تصاعد وتيرة "الغضب" بين بكين وهانوي

نشر في 16-05-2014 | 15:22
آخر تحديث 16-05-2014 | 15:22
No Image Caption
أكدت بكين اليوم الجمعة تمسكها بموقفها بشأن بحر الصين الجنوبي متجاهلة غضب فيتنام وقلق واشنطن بعد اعمال عنف دامية معادية للصين وقعت في فيتنام.

واسفرت اعمال العنف هذه عن سقوط قتيلين صينيين واكثر من 100 جريح وفقا لبكين واندلعت بعد ان اقامت الصين منصة للتنقيب عن النفط قبالة جزر باراسيلز المتنازع عليها بين البلدين.

وتمكن مصور من وكالة فرانس برس كان مع البحرية الفيتنامية من مشاهدة عشرات السفن الصينية تحمي المنصة.

والجمعة كان التوتر بين بكين وهانوي على اشده رغم عودة الهدوء الى فيتنام.

وكتبت صحيفة "غلوبال تايمز" ان "فيتنام والفيليبين لا تزالان تعيشان في وهم انه من الممكن ارغام الصين على التراجع من خلال الضغوط".

وهذه الصحيفة المعروفة بلهجتها القومية والناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني، لوحت بتهديد "اتخاذ تدابير غير سلمية" في حال حصول "استفزازات".

من جهته دعا نظام هانوي في رسالة نصية قصيرة الفيتناميين الى "الوطنية" و"حماية سيادة البلاد ضمن احترام القانون" قبل يومين من تظاهرات مناهضة للصين مرتقبة الاحد في كافة انحاء فيتنام.

واشترط الرئيس الفيتنامي تروانغ تان سانغ الجمعة مسبقا سحب الصين للمنصة. وقال في زيارة الى هو شي مينه "عليكم اولا الانسحاب"، وفق ما نقل موقع صحيفة تووي تري.ودعا الى "حماية السيادة الوطنية بالطرق السلمية".

وتتهم بكين هانوي ب"التآمر" مع مثيري الشعب في حين يرى الخبراء انه كان يمكن لهانوي احتواء الاستياء الشعبي المعادي لبكين بعد ان ظنت انه في امكانها القيام بذلك.

ويبدو ان الصين التي تؤكد سيادتها على القسم الاكبر من بحر الصين الجنوبي "اساءت تقدير" ردود الفعل التي اثارتها المنصة النفطية حسب ما قال بيل هيتون مؤلف كتاب "فيتنام التنين الصاعد".

وقال "هذا ساهم في تأجيج الرأي العام الفيتنامي وشدد موقف الحكومة الفيتنامية وحرك فرضيات +التهديد الصيني+ في جنوب شرق اسيا" ما يعزز موقف الولايات المتحدة في المنطقة.

واعرب نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الخميس عن "القلق العميق لواشنطن من الاعمال الاحادية للصين في المياه المتنازع عليها مع فيتنام".

والتقى في واشنطن الجنرال فانغ فنغوي رئيس اركان الجيش الصيني الذي لم يعط اي دليل على تغيير موقف بكين.

وقال فانغ بعد لقاء في البنتاغون "ما سنفعله هو ضمان امن هذه المنصة النفطية والتحقق من انها ستواصل نشاطها". واضاف ان اعادة التوازن الاستراتيجي الاميركي حيال اسيا كان "مناسبة استغلتها" بعض دول المنطقة "لاثارة" مشاكل في بحر الصين الجنوبي والشرقي.

وفي فيتنام اتسعت التظاهرات المناهضة للصين هذا الاسبوع لتشمل 22 من 63 اقليما في هذا البلد الذي يعد 90 مليون نسمة ويقوده نظام استبدادي لا يسمح عادة بالتظاهرات.

وقتل صينيان واصيب مئة بجروح في هجوم على مصنع حديد تايواني في وسط فيتنام.

وقالت الحكومة الفيتنامية انه سيتم اعادة فرض النظام خشية هروب المستثمرين الاجانب.

وقالت الشرطة الكمبودية ان مئات الرعايا الصينيين في فيتنام لجأوا الى كمبوديا.

وروى رجل اعمال تايواني من مطار تايوان الجمعة انه فر بسرعة من مصنعه بعد ان هجم عليه فيتناميون حركتهم مشاعر معادية للصين.

والتاريخ بين فيتنام والصين حافل بخلافات تغذي الاحقاد القومية.

وفي 1974 عندما كانت الولايات المتحدة تنسحب من فيتنام سيطرت الصين على جزر باراسيلز (التي هي في صلب خلاف اليوم) في بحر الصين الجنوبي والتي كانت تحتلها فيتنام الجنوبية.

وفي 1979 تواجه البلدان في حرب صينية فيتنامية قصيرة لكن دموية بعد غزو لاقاليم في شمال فيتنام. وبلغت حصيلة القتلى عشرات الآلاف الاشخاص.

back to top