مع الجمهور لتشجيعهم على دخول الصالات، بدأ بعض السينمائيين باللجوء إلى طرح مشاهد محذوفة من أعمالهم السينمائية عبر الإنترنت، لا سيما اليوتيوب، كعامل جذب إضافي للجمهور.
أحمد حلمي أول من أدخل هذه الدعاية في السينما المصرية في فيلمه «عسل إسود»، إذ طرح عبر صفحة الفيلم على الإنترنت مشاهد حُذفت بعد الانتهاء من تصويره لطول مدة المشاهد المصورة التي تجاوزت 140 دقيقة، وذلك بالتوازي مع الحملة الدعائية التي حققت نسب مشاهدة كبيرة.بدوره طرح مخرج «سبوبة» بيتر ميمي مشاهد محذوفة من الفيلم بسبب مشاكل فنية، ضمن الدعاية الخاصة به على «يوتيوب» مع أغنية الفيلم، وذلك بالتزامن مع الدعاية الخاصة به.نسبة متابعة عاليةطرح بطل فيلم «أسرار عائلية» محمد مهران جزءاً من الحوار بينه وبين صديقه الذي حذفته الرقابة، ليؤكد أن فيلمه لا يتضمن ما يجبر الرقابة على حذفه، علماً بأن جزءاً من الحوار حذفته لجنة التظلمات في الرقابة قبل السماح بعرض الفيلم تحت لافتة للكبار فقط.كذلك طرح المخرج عمرو سلامه مشهداً ساخراً محذوفاً من فيلمه الجديد «لا مؤاخذه» بالتزامن مع حملة الفيلم الدعائية، يتمحور حول ظهور الشخصية الكرتونية «أبلة فاهيتا» بعد الجدل الذي أثارته الشخصية أخيراً، وقد تجاوز متابعو المشهد 200 ألف شخص في أيام قليلة. وكسر المشهد المحذوف الصورة الجادة المأخوذة عن الفيلم منذ عرضه على هيئة الرقابة على المصنفات الفنية ورفضها له لفترة طويلة، وأظهر الجانب الكوميدي في الفيلم ما أعطى انطباعاً مختلفاً عنه.يقول عمرو سلامة إن فكرة طرحه للمشهد جاءت بعدما حذف بعض الأحداث عقب الانتهاء من مشاهدة الفيلم بالكامل، مشيراً إلى أنه بعد الانتهاء من كل عمل سينمائي يعرضه على خبراء في السينما لمعرفة رأيهم فيه.يضيف أن هؤلاء وجدوا أن مشهد ظهور أبلة فاهيتا لم يكن مناسباً، فجاءت التعليقات عليه باعتباره لا يتماشى مع طبيعة الفيلم، لذا حذفه بعد اقتناعه بوجهة نظرهم، وقرر طرحه على «يوتيوب» قبل عرض الفيلم ضمن الدعاية الخاصة به بعد الضجة التي أثارها.ظاهرة جديدةيصف الناقد السينمائي محمود قاسم هذه النوعية من الدعاية بظاهرة جديدة يسعى صانعو السينما من خلالها إلى الترويج لأعمالهم بأشكال مبتكرة، من دون أن يتكلفوا أموالاً، بهدف كسب شريحة واسعة من الجمهور الذي يرتاد السينما، لافتاً إلى أن هذا الأمر طبيعي في ظل تزايد مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي.يضيف أن شركات الإنتاج ترشد النفقات راهناً، فلا تعتمد على الدعاية الضخمة، كما في السابق، بسبب الظروف السياسية والإيرادات الضعيفة للأفلام، لذا تبحث عن وسائل بديلة تضمن لها الوصول إلى الجمهور وحثه على مشاهدة الفيلم في دور العرض.يؤكد أن غالبية المخرجين تكون لديهم مشاهد محذوفة في أعمالهم لأسباب فنية أو أمور لها علاقة بالوقت أو خروجها بشكل غير مناسب ضمن الأحداث، وأن طرح هذه المشاهد لن يضر بهم لأنها صورت بالفعل ولن تكلفهم مبالغ بل قد تزيد من إيرادات الفيلم.في النهاية يمكن القول إن الدعاية للأفلام السينمائية لم تعد تقتصر على الإعلانات التلفزيونية واللافتات الدعائية وحضور الأبطال العروض مع الجمهور لتشجيعه، أو حتى أغاني الأفلام التي تعرض عبر القنوات السينمائية المختلفة خلال طرحها في دور العرض... باعتبار أن هذه الوسائل التقليدية لا تضمن تحقيق أفضل الإيرادات، لذا سخَّر صانعو الأفلام مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الرسمية للأفلام لبث أنواع جديدة من الدعاية علها تحقق النتائج المرجوة منها لناحية الإيرادات.