بلا سقف: علم فييرا يا دكتور

نشر في 29-05-2014
آخر تحديث 29-05-2014 | 00:01
 محمد بورسلي ظهرت الخلافات الدفينة بين أقطاب الساحة الرياضية إلى العلن مجدداً بعد إجراء انتخابات مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وانتهت "الهدنة المؤقتة" بعد أن فشلت الأطراف المتهادنة في التوصل إلى صيغة توافق مُرضية، تُمهِّد لتجاوز نقاط الخلاف وتعمل على خلق أرضية عمل رياضي مشترك، مثلما كنا نتمنى، إلا أن شيئاً من هذا لم يكن، لأن الطرف الممسك بخيوط اللعبة يهوى أن يلعب وحيداً، ويُفضِّل تحديد ألوان الخيوط بنفسه، ويعتقد أن لعبة كرة القدم "ملكية خاصة" يتصرف فيها كيفما يشاء دون مشاركة أحد.

عموماً، لم تكن الانتخابات سوى إجراء شكلي يُرتِّب لمرحلة جديدة من العمل الإداري، ولن أطيل الخوض في نتائجها، لأن ما ننشده من مجلس الإدارة الجديد للاتحاد، بصرف النظر عن أسماء أعضائه وانتماءاتهم، هو وضع كرة القدم الكويتية على الطريق الصحيح، وتحقيق تطلعات الشارع الرياضي الذي لم يعد مستعداً لتحمل المزيد من الإخفاقات، وذلك يتوقف على مدى جاهزية الاتحاد للمرحلة المقبلة، وما ينتظر منتخبنا من استحقاقات مهمة، إقليمية وقارية، تتطلب تصحيح أخطاء المرحلة السابقة، ووضع خطة استراتيجية مستقبلية، منطلقة من رؤية واضحة، لها أولويات مبرمجة، ترمي إلى أهداف محددة، وترتبط بمدة زمنية للتنفيذ، وما عدا ذلك سيكون مزيداً من السنوات الضائعة من تاريخنا الكروي.

من المتعارف عليه، في أي عملية انتخابية، أن تبادر الكُتل المرشحة إلى تقديم برنامج عملها التنفيذي فور ترشحها للانتخابات، وهذا ما لم يحصل في انتخابات اتحاد الكرة، لأن المزاج الانتخابي لأعضاء الجمعية العمومية للاتحاد يميل دوماً إلى "المعيار الشخصي" أكثر من ميله إلى "المعيار البرامجي".

لن أقف كثيراً عند هذه النقطة، وسأتجاوزها إلى ما هو أهم، والأهم هو أن يقوم المكتب التنفيذي للاتحاد خلال فترة شهر واحد من تسلمه لمهامه، كحد أقصى، بتنظيم مؤتمر صحافي موسع، أو عقد لقاء مفتوح مع وسائل الإعلام، تُعرض خلاله الخطة الاستراتيجية المستقبلية للاتحاد، والتي ينبغي أن تشمل:

* تحديد الأهداف المراد تحقيقها من الاستحقاقات القادمة للمنتخب الأول، وفقاً للإمكانيات المتاحة، مع مراعاة معطيات وظروف المنافسة.

* الكشف عن الخطة الموضوعة للارتقاء بالمنتخبات السنية، باعتبارها الرافد والداعم الأساسي لمستقبل الكرة الكويتية.

* شرح آلية تطوير المسابقات المحلية.

* تقديم البرامج التأهيلية المُعدَّة لتطوير ورفع كفاءة الكوادر الوطنية، الإدارية والفنية والتحكيمية.

وليست النقاط السابقة سوى بداية مقبولة، بحدها الأدنى، لبرنامح عمل أشمل وأوسع، يفترض بمجلس إدارة الاتحاد تنفيذه خلال فترته الجديدة. من شأن مبادرة كهذه من جانب اتحاد كرة القدم أن تكسبه ثقة الشارع الرياضي، وأن تبيِّن للرأي العام جدية ومصداقية القائمين عليه، كما أنّ من شأنها أن تنهي "أزمة الثقة" التي تولدت ما بين رئيس الاتحاد والجماهير الرياضية، بعد أن أطلق خلال فترته الرئاسية الأولى وعوداً في الهواء، سرعان ما تبخرت واختفت، أو ربما تكون قد تخلَّفت عن ركب "الأزرق"، وظلت مهملة على أرصفة ميناء عدن، الذي شهد آخر إنجاز لمنتخبنا، قبل ما يناهز الأربعة أعوام من اليوم.

من مصلحة رئيس الاتحاد أن يعتمد في خطابه الإعلامي على المكاشفة والمصارحة، وأن تكون تصريحاته منسجمة ومتوافقة مع تصريحات مرؤوسيه، لأننا سئمنا من حالة التضارب المستمرة وانعدام الشفافية في السياسة الإعلامية للاتحاد بوجه عام، وللدلالة على ذلك، سأذكر، على سبيل المثال لا الحصر، ما قاله الشيخ طلال الفهد في أول لقاء متلفز له بعد إعادة انتخابه رئيساً للاتحاد، تعقيباً على سؤال وُجِّه إليه حول إنجازات الاتحاد تحت رئاسته: "أنتو وين رايحين؟! لا يكون عبالكم أنتو اليابان؟!"، وهذا سؤال بسيط يريد جواباً أبسط: تأكد يا سعادة الرئيس أن لا أحد في الكويت يصل به الهوس إلى حد مقارنة منتخبنا بنظيره الياباني، باستثناء موظف برتغالي يقع تحت مسؤوليتك أنت، اسمه جورفان فييرا، أكد في تصريح موثق تعليقاً على نتائج قرعة نهائيات أمم آسيا 2015 أن "منتخب الكويت ذاهب إلى أستراليا من أجل الفوز باللقب"، ما يعني بشكل واضح لا يحتاج إلى تفسير زائد أن مدرب منتخبنا هو من ساوى، قولاً لا فعلاً، ما بين حظوظ "أزرقنا" وحظوظ المرشح الأقوى لنيل اللقب القاري، "أزرق اليابان"، ربما اختلطت على فييرا الألوان.

في كل الأحوال، لا تحاسبنا على "طموحنا الزائد" يا دكتور، بل حاسب مرؤوسك الذي ينال إعجابك، على بلاهته واستخفافه بعقولنا.

قفّال:

أرِنا ما استفدته من دروس "الأساتذة" بلاتر وبلاتيني وحياتو يا شاطر...

back to top